الجمعة , نوفمبر 22 2024

قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

في إطار المتغيرات السياسية الدولية الأخيرة، جرت العديد من التحركات على الساحة الدولية وبشكل خاص في الشرق الأوسط وكان من أبرزهم إسرائيل، لما لها صراعات مع عدة دول في المنطقة وأبرزهم إيران.
سياسة “السماء المفتوحة” في سوريا
في مقابلة صحفية، قال السفير الروسي في إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إن روسيا وإسرائيل ما تزالا صديقتين، وفقا لما نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يوم أمس.
وأردفت الصحيفة الإسرائيلية، “حتى الآن” هي كلمة المفتاح، وقد وضعت إسرائيل في معضلة معقدة في مسألة أوكرانيا.
وإن ترددها حتى قررت الانضمام لقرار الجمعية العمومية في شباط/فبراير، الذي أدان غزو روسيا لأوكرانيا وألعاب الوساطة التي قام بها رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وامتناع إسرائيل عن الانضمام للعقوبات التي فرضت على روسيا، إنما استهدفت في الواقع الحفاظ على “الصداقة” مع روسيا، التي ضمنت حتى الآن حرية عمل إسرائيل في سوريا، ويبدو أن روسيا بدأت تفقد الصبر.
بعد الهجمات الإسرائيلية على سوريا يوم الخميس الفائت، أفاد الأدميرال أوليغ غيور افلوف، رئيس المركز الروسي للمصالحة ومقره سوريا، أن أحد الصواريخ تم اعتراضه بصاروخ سوري مضاد للطائرات. والصاروخ السوري من إنتاج روسيا وقد تم بيعه لسوريا في صفقة أسلحة في عام 2007.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية بأن الشكل العلني للاعتراض، ولا سيما من قبل ممثل روسي رفيع المستوى، هو أكثر من مجرد علامة على أن روسيا ستفحص سياسة “السماء المفتوحة” التي تعطيها لإسرائيل.
التنسيق الروسي-الإسرائيلي ضد إيران في سوريا
في سياق متصل، أكد مصدر عسكري إسرائيلي للصحيفة أن “إسرائيل تحاول السير بحذر على الحبل الدقيق، لكن الحديث لم يعد فقط عن الحذر العملياتي، وعدم المس بالأهداف الحساسة لروسيا، مثل قواعد الجيش السوري، بل عن اعتبارات سياسية. لم يتم مس التنسيق الجوي حتى الآن. لأننا نعلم أن الجدول الزمني آخذ في التقلص، فربما يتعين علينا زيادة وتيرة الهجمات الجوية”.
وفي حديث سابق للكاتب السياسي، عمر قدور، مع موقع “الحل”، أشار إلى أن التفاهم الروسي-الإسرائيلي قائم ضمن الخطوط العامة، وأحيانا في التفاصيل يكون هناك تبادل للرسائل. “مثلا طريقة التصدي للقصف الإسرائيلي وتشغيل أنظمة دفاع جوي>
وأضاف قدور، أن هناك اتفاق بين موسكو وتل أبيب مفاده ألا تصدر الثانية أسلحة لأوكرانيا، وهذا بالنسبة لإسرائيل له ثمن في الجانب السوري. وحتى الآن إسرائيل خارج الاستقطابات الحادة، ولا أظنها ستكون من ضمنها إلا إذا سار الوضع الدولي إلى تأزم شديد الخطورة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، بأن التنسيق العسكري في سوريا بين روسيا وإسرائيل يرتكز حتى الآن على المصالح المشتركة، الذي هدفه منع وصد تمركز إيران في سوريا. حيث استقبلت إيران هذه التفاهمات بامتعاض.
وثمة عدة أسباب أخرى ما يقلق إسرائيل، فحسب تقارير صحفية، تخفف روسيا من قواتها في سوريا، من أجل تعزيز منظومتها العسكرية في أوكرانيا. ويحل مكانهم الآن قوات إيرانية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الانتشار الإيراني الجديد تم لسد الفجوة التي خلفتها القوات الروسية.
وبالتالي، فإن التوتر بين إيران وروسيا قد يبقي على التفاهمات بين روسيا وإسرائيل مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد لدى إيران رد جوي على الهجمات الإسرائيلية في سوريا. لكن كلما زاد تموضع القوات الإيرانية في حال إضعاف القوات الروسية في سوريا، يمكن أن تقف إسرائيل أمام “قواعد لعب جديدة”.