الأربعاء , أبريل 24 2024

ما هي الأسلحة النووية التكتيكية “المحدودة” التي قد تستخدمها روسيا لحسم حرب أوكرانيا؟

ما هي الأسلحة النووية التكتيكية “المحدودة” التي قد تستخدمها روسيا لحسم حرب أوكرانيا؟

تسمى الأسلحة النووية التكتيكية أحياناً باسم “أسلحة ساحات المعركة النووية” أو Battlefield Nukes، وهي أسلحة يمكن إطلاقها من قذيفة هاون أو حتى تفجيرها مثل الألغام، على عكس الأسلحة النووية الاستراتيجية التي توضع على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
تمتلك روسيا ترسانة كبيرة من الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية على حدٍّ سواء، وقد صُممت الأسلحة النووية منخفضة القوة لإحداث انفجار وتدمير صغير التأثير نسبياً.
لم تُستخدم الأسلحة النووية مطلقاً في أية حروب منذ عام 1945، عندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي دمرت المدن اليابانية وقتلت على الفور عشرات الآلاف من البشر.
وبالطبع، صَدَم تأثير تلك التفجيرات العالم في عصر السباق النووي، حينما تسابقت القوى العالمية لتطوير مثل هذه الأسلحة، لكن مع معرفتها بالتأثير الذي قد تُحدثه بعد تجربة اليابان، تم الامتناع عن استخدامها ضد بعضها البعض.
في الوقت الحاضر، تمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم بحوالي 6257 رأساً نووياً مُعلناً عنه، بينما تعترف الولايات المتحدة بامتلاكها 5550، وفقاً لصحيفة حقائق يناير الصادرة عن رابطة الحد من الأسلحة الأمريكية.
ومن بين هذه الأسلحة، الأسلحة النووية “الاستراتيجية”- تلك التي تتمتع بأكبر قوة تدميرية، وتُضاف للغواصات والقاذفات والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
تقول نينا تانينوالد، المُحاضرة في العلاقات الدولية بجامعة براون الأمريكية ومؤلفة كتاب عن الردع النووي، إن “الأسلحة النووية الاستراتيجية مخصَّصة لتدمير المدن الكبرى”.
وتابعت: “هذه أسلحة مدمرة بشكل لا يصدق. إذا دخلنا في حرب نووية بأسلحة استراتيجية، فسيكون ذلك بداية لنهاية الحضارة في كلا البلدين طرفي في النزاع”.
الأسلحة النووية التكتيكية “محدودة التأثير”
وكجزء من ترسانتها الضخمة، تمتلك روسيا حوالي 2000 رأس نووي قصير المدى تسمى أسلحة نووية “تكتيكية” محفوظة في منشآت تخزين في جميع أنحاء البلاد.
ووفقاً لموقع The Bulletin، تُعد تلك الأسلحة النووية أصغر بكثير من النوع الذي أسلفنا ذكره، وهي مُصممة للاستخدام في ساحة المعركة ضد تشكيلات القوات أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ.
يمكن إطلاق هذه الصواريخ على نفس الصواريخ قصيرة المدى التي تستخدمها روسيا حالياً لقصف أوكرانيا، مثل صاروخها الباليستي Iskander-M، الذي يبلغ مداه حوالي 500 كيلومتر.
ولفتت تانينفالد إلى أن الأسلحة التكتيكية تم تطويرها خلال الحرب الباردة بهدف “تعزيز” إمكانيات الهجوم النووي بنوع آخر قادر على التدمير المحدود والموجه لأهداف بعينها.
وكانت الحجة وراء الابتكار هي “إذا كان لديك هذه الأسلحة النووية الأصغر والأقل تدميراً، فإن التهديد باستخدامها سيكون مقلقاً أكثر لأنها أقل ضرراً وبالتالي سيكون الردع أقوى بعد اتخاذ قرار استخدامها”.
ومع ذلك، فإن الخطر اليوم يتمثل في “أنها تبدو أكثر قابلية للاستخدام الفعلي، وبالتالي فهي تزيد من احتمالية أن يتمكن رؤساء الدول من الوصول إليهم في أوقات الأزمات”.
ما هي القدرة التدميرية للأسلحة النووية التكتيكية؟
يقول بافيل بودفيج، الخبير في القوات النووية الروسية والباحث في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (UNIDIR)، إن هناك عدداً محدوداً من السيناريوهات على أرض المعركة يكون فيها حاجة لاستخدام القوة الهائلة الناتجة عن الأسلحة النووية لغرض تكتيكي- مثل تدمير الهياكل أو المخابئ المحصَّنة تحت الأرض.
مشيراً بحسب موقع Euronews، إلى أن الهدف الرئيسي للأسلحة النووية التكتيكية يظل هدفاً استراتيجياً مهماً تم الادعاء عكس ذلك، وهو: ترهيب العدو وكسب اليد العليا في الصراع.
وبحسب الخبير، فإن أي فكرة تتعلق بالأسلحة النووية الصغيرة أو الضربات المحدودة أو الأسلحة النووية “التكتيكية” هي مجرد وسيلة لإيجاد مهمة لتلك الأسلحة وتبرير وجودها بطريقة ما.
لكن في النهاية لا تكون مهمتها الرئيسية مهاجمة أهداف عسكرية بقدر ما تُستخدم لإظهار استعدادك وقدرتك على قتل الكثير من المدنيين والضحايا.
ويلفت موقع Scientific American إلى أن أي انفجار نووي حراري من أي حجم له قوة تدميرية ساحقة. حتى السلاح النووي “الصغير المردود” والذي يكون بقوة 0.3 كيلو طن، من شأنه أن يُحدث ضرراً يفوق بكثير الضرر الذي تحدثه المتفجرات التقليدية.
كما أنه سيسبب جميع أهوال هيروشيما البيئية، ولكن على نطاق أصغر بطبيعة الحال. إذ قد ينتج عن السلاح النووي التكتيكي كرة نارية وموجات صدمية وإشعاعات قاتلة من شأنها أن تسبب أضراراً صحية طويلة المدى للناجين.
كما قد يؤدي التساقط الإشعاعي إلى تلوث الهواء والتربة والماء والإمدادات الغذائية (يعرف الأوكرانيون بالفعل هذا النوع من النتائج بسبب الانهيار الكارثي لمفاعل تشيرنوبيل النووي في عام 1986).
جدير بالذكر أن قنبلة هيروشيما كانت قدرتها حوالي 15 كيلوطناً.
علاوة على ما سبق، فإن هناك عاملاً إضافياً آخر يكمُن في خطر التصعيد. لأنه من غير المرجح أن يسأل أولئك الذين يتلقون ضربة نووية ما إذا كانت تكتيكية أو استراتيجية.
لذلك فإنه حتى تحت مظلة الاحتماء بالسلاح النووي، لا أحد يمكنه أن ينام آمناً بعد اتخاذ قرار استخدام مثل تلك الخيارات العسكرية الخطيرة. ما يجعل من المنطقي القول إن العالم قد يُصبح مكاناً أفضل بدون هذه الأسلحة من الأساس.