كشف صندوق النقد الدولي عن أن حصة الدولار من الاحتياطيات الدولية كانت في انخفاض خلال العقدين الماضيين.
وبعد 80 عامًا من هيمنة الدولار، قد تكون الولايات المتحدة في خطر فقدان مكانتها كعملة احتياط عالمية.وكشفت ورقة بحثية جديدة أعدها صندوق النقد الدولي أن حصة الدولار من الاحتياطيات الدولية كانت في انخفاض خلال العقدين الماضيين، في الوقت نفسه تقريبًا الذي بدأت فيه الولايات المتحدة حربها على الإرهاب والعقوبات التي فرضتها لمكافحة الإرهاب. ومنذ ذلك الحين، تحول ربع الاحتياطيات من الدولار إلى اليوان الصيني، وتحولت الأرباع الثلاث الأخرى إلى عملات البلدان الأصغر،وفق سي إن إن.
وأطلقت الولايات المتحدة سلاح الدولار ضد روسيا في فبراير بعد غزو البلاد لأوكرانيا، فقد جمدت ما قيمته 630 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي وقوضت بشدة قيمة الروبل، مما أعطاها القدرة على معاقبة روسيا دون إشراك القوات الأمريكية في الحرب.
مصير روسيا
لكن تأتي مع القوة العظمى مسؤولية كبيرة: حين تستخدم سلاح دمار شامل، حتى اقتصاديًا، يصاب الناس بالفزع. قامت البلدان الأخرى بتنويع استثماراتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي إلى عملات أخرى لحماية نفسها من مصير روسيا.
وقال مايكل هارتنيت المحلل الاستراتيجي في “بنك أمريكا” إن استخدام الدولار كسلاح قد يؤدي إلى تقليل قيمته.
وأضاف أن “بلقنة – مصطلح مشتق من شبه جزيرة البلقان- الأنظمة المالية العالمية” يقوض دور أمريكا كعملة احتياطية.
وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بوقف صادرات الغاز إلى الدول التي لا تفتح حسابا في بنك روسي وتدفع بالروبل. يحصل الاتحاد الأوروبي على 40٪ من الغاز و30٪ من النفط من روسيا بدون بدائل سهلة.
وتبلغ احتياطيات العملات العالمية بالدولار حوالي 60% أي 12.8 تريليون دولار، مما يمنح الولايات المتحدة امتيازًا باهظًا على البلدان الأخرى. وهذا الامتياز يؤتي ثماره، لأن:
ويتعين على الولايات المتحدة الاقتراض من البلدان الأخرى بعملتها الخاصة، لذلك إذا فقد الدولار الأمريكي قيمته، فسيفقد الدين قيمته أيضًا.
والأهم من ذلك يمكن للولايات المتحدة وقف وصول الدولار إلى البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى عزل واستنزاف اقتصاداتها. يصف راغورام راجان، المحافظ السابق للبنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي) هذه القوة بأنها “سلاح اقتصادي للدمار الشامل”.
اليوان الرقمي
في المقابل، تسعى الصين من خلال عملة وطنية رقمية، للمزيد من السيطرة على كيفية إنفاق الناس لأموالهم، في ظل هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي.
ونقلت وسائل إعلام صينية عن نائب محافظ بنك الشعب (البنك المركزي) دعوته إلى تسريع عملية طرح العملة الوطنية الرقمية وتوسيع نطاق التجارب الحالية لتشمل كل أنحاء البلاد.
وفي 2015، التحق اليوان الصيني رسميا بسلة العملات الرئيسية للاحتياطي الدولي في صندوق النقد الدولي
يشهد اليوان الصيني منذ 2015 وجودا قويا في الأسواق العالمية، بعد خطوات دولية عززت حضوره عالميا، ما دفع صندوق النقد الدولي في نهاية عام 2015 إلى اعتماد العملة ضمن عملاتها التي تبنى من خلالها الأصول الاحتياطية.
اقرأ أيضا: سوريا والصين: مستقبل اقتصادي أفضل