ما الذي يجمع بين دوما السورية وبوتشا الأوكرانية؟
زعمت أجهزة إعلام تابعة لنظام الحكم في أوكرانيا أن القوات الروسية خلفت أكواما من الجثث حين غادرت مدينة بوتشا بريف العاصمة الأوكرانية كييف.
التمثيلية
ولا يخفى على أحد أن مقتل المدنيين على أيدي القوات الروسية في هذه المدينة التي وصلتها وحدة من القوات الروسية التي تواصل العملية العسكرية الهادفة إلى توفير الحماية للناس في أوكرانيا من هجمات تشنها مجموعات مسلحة من الجيش الأوكراني هو وهم مختلق، بدليل أن الجثث التي تظهر في مقطع الفيديو تحرّك أطرافها لكي تتجنب الوقوع تحت عجلات السيارات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية غادرت بوتشا في الثلاثين من مارس/آذار. وأكد عمدة المدينة، أناتولي فيدوروك، في 31 مارس، عدم وجود العسكريين الروس في بوتشا من دون أن يعلن عن وجود أي جثث في شوارع المدينة. وانطلقت الإشاعات التي تتحدث عن اغتيالات مدنيين بعد مضي 3 أيام عندما دخلها مسلحون من فصائل الدفاع المحلي.
الحقيقة
وأفاد مراسل صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”، ألكسندر كوتس، أن المسلحين الذين دخلوا إلى بوتشا راحوا يطلقون النار على من يصادفونهم في الطريق.
وأشار إلى أن الجثة التي تظهر في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها الطرف الأوكراني لا يمكن أن تكون جثة الشخص الذي لقي حتفه قبل 3 أيام، إذ أنها ليست هامدة. ومعنى هذا أن هذا الشخص لقي مصرعه قبل بضع ساعات عندما لم يوجد أي جندي روسي في المدينة.
والأغلب ظنا – والكلام لمراسل الصحيفة – أن المسلحين من فصائل الدفاع المحلي الأوكرانية أقدموا على اختطاف الناس من سكان المدينة بهدف استجوابهم بشأن وجود العسكريين الروس في المدينة، ثم قتلوهم رميا بالرصاص، ونسبوا جرائمهم إلى العسكريين الروس الوهميين.
على غرار “الخوذ البيضاء”
ونوه مراسل الصحيفة الروسية الذي كان موجودا في سوريا حينما تم نشر الصور ومقاطع الفيديو التي قام بتصويرها أصحاب الخوذات البيضاء، إلى أن أصحاب الخوذات البيضاء قاموا باختلاق حادث استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بريف دمشق. وقال شهود عيان له بعد تحرير المدينة من المسلحين إن تلك الحادثة مختلقة تقف وراءها المخابرات البريطانية التي أشرفت على تدريب “الخوذ البيضاء”.
براءة القوات الروسية
ومن جانبه قال الخبير السوري بسام أبو عبد الله إن حادثة بوتشا وحادثة دوما هما من صنع مَن ينفذون الأوامر الصادرة عن الجهات الأمريكية أو البريطانية.
وأشار المحلل السياسي السوري حسام إخلاصي إلى أن السوريين يعرفون كيف يتصرف العسكريون الروس وكيف يعاملون المدنيين، مؤكدا أن العسكريين الروس لا يمكن لهم أن يقترفوا ما يُنسب إلى القوات الروسية في مدينة بوتشا.