الجمعة , مايو 10 2024
شام تايمز
عروس كييف.. تهرب من حرب أوكرانيا وتفوز بالحب في الهند

عروس كييف.. تهرب من حرب أوكرانيا وتفوز بالحب في الهند

في مطار نيودلهي، يقف المحامي الشاب، أنوبهاف باسين، منتظرًا بفارغ الصبر هبوط طائرة تحمل حبيبته الهاربة من ضجيج الحرب في أوكرانيا، حيث القنابل تسقط كالمطر على العاصمة كييف، وبينما كان ”ضاربو الطبول“ يعزفون لحن العشاق، يجثو باسين، على ركبة واحدة، ويطلب الزواج من حبيبته الأوكرانية آنا هوروديتسكا، ثم يضغ خاتمًا في إصبعها.

شام تايمز

هوروديتسكا، التي تروي قصتها هيئة الإذاعة البريطاني ”بي بي سي“، العاملة في شركة لتكنولوجيا المعلومات، تعرفت على باسين، للمرة الأولى، في أغسطس/آب العام 2019، بالصدفة في إحدى الحانات، حيث كانت في رحلة بمفردها إلى الهند.. وقتها، تبادل ”الحبيبان“ أرقام الهواتف، وتابعًا بعضهما على موقع ”إنستغرام“، أما ما تبقى فقد أصبح اليوم من التاريخ، كما يقولان.

شام تايمز

عروس كييف.. تهرب من حرب أوكرانيا وتفوز بالحب في الهند

وتشكلت علاقة الحبيبان، عبر مسافات جغرافية هائلة، حيث خطط للقاء، الذي تعطل جراء انتشار وباء ”كورونا“، وفرض قواعد الحجر الصحي، والقيود على الطيران، وأخيرًا الغزو الروسي لبلد هوروديتسكا.

وتزوج باسين وهوروديتسكا، في حفل ”صغير“ في العاصمة الهندية، وهذا الشهر، سيسجلان زواجهما في المحكمة ليصبح معترفًا به من الناحية القانونية، وفق ”بي بي سي“.

وفي مارس/آذار 2020، زارت هوروديتسكا، الهند مرة أخرى مع صديقتها، وأخذهما باسين، في رحلة برية إلى مدينة ”أغرا“ لمشاهدة ”تاج محل“، الصرح الذي يجسد ”الحب الأبدي“، عندها دخلت الهند في حالة إغلاق مفاجئ بسبب جائحة ”كورونا“، ودعا باسين، الشابتين للإقامة في منزل عائلته في دلهي.

ويقول باسين: ”خلال تلك الفترة أصبحنا قريبين جدًا، وأدركنا أننا حقًا معجبين ببعضنا، وأن القصة أكثر من مجرد تودد.. وعند عودة هوروديتسكا، إلى كييف، بقينا على تواصل من خلال مكالمات يومية“.

واللقاء التالي كان، في فبراير/ شباط 2021، في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة،.

ويضيف باسين: “ شكل ذلك اللقاء لحظة محورية في علاقتنا عندما أدركنا أنه يتعين علينا إيجاد طريقة للمضي بعلاقتنا قُدمًا“.

وسارت الأمور بسرعة بعد ذلك، وفي أغسطس/آب زار باسين، كييف، وفي ديسمبر/كانون الأول زارته هي في نيودلهي.

وتقول هوروديتسكا: ”في اليوم الأخير من زيارتي، اقترحت والدة باسين، أن نتزوج في مارس/آذار.. كنا قد ناقشنا موضوع الزواج سابقًا، ولكن كان مفاجئًا أن يصبح الموعد بهذا القرب.. لكنني فكرت لما لا نفعلها“.

باسين ”هندوسي“ وهوروديتسكا ”مسيحية“، لذا كان يجب تسجيل زواجهما في المحكمة بموجب قانون خاص، وستستغرق الإجراءات أكثر من شهر.. لذا قرر الاثنان أن تأتي هوروديتسكا، للهند، نهاية مارس/آذار، لبدء الإجراءات، ثم الانتقال نهائيًا بعد بضعة أشهر.

وتقول هوروديتسكا: ”كنا نعلم أن الجهود الدبلوماسية قد فشلت، ولكن كنا وما زلنا نعتقد أنه من الممكن تجنب الحرب في أوكرانيا“.

