دخل الحصار المفروض على مركز مدينتي الحسكة والقامشلي الذي تفرضه ميليشيات « قوات سورية الديمقراطية – قسد» يومه الثامن عشر، من دون حدوث أي انفراجات مع استمرار منع دخول الدقيق التمويني ووقود الأفران والمولدات الكهربائية، والمواد الغذائية التموينية والدواء وصهاريج مياه الشرب اللازمة للمواطنين، ما أدى إلى ازدياد الضغوط المعيشية على الأهالي.
وأصبح الأهالي في مركزي مدينتي الحسكة والقامشلي، يعيشون كارثة إنسانية خانقة وهم من دون خبز لليوم الثامن عشر على التوالي، ومن دون كهرباء ومواد غذائية، ويترافق ذلك مع استمرار انتشار المظاهر المسلحة في محيط المباني الحكومية الخدمية في القامشلي التي كانت قد احتلتها الميليشيات خلال الفترة الماضية، قبل أن تنسحب من داخلها بعد يومين، وهي المجمع التربوي ورابطة اتحاد الفلاحين والمركز الثقافي ورابطة الشبيبة ومديرية المال ونقابة المعلمين.
وأكدت مصادر رسمية في المحافظة أن المساعي لا تزال تتواصل لإيجاد حلول عن طريق الوسيط الروسي الذي يجري مباحثات مع ميليشيات «قسد» الانفصالية والعميلة للمحتل الأميركي، للوصول إلى اتفاق لإنهاء الحصار الجائر المفروض على المدنيين، والسماح بدخول مادتي الدقيق والوقود إلى مخبزي البعث بالقامشلي ومخبز المساكن بالحسكة، من أجل استئناف عملهما المعتاد في إنتاج مادة الخبز للمواطن، وإدخال المواد الغذائية والأدوية وحاجيات المواطن الاعتيادية ووقود مولدات الأمبيرات وصهاريج مياه الشرب وسواها.
مدير فرع المخابز عبد اللـه الهصر، أعلن حسب ما نقلت وكالة «سانا» استمرار توقف مخبز الحسكة الأول بمدينة الحسكة عن العمل في الوقت الذي تستولي فيه الميليشيات على مخبز البعث في القامشلي وتمنع العاملين من الدخول إليه، لافتاً إلى أن الأمور بدأت تتفاقم بشكل كبير في ظل زيادة الطلب وارتفاع أسعار الخبز من المخابز الخاصة مقارنة بأسعار الخبز المدعوم الأمر الذي زاد الأعباء المادية على الأهالي.
ويربط الأهالي ممارسات ميليشيات «قسد» بحق المدنيين في الحسكة باعتداءات المحتل التركي عليهم عبر استهداف المناطق الآمنة بالقذائف وقطع مياه الشرب من خلال إيقاف تشغيل محطة مياه علوك وسرقة الكهرباء المغذية لها في تناغم يظهر مدى التواطؤ في استهداف المواطنين الأبرياء.
وأعرب عدد من أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة عن أسفهم لتوقف مولداتهم معظم الوقت عن العمل نتيجة حرمانهم من المحروقات ومنع الميليشيات إدخالها إلى مركز المدينة في ظل الحصار الخانق ما أدى إلى حرمان المنازل والمرافق الخدمية والمحال التجارية والأسواق من الكهرباء.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل انقطاع مياه الشرب التي تغذي مدينة الحسكة جراء توقف ضخها من محطة مياه علوك بسبب اعتداءات مرتزقة الاحتلال التركي على الشبكة الكهربائية المغذية للمحطة.
وبين مدير عام مؤسسة مياه الحسكة محمود العكلة أن واقع التيار الكهربائي المغذي لمشروع مياه علوك في ريف مدينة رأس العين المحتلة والقادم من محطة كهرباء الدرباسية شهد خلال الأيام الماضية وحتى اليوم حالة من عدم الاستقرار والانقطاعات المتكررة نتيجة قيام مرتزقة الاحتلال التركي بالاعتداء على الشبكة الكهربائية.
ولفت العكلة إلى أن سبب عدم استقرار التيار الكهربائي هو الحمولات الكبيرة من قبل المرتزقة ما يتسبب بفصل التيار الكهربائي المشغل لمحطة المياه بشكل متكرر وعدم إنتاج المياه بالكميات الكافية لكي يتم ضخها إلى المشتركين، موضحاً أن عودة تشغيل المحطة بطاقتها الاعتيادية تحتاج إلى إزالة هذه التعديات.
وخرجت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري تظاهرة شعبية في مدينة القامشلي تنديداً بانتهاكات ميليشيات «قسد» رفع خلالها المتظاهرون لافتات تندد بممارساتها القمعية وبانتشار مجموعاتها المسلحة في المدينة وتضييقها على المواطنين.
اقرأ أيضا: بعد انتظار طويل .. تأمين مازوت لـ850 شاحنة تنقل مواد من مرفأ طرطوس للمحافظات