تعرف إلى المدينة التركية الأقدم من الأهرامات.. صور

نشر موقع “ذا ترافل” الذي يُعنى بالسياحة والسفر تقريرًا كشف فيه عن مدينة تركيّة عمرها حوالي تسعة آلاف عام يُعتقد أنها أقدم من الأهرامات.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21 لايت”، إن موقع شاتال هويوك واحدٌ من المعالم الأكثر تميّزا في تركيا التي لا تزال صامدة من الحضارات القديمة، لكنه ليس معروفًا. وتعتبر تركيا موطن العديد من المواقع الأثريّة الفريدة في العالم، على غرار غوبكلي تبه.

وذكر الموقع أن شاتال هويوك واحدة من أقدم المستعمرات البشرية بين العصرين الحجري الحديث والعصر الحجري النحاسي في المنطقة المعروفة اليوم باسم تركيا. وكانت هذه المدينة مأهولة بالسكان ما بين 7500 حتى 6400 قبل الميلاد، وبلغت ذروة ازدهارها في حوالي 7000 قبل الميلاد.

Embed from Getty Images

تعرّف على شاتال هويوك

تقع شاتال هويوك على مقربة من مدينة قونيا حاليا. ويمكن للزوار الوصول إلى موقع شاتال هويوك من قونيا بسهولة على متن سيارة. وهذا الموقع مصنف ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وقد هاجر سكان هذه المستوطنات التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ قبل مطلع العصر البرونزي. ويُرجح أن يكون الطين الغريني الذي بُنيت عليه عنصرًا مهمًا للزراعة في ذلك الوقت، الأمر الذي مكنّها من الازدهار.

أعمار أشهر المواقع في العالم:

غوبكلي تبه: 9500 إلى 8000 قبل الميلاد
شاتال هويوك: 7500 إلى 6400 قبل الميلاد
ستونهنج: من 3000 إلى 2000 قبل الميلاد
أهرامات الجيزة: 2550 إلى 2490 قبل الميلاد

وأشار الموقع إلى أن أكثر ما يُميّز شاتال هويوك كونها لا تحتوي سوى على المباني السكنيّة بينما توجد بعض المباني الضخمة ذات الجدران المزخرفة التي لم يُعرف حتى الآن الغرض منها. وعلى الرغم من تباين عدد السكان في المدينة مع الوقت، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أنه تراوح ما بين 5000 إلى 7000 ساكن، مع وجود 15 طبقة من المباني.

كان المجتمع في شاتال هويوك مزدهرًا، لكن حسب ما هو موجود اليوم في الموقع عبارة عن تجمعين، الأصغر في غرب الموقع وهو أحدث مقارنة بالتجمع الأكبر والأقدم.

عاش في تلك الحضارة واحد من بين أكثر المجتمعات تعقيدًا، ولا تزال الأبحاث مستمرة حول طبيعة الحياة في ذلك العصر. وحسب ما أفاد به الدكتور سنتا جيرمان “لم يكن هنالك شوارع أو ممرات في شاتال هويوك وكانت المنازل ملاصقة لبعضها وكان الناس يتنقلون على أسطح المنازل ويدخلون منازلهم من فتحات في السقف”.

وتشير سمات الموقع إلى أنه يعود إلى مرحلة تاريخية تميزت بتحوُّل البشرية من الصيد إلى الزراعة وتربية الحيوانات، ومن حياة البدو إلى حياة الحضر.

أعمال التنقيب في موقع شاتال هويوك الأثري

كشفت الحفريات عمّا يُقارب 18 طبقة متتالية من المباني التي تُظهر الحقب التاريخيّة للموقع. تعود الطبقة الأرضيّة وهي الطبقة الأقدم إلى 7100 قبل الميلاد بينما تعود الطبقة العليا الأحدث إلى حوالي 5600 قبل الميلاد.

اكتُشف الموقع لأول مرة في سنة 1958 من قبل جيمس ميلارت وأظهرت الأعمال اللاحقة أن هذا الموقع الأثري كان مركزًا للثقافة المتقدمة في العصر الحجري الحديث. ولا تزال عمليات التنقيب مستمرة حتى تاريخ كتابة هذا المقال.

يُشرف علي أوموت تركجان من جامعة الأناضول على عمليات التنقيب، بينما انتهى مشروع تنقيب آخر تحت إشراف إيان هودر في سنة 2018. ولكن حسب ما أفادت به أحدث الأخبار التي نُشرت على موقعهم بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر فإن نتائج الأعمال لم تُنشر بعد.

زيارة موقع شاتال هويوك

ذكر الموقع أن الفريق الذي يعمل على المشروع البحثي في شاتال هويوك يرحب دائماً بالزوار. ومع أن الموقع مفتوح على مدار العام، إلا أنه من الأفضل زيارته خلال موسم الحفريات عندما يكون مفعمًا بالحركة. وهو مفتوح للزوار من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً كامل أيام الأسبوع. كما أن الموقع مجهّز بمركز للزوار يُقدِّم العروض ويعرض تحفًا مقلَّدة صممها فريق البحث، مع العلم أنه يمنع دخوله دون مرشد.

اقرأ أيضا: تعرفوا على أغنى سيدة في العالم وقيمة ثروتها