السبت , مايو 4 2024
شام تايمز
“الرادع الاستراتيجي سنتنيال”.. تعرف على الجيل الجديد من الصواريخ البالستية الأمريكية العابرة للقارات

“الرادع الاستراتيجي سنتنيال”.. تعرف على الجيل الجديد من الصواريخ البالستية الأمريكية العابرة للقارات

“الرادع الاستراتيجي سنتنيال”.. تعرف على الجيل الجديد من الصواريخ البالستية الأمريكية العابرة للقارات

شام تايمز

أطلق سلاح الجو الأمريكي على الجيل التالي من صواريخه البالستية العابرة للقارات اسم LGM-35A Sentinel، (الحارس) يوم الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، ليكون ذلك الاسم الرسمي للصاروخ النووي العابر للقارات، والذي يشار إليه أيضاً بـ”الرادع الاستراتيجي الأرضي”.

شام تايمز

ما هو صاروخ سنتنيال العابر للقارات؟

يعتبر LGM-35A Sentinel نظام صواريخ بالستياً برياً أمريكياً عابراً للقارات (ICBM)، وهو حالياً في مراحل التطوير. ومن المقرر أن يحل محل صواريخ Minuteman III القديمة العابرة للقارات، والمتمركزة حالياً في نورث داكوتا، وايومنغ، مونتانا، نبراسكا وكولورادو، اعتباراً من العقد الحالي حتى عام 2075.

وفي عام 2020، في ظل إدارة دونالد ترامب، منحت وزارة القوة الجوية شركة نورثروب جرومان، عقوداً بقيمة 13.3 مليار دولار لشركة نورثروب جرومان لتطوير الصاروخ.

ويمثل الصاروخ الجديد Sentinel بحسب تقرير لموقع defensenews الأمريكي، ترقية كبيرة ومكلفة للصواريخ البالستية الأمريكية، بقيمة 100 مليار دولار. لينضم إلى منظومة الصواريخ البالستية العابرة للقارات من الثالوث النووي للولايات المتحدة، حيث تشكل القاذفات المسلحة نووياً، مثل B-52 و B-21 Raider قيد التطوير، بالإضافة إلى الغواصات النووية، الجزئين الآخرين من الثالوث النووي.

وتعني كلمة Sentinel التي سمي بها صاروخ الردع الاستراتيجي: “الحارس”، يقول دون كوسر، الخبير العسكري في سلاح الجو الأمريكي، إنه تم اختيار الاسم لاستحضار صورة “الشخص الذي يحرس ويراقب ساعته على مدار الوقت”.

من جهته، قال وزير القوات الجوية فرانك كيندال، في بيان الثلاثاء، إن “قوة الردع النووي لبلدنا وفرّت درعاً أمنياً استراتيجياً لعقود بواسطة طيارينا، وطيلة ذلك الوقت كانت إدارة القوات الجوية تراقب، دائماً يقِظة وجاهزة. ويشير اسم Sentinel إلى جاهزية مهمة الردع التي عمل آلاف الطيارين، في الماضي والحاضر”.

ما هي الصواريخ العابرة للقارات التي ينتمي لها صاروخ “سنتنيال”؟

والصواريخ العابرة للقارات التي ينتمي لها الصاروخ الأمريكي الجديد، هي صواريخ بعيدة المدى (أي أن مداها أكبر من 5.500 كم)، وقد صممت في الأساس لحمل الأسلحة النووية لإصابة أهدافها، حيث قد يحمل الصاروخ رأس نووي واحد أو أكثر.

وقد يحمل رؤوس حربية تقليدية مثل الكيميائية والبيولوجية ولكن بفاعلية مختلفة، من خلال التصميمات الحديثة تم تصنيع برنامج أطلق عليه المركبات العائدة التي تستهدف العديد بشكل مستقل (multiple independently targetable reentry vehicles (MIRVs فالصاروخ الواحد لديه القدرة على حمل عدة رؤوس كل منها يمكن أن يصيب هدفاً مختلفاً.

وتختلف الصواريخ عابرة القارات بمداها الأكبر عن باقي الصواريخ متوسطة المدى وصغيرة المدى، كما تتميز بسرعتها الأعلى من الصواريخ الباليستية الأخرى.

يذكر أن الصاروخ العابر للقارات له محركان الأول: لانطلاقه من اليابسة، والثاني: عند نزول الصاروخ تحت تأثير الجاذبية ليحدث المزيد من التدمير.

وتعتبر الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية، من الدول المعروفة حالياً بامتلاك صواريخ عابرة للقارات ذات قاعدة برية. وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية حالياً بتشغيل 450 صاروخ عابر للقارات في عدة قواعد تابعة للقوات الجوية الأمريكية، والنموذج الوحيد المعلن عنه هو LGM-30G Minuteman-III، الذي سوف تستبدله الولايات المتحدة الأمريكية، الآن بمنظومتها الصاروخية الجديدة LGM-35A Sentinel.

