صحف عالمية: روسيا قادرة على الفوز بحرب أوكرانيا
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، صباح اليوم الجمعة، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظل لديه القدرة على الفوز في الحرب وأن قواته ستتمكن من تدمير القوات الأوكرانية في معركة دونباس.
ووصفت الصحف في تقاريرها، الشهر المقبل بأنه ”مرحلة محورية“ من الحرب وفارقة بالنسبة لطرفي النزاع.
يأتي ذلك فيما كشفت أيضا، عن الأسلحة الجديدة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية ضمن مساعدات بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا.
ونشرت كذلك تقارير تقول إن القوات الروسية قد استخدمت ”أسلحة محظورة“ في مدن أوكرانية الشهر الماضي.
روسيا قادرة على الفوز
نقلت صحيفة ”التايمز“ البريطانية عن مسؤولين غربيين قولهم إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما زال بإمكانه ”الانتصار“ في الحرب في أوكرانيا، والتي من المتوقع الآن أن تستمر حتى نهاية العام.
وحذر المسؤولون الغربيون في حديثهم مع الصحيفة البريطانية، من أن الجيش الروسي يفوق عدد القوات الأوكرانية في شرق البلاد (منطقة دونباس) بنسبة تتخطى ”ثلاثة إلى واحد“، مشيرين إلى أن القوات الروسية يمكنها أن تطوق و“تدمر“ نسبة كبيرة من نظيرتها الأوكرانية.
وأضاف المسؤولون أن القوات الروسية ستكون قادرة أيضا على شن هجوم واسع جديد على العاصمة الأوكرانية كييف، في خطوة تهدف إلى حرمان المدينة من الوصول إلى البحر الأسود، موضحين أن موسكو أجرت تعديلات تكتيكية هامة.
وعن المرحلة الثانية للحرب، والتي تركز على الشرق، أشار المسؤولون، وفقا للصحيفة البريطانية، إلى أن المسرح الرئيسي للمعركة في منطقة دونباس الشرقية مسطح مع تضاريس صلبة، مما يوفر للمدفعية والدبابات الروسية ميزة مقارنة بالغابات شمال كييف.
ورأت الصحيفة أن تعيين الرئيس الروسي للجنرال ألكسندر دفورنيكوف، للإشراف على ”العملية العسكرية الخاصة“ لموسكو، قد يمنح القوات الروسية اليد العليا في معركة دونباس، حيث يشتهر الجنرال العسكري بقدراته الواسعة على التنظيم والتوجيه، والذي من المحتمل أن يصحح الأخطاء التي وقع فيها الجيش الروسي في المرحلة الأولى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن دفورنيكوف سيعمل على تنظيم ”تكتيك الكماشة“ لتطويق القوات الأوكرانية مع توغل القوات الروسية جنوبا من خاركيف وشمالا من لوهانسك.
وفي حديثهم مع ”التايمز“، قال المسؤولون الغربيون: ”إن هناك احتمالا حقيقيا لروسيا أن تحاصر القوات الأوكرانية وتقضي عليها بمرور الوقت، وهو ما سيكون كافيا لبوتين لاعلان انتصاره, حيث يمكن اعتبار توطيد السيطرة على دونباس وشبه جزيرة القرم بمثابة نجاح“.
ووفقا للصحيفة، لا يزال المسؤولون يصرون على أن الهجوم الروسي كان ”خطأً استراتيجيًا فادحًا“ عزز المشاعر المعادية لروسيا في أوكرانيا، وأدى إلى توسع محتمل لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأجبر الدول الغربية على إعادة النظر في اعتمادها على النفط والغاز الروسي.
مرحلة محورية للطرفين
ميدانيًا، وصفت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية المرحلة الثانية من الحرب بـ“المحورية“ بالنسبة لطرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا، حيث يرى الخبراء أن الأسابيع الأربعة المقبلة ستشكل النتيجة النهائية للحرب، تاركة تداعيات طويلة الأمد ستؤثر على رسم خريطة أوروبا لعقود قادمة.
وقالت الصحيفة في تحليل لها، إنه في حين أن المسؤولين الغربيين لا يزالون يتوقعون أن تكون الحرب طويلة وطاحنة، إلا أنهم يقولون إنه من الضروري التعجيل بإمداد أوكرانيا بأكبر عدد ممكن من الأسلحة الجديدة المتطورة الثقيلة، وخاصة المدفعية بعيدة المدى والرادار المضاد للمدفعية، لصد تقدم روسيا الجديد في شرق البلاد بمنطقة دونباس.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إنه إذا تمكنت روسيا من المضي قدمًا في الشرق، فسيكون بوتين في وضع أفضل في الداخل.
وفي حديثهم مع ”نيويورك تايمز“، أضاف المسؤولون – الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم – أن الرئيس الروسي قد يسعى بعد ذلك إلى وقف إطلاق النار، لكنه سيتشجع على استخدام نهر دونباس كوسيلة ضغط في أي مفاوضات.
وتابع المسؤولون: ”ولكن إذا تمكن الجيش الأوكراني من وقف تقدم روسيا في دونباس، فإن بوتين سيواجه خيارًا صارمًا؛ إما الالتزام بمزيد من القوة القتالية في معركة قد تستمر لسنوات أو التفاوض بجدية في محادثات السلام“، مشيرين إلى أن الخيار الأول قد يعني تعبئة وطنية كاملة، وهو محفوف بالمخاطر السياسية بالنسبة للزعيم الروسي.
في غضون ذلك، وصف مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وفقا للصحيفة، الشهر المقبل بأنه نقطة تحول حاسمة لكل من روسيا وأوكرانيا، حيث تبدو هذه المرحلة من المعركة في صالح روسيا إلى حد ما، إذ تتحرك القوات الروسية فوق مناطق أكثر انفتاحًا بدلا من الغابات التي أعاقتها في المدن.
وقال المسؤول – الذي طلب أيضا عدم نشر اسمه – إن ”البنتاغون“ يعتقد أنه بالأسلحة المناسبة واستمرار الروح المعنوية العالية والتحفيز، قد لا توقف القوات الأوكرانية التقدم الروسي فحسب، بل ستدفعه أيضًا إلى الوراء.
ووفقا للصحيفة، قال الميجور جنرال، مايكل إس ريباس – القائد السابق المتقاعد لقوات العمليات الخاصة الأمريكية في أوروبا والذي شارك في شؤون الدفاع الأوكرانية منذ عام 2016 – إنه إذا نجحت القوات الروسية في الاستيلاء على الشرق وأقامت ممرًا بريًا إلى شبه جزيرة القرم، فإن موسكو سيكون لها موقف أقوى في أي تسوية تفاوضية.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”في محاولة لمنع مثل هذه النتيجة، يرى القادة الأمريكيون الحاليون والسابقون أن الجيش الأوكراني سيسعى لتعطيل الحشود العسكرية الروسية حول مدينة إيزيوم الشرقية ومناطق انطلاق مهمة أخرى باستخدام المدفعية بعيدة المدى وهجمات الطائرات المسلحة بدون طيار“.
وكالات
اقرأ ايضاً:الجيش الروسي يحدد أهداف المرحلة الثانية من عمليته في أوكرانيا