«ضوء أخضر» أميركي لأردوغان لمهاجمة قسد مقابل «تنازلات» في أوكرانيا!
كشفت مصادر مقربة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الانفصالية الموالية لواشنطن، عن مخاوف لدى متزعميها من منح الإدارة الأميركية «ضوءاً أخضر» لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان لاحتلال مناطق «محددة» تقع تحت سيطرة الميليشيات شمال شرق سورية، وذلك في إطار «الآلية الاستراتيجية» بين واشنطن والنظام التركي التي جرى رسمها أخيراً.
ولم تستبعد المصادر، في تصريحات لـ«الوطن»، أن تبدأ العملية العسكرية لجيش الاحتلال التركي في أي وقت، للاستفادة من «انشغال» روسيا بالعملية الخاصة في أوكرانيا، مقابل تقديم أنقرة «تنازلات» تخدم السياسة الأميركية في الملف ذاته.
وتوقعت المصادر، أن تكون العملية العسكرية التركية «محدودة» لدى انطلاقها، وأن يقع اختيار النظام التركي على ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي نظراً لأهميتها الاستراتيجية في ربط مناطق نفوذ ميليشيات «قسد» ببعضها بعضاً ولمراقبة رد فعل موسكو التي حالت دون تنفيذ العملية، إثر إطلاق أردوغان مطلع تشرين الأول الماضي تهديدات بغزو تلك المناطق.
ورأت المصادر، أن تكثيف الطائرات المسيّرة التركية في الآونة الأخيرة غاراتها ضد مواقع ومتزعمي ميليشيات «قسد» ضمن الإستراتيجية العسكرية الجديدة لنظام أردوغان، قد يشكّل مقدمة لبدء العملية العسكرية التركية، بعد حسم نقاط الخلاف مع الجانب الأميركي بهذا الخصوص وتبادل المنفعة المشتركة مع واشنطن في ظل تطورات الحرب في أوكرانيا.
وأعربت المصادر عن قناعاتها، بعد ما سمعته من متزعمي الميليشيات، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منحت نظام أردوغان «تفويضاً» بشن عملية عسكرية لدى زيارة مستشارة وزارة الخارجية الأميركية المسؤولة عن الشؤون السياسية فيكتوريا نولاند لأنقرة في ٤ و٥ الشهر الجاري وخلال اجتماعها بنائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، حيث تم إطلاق «الآلية الاستراتيجية التركية- الأميركية»، عملاً بـ«التفاهم» الذي جرى التوصل إليه خلال اجتماع بايدن بأردوغان في تشرين الأول الفائت بروما.
وأشارت إلى أن التفويض الأميركي جاء ضمن بند «مكافحة الإرهاب»، حيث لا يؤثر في جهود واشنطن المشتركة مع ميليشيات «قسد» لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، والتي أثمرت مؤخراً عن زيادة التعزيزات العسكرية لما تسمى قوات «التحالف الدولي»، المزعوم الذي تقوده واشنطن، في قاعدتي حقل العمر للنفط وحقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي شرق نهر الفرات، إضافة إلى إجراء مناورات وتدريبات عسكرية في الأولى أول من أمس عقب الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها الخميس الماضي وأسفرت عن جرح ٤ جنود أميركيين.
وعن التنازلات المزمع أن يقدمها النظام التركي للإدارة الأميركية، بينت المصادر أنها تستهدف انضمام تركيا إلى العقوبات ضد روسيا في أوكرانيا بتخليها عما يسمى سياسة «الحياد النسبي» للانخراط بالحرب الأوكرانية بشكل فاعل، عن طريق بيع المزيد من الطائرات المسيّرة «بيرقدار» لكييف، عدا عدم تهيئة الظروف الملائمة لاستثمارات رجال الأعمال الروس الهاربين من العقوبات الأميركية والغربية، على أن تحسن واشنطن علاقاتها الدفاعية مع أنقرة بتسليمها طائرات مقاتلة F16 المتعددة المهام من الجيل الرابع، كخطوة أولى في هذا المجال.
حلب- خالد زنكلو