الإثنين , نوفمبر 25 2024

“دفن صديق للبيئة”.. ما هي عملية الاختزال العضوي الطبيعي؟

“دفن صديق للبيئة”.. ما هي عملية الاختزال العضوي الطبيعي؟

تقوم شركة “ريترن هوم” الأميركية بعمليات دفن جثث الموتى باعتماد طريقة “الاختزال العضوي الطبيعي” (تحويل الجثة إلى سماد بشري)، بعدما أصبحت واشنطن عام 2019 أوّل ولاية أميركية تشرّع اللجوء إلى هذه الطريقة في التخلص من الجثث بدلاً من اعتماد حرقها.

وتبلغ التكلفة مقابل خدمات “ريترن هوم” 5 آلاف دولار ، أي ما يعادل تقريباً تكلفة عملية حرق الجثة، بينما تبلغ تكلفة الدفن التقليدي ضعفي أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.
ما هي عملية “الاختزال العضوي الطبيعي”؟

عملية “الاختزال العضوي الطبيعي” هي عملية تحلل تستغرق 60 يوماً، من غير أن تُحنّط الجثث لتجنّب استخدام المواد الكيميائية. وتتضمن العملية تحويل الجثة إلى سماد، ووضعها في وعاء مغلق، مع رقاقات الخشب والبرسيم والقش، ما يسمح للميكروبات بتحليلها.

وفي منتصف العملية، تُسحب العظام وتُطحن إلى جزيئات دقيقة قبل إعادتها إلى الحاويات لتحويلها إلى سماد. ويتم وصل أجهزة استشعار تراقب الرطوبة ودرجة الحرارة وتدفق الهواء بجهاز كمبيوتر لتحسين عملية التحلل. ويستطيع أقرباء الميت خلال حضورهم عملية التحلل اختيار أغنيات يستذكرون من خلالها أحباءهم المتوفين.

أما المادة النهائية التي تنتُج عن هذه العملية فلها شكل السماد العادي، وتستطيع العائلات الاحتفاظ بالكمية التي ترغب بها من المادة، فيما يُستخدم ما يتبقى في إعادة تأهيل أراضٍ يحظر التأهيل المدني المحلي أي عملية بناء عليها.

وتبيع شركة “كويو” الناشئة في كاليفورنيا ملابس دفن تحتوي على غزل فطري بهدف “القضاء على السموم في جسم الإنسان ونقل العناصر الغذائية إلى النباتات”.
“دفن صديق للبيئة”

ويقول مؤسس “ريترن هوم” ومديرها ميكا ترومان إنّ “الأشخاص الذين يختارون دفن جثثهم عن طريق الاختزال العضوي الطبيعي، يعلّموننا كيف نموت بطريقة أفضل”.

بدوره، يرى رئيس مجلس “غرين بارييل كاونسل” إدوارد بيكسبي أنّ هذه العملية “تمثّل العودة إلى الأرض”.

ويشير بيكسبي إلى أنّ “البشر بدأوا يخافون من الموت بسبب أفلام الرعب وأمور أخرى مماثلة”، مضيفاً: “لطالما كانت لدينا فرصة للاعتناء بالمقربين منّا بعد وفاتهم لكننا نسينا ذلك”.

ويضم مجلس “غرين بارييل كاونسل” أكثر من 400 شركة متخصصة بهذه الجنازات الصديقة للبيئة، من بينها عدد من الشركات خارج الولايات المتحدة.

وتوضح هذه المنظمة أنّ عملية حرق جثة واحدة تتطلب كمية وقود مماثلة للكمية التي يتسع لها خزان سيارة رياضية متعددة الاستخدام، وأنّ تحويل الجثث رماداً يؤدي إلى انبعاث غازات الدفيئة.
وكالات