صاروخ “سنتنيال” هو نتيجة لقرار تجديد الثالوث النووي الأمريكي

في عام 2010، قال مشرّعون أمريكيون للرئيس باراك أوباما، إنهم لن يدعموا التصديق على معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) مع روسيا، ما لم يوافق أوباما على تجديد الثالوث النووي الأمريكي، أي الصواريخ النووية التي يمكن إطلاقها من البر والبحر والجو. وبناء على ذلك، وافق أوباما على “تحديث أو استبدال” جميع الأرجل الثلاث للثالوث النووي.

وتم تقديم طلب اقتراح لتطوير وصيانة الجيل التالي من الصواريخ النووية العابرة للقارات من قبل مركز الأسلحة النووية التابع للقوات الجوية الأمريكية، ومديرية أنظمة الصواريخ البالستية العابرة للقارات، وقسم GBSD في عام 2016. لتتم الموافقة بعد ذلك على تطوير صاروخ سنتنيال ليحل محل منظومة Minuteman III التي تم نشرها لأول مرة في عام 1970.

وسيتم تشغيل منظومة الصواريخ البالستية الأمريكية الجديدة، على مراحل، حيث تقدر تكلفة دورة حياة مدتها خلال خمسين عاماً بحوالي 264 مليار دولار.

وفي 8 سبتمبر/أيلول 2020، منحت إدارة القوات الجوية لشركة نورثروب جرومان عقداً بقيمة 13.3 مليار دولار لتطوير صاروخ سنتنيال البالستي العابر للقارات، الذي تم الإعلان عن اسمه رسمياً (LGM-35A Sentinel) في 5 أبريل/نيسان 2022.

تاريخ الصواريخ البالستية الأمريكية العابرة للقارات

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تسابقت الولايات المتّحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في صناعة وتطوير الصواريخ البالستية التكتيكية، ابتداء بصواريخ مستلهمة من فاو-2، مثل صاروخ سكود أو ريدستون، مروراً بصورايخ أكثر تطوّراً. وكان هذان البلدان الوحيدين المالكين لآخر تكنولوجيا الصواريخ البالستية خلال الحرب الباردة، ولا يزالان كذلك إلى يومنا هذا.

وخلال السنوات من 1950 وحتى 1960، تضاعف مدى الصواريخ البالستية العابرة للقارات بشكل كبير، لدى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، فعلى سبيل المثال، وصل في الاتحاد السوفييتي مدى (صاروخ آر-2) إلى 550 كم في عام 1949. وفي مطلع الستينيات، وصل مدى (صاروخ آر-9) إلى 13000 كم، ليصل مدى (صاروخ آر-360) إلى مدى كوكبي سنة 1965.

وتمتلك الصورايخ البالستية تأثيراً استراتيجاً بالغ الأهميّة، بحكم أنّها تكون مزوّدة عادة برأس نووي وبحكم مداها البعيد. دخل أوّل صاروخ بالستي أمريكي عابر للقارات معدّ لأغراض استراتيجية الخدمة سنة 1959، وهو صاروخ الأطلس، ومداه يصل إلى 11000 كم، وهو الصاروخ الذي استُعمل فيما بعد في إطار برنامج ميركوري.

وأطلق الصاروخ الأمريكي بولاريس من غوّاصة حربيّة سنة 1960. يعتبر هذا الصاروخ كغيره من الصواريخ البالستية المطلقة من غوّاصات، صاروخاً استراتيجياً، رغم أنّ مداه لا يتجاوز 2000 كم، وذلك لأنّه يمكن إطلاقه قرب مكان العدوّ.

وغيرت القوات الجوية الأمريكية تروسها النووية في أوائل الستينيات، وتطلعت إلى الحصول على الإلهام عندما سمّت سلسلة صواريخ جديدة بـ”مينوتمان”، على اسم رجال الميليشيات من الحقبة الاستعمارية، الذين كانوا مستعدين للرد السريع على الخطر في جميع الأوقات.

تم نشر LGM-30G Minuteman III لأول مرة في عام 1970. يوجد الآن حوالي 400 Minuteman IIIs في صوامع صلبة، مصممة لمقاومة الهجمات، منتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن برنامج الردع الاستراتيجي الأرضي الجديد الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، وسيحل محل Minuteman III ضروري لتحديث قوة الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والحفاظ على استراتيجية ردع فعالة أمام الصين وروسيا.

لكنّ منتقدي الصاروخ الجديد يجادلون بأن خطط التحديث تصعيدية ومفرطة في القدرة على الردع، وعَارَض بعض المشرعين الديمقراطيين البرنامج وسعوا إلى تحويل الأموال عنه العام الماضي.

 

اقرأ ايضاً:العميد أمين حطيط: لماذا أعادت روسيا انتشار قواتها في شمال أوكرانيا؟

 

شام تايمز
شام تايمز