وتضيف: ”كان كثيرون منا يعتقدون أيضًا أن الهجوم سيتركز على المناطق الحدودية، وأن كييف ستظل آمنة“.

وتابع: ”لكن في يوم 24 فبراير/شباط، استيقظت على أصوات القصف، وأول ما فكرت به كان، هل أنا أحلم؟.. ثم رأيت رسائل من باسين، وآخرين أكدت لي أننا نتعرض لهجوم“.

مع اشتداد القصف، انتقلت هوروديتسكا، في اليوم التالي إلى ملجأ مع والدتها وكلبها.

وتقول هوروديتسكا: ”كان الملجأ يغص بالناس.. كان هناك حظر تجول، ولم يسمح لنا بمغادرة الملجأ، ولكن كان عليَّ أن أخرج للتنفس قليلًا وتمشية الكلب.. كانت رائحة الدخان تملأ المدينة، والسماء حمراء للغاية“.

وقبل أيام من بدء القصف الروسي على أوكرانيا، كان باسين، يطلب من هوروديتسكا، المغادرة فقد شعر أن الحرب وشيكة، إلا أن هوروديتسكا، كانت مترددة في المغادرة دون كلبها.

ولكن في صباح يوم 26 فبراير/شباط، عندما قررت هوروديتسكا، المغادرة، تغير رأي باسين، وحاول إقناعها بعدم القيام بذلك.

وهو يقول: ”بحلول ذلك الوقت، كانت الأمور قد أصبحت سيئة حقًا، كان هناك قصف متكرر، ومحطة القطار كانت بعيدة وليس هناك سيارات أجرة لتقلهم.. كنت خائفًا من فكرة خروجها إلى الشارع، وكان هناك الكثير مما قد يحدث بشكل خاطئ.. لذلك قلت لها أن بقاءها في القبو سيكون أكثر أمانًا“.

لكن في صباح اليوم التالي، عثرت هوروديتسكا على سيارة أجرة، وتمكنت من الوصول إلى المحطة.. وبعد أن اطمأنت إلى أن والدتها استقلت قطارًا إلى قرية جدتها مصطحبة معها الكلب، ركبت هوروديتسكا، قطارًا متجهًا إلى مدينة لفيف على الحدود الغربية.

أخذتها رحلة الخروج من أوكرانيا إلى سلوفاكيا أولًا، ثم بولندا حيث انتظرت لمدة أسبوعين بينما كان باسين يعمل مع السفارة الهندية على استصدار تأشيرة زيارة لها، وأخيرًا إلى هلسنكي في فنلندا، لتسافر من هناك على متن الطائرة إلى نيودلهي.

وكانت هوروديتسكا، متوترة جدًا، وتقول: ”لم أستطع النوم على متن الطائرة، شعرت بالتوتر.. وعلى الرغم من أننا لم نكن نطير فوق منطقة الصراع، لكنني كنت أخشى أن تصطدم الطائرة بصاروخ ما منحرف عن مساره وتتحطم“.

في صباح يوم 17 مارس/آذار، عندما هبطت الطائرة التي تقل هوروديتسكا، في مطار نيودلهي، وجدت رسالة نصية من باسين في انتظارها، ويقول فيها إنه سيتأخر قليلًا.

وتقول هوروديتسكا: ”لقد انزعجت للغاية“، وتضيف ”كنت منهكة.. وكل ما أريده هو الوصول إلى المنزل والنوم.. ولكن عندما خرجت، كان باسين، هناك مع موسيقى وبالونات“.

وعندما هتف عشرات من أصدقاء باسين، يرحبون بها، انضم إليهم العديد من الأشخاص الذين صفقوا وصوروا المشهد، الذي بدا وكأنه مشهد رومانسي من فيلم ”هوليوودي“.

ولم تتوقع هوروديتسكا، هذا لأن ”باسين، شخص عملي للغاية، لكنها كانت مفاجأة سارة“.

وتزوج الاثنان وباشرا حياة جديدة معًا، وتقول هوروديتسكا، إنها بمجرد انتهاء الحرب، ستعود إلى كييف ”لإنهاء بعض الأمور وإحضار كلبي“.

اقرأ أيضا: خدعت الشباب في مصر… اليكم قصتها كاملة

شام تايمز
شام تايمز