تكشف المقارنات القريبة أن الوضع الاقتصادي يتراجع بشكل متناسب مع تفاقم أزمة الكهرباء. كما تكشف أن كل الوعود بتحسن الواقع الكهربائي كانت مبنية وبإصرار على عناد مكشوف للجميع،باستثناء الفريق الحكومي المعني بهذا الأمر.
وزارة الكهرباء تتحدث دائما عن جاهزية مجموعات التوليد وتفسر العجز بنقص الوقود ومعها كل الحق في موضوع نقص الوقود. ولكنها في المقلب الآخر تذهب الى بناء مزيد من مجموعات التوليد لتضيف مجموعات جديدة على المجموعات المتوقفة بسبب نقص الوقود. وتتحدث عن انفراجات يسهل إزاحتها زمنيا.بسبب الوضع الداخلي والخارجي.
عجز الحكومة
وزارة الكهرباء معها كل الحق فيما تقول بشأن نقص الوقود. ولكنها لا تقول إن مردود مجموعاتها الجاهزة تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتنتج قليلاً من الكهرباء، ولا تتحدث عن عجزها حتى اليوم عن إضافة ولو ٥٠ ميغا من الطاقات المتجددة. وتنتظر القطاع الخاص ليقوم بهذا الدور بنفس الوقت الذي تعطيه الكهرباء من مخارج خاصة وعلى مدار الساعة.
المصافي متوقفة اليوم وقد تم استهلاك أغلب كميات الفيول التي كانت تملأ الخزانات. فمن أين ستُشغل مجموعة حلب المفترض دخولها الخدمة خلال أيام حسب وعود الكهرباء؟.
الكهرباء تحصل على ٨ ملايين متر مكعب من الغاز و ٧ آلاف طن فيول يومياً وهي تعادل ٥٥ % مما كانت تحصل عليه قبل الأزمة. حيث كانت تحصل الكهرباء على ٢٠ مليون متر مكعب غاز و٨ آلاف طن فيول بمجموع يعادل ٢٨ مليون متر مكعب غاز يوميا. وكانت هذه الكمية تنتج أكثر من ٩ آلاف ميغا. ما يعني أن ما تحصل عليه اليوم يجب أن يولد أكثر من ٤٥٠٠ ميغا ولكنها تنتج ٢٨٠٠ ميغا وهناك من يقول 2300 ميغا، فما هو مردود المجموعات التي تتحدث عن جاهزيتها؟.
الصيانات الدورية
الوزارة غير ملامة لانخفاض مردود المجموعات لأن المجموعات انتهى عمرها الافتراضي، و غابت عنها الصيانات الدورية بسبب العقوبات ومحدودية الموارد وصعوبة تأمين القطع التبديلية. ولكنها ملامة لعدم شفافيتها في تبرير الواقع، وملامة لغياب مشاريع الطاقات المتجددة.
الحكومة والوزارة تتحدثان عن نقص الوقود ولكن ما الإجراءات التي قامت بها الحكومة وأين وعودها في الطاقات المتجددة، وأين دعمها لقطاع الحفر والاستكشاف في وزارة النفط لإصلاح الآبار التي دمرها الإرهاب؟، و أين دعمها لتأمين حاجة هذا القطاع من حفارات وتجهيزات لحفر آبار واستكشاف مواقع جديدة بعد أن فقدنا نفط وغاز المنطقة الشرقية؟.
التبريرات الحكومية
العجز تتحمله الحكومة مجتمعة، والتقصير يدفع ثمنه البلد بأكمله، والأمور لن تكون أفضل في قادم الأيام بل على العكس، و التبريرات ستكون جاهزة، نقص في الوقود، زيادة الطلب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، انخفاض مردود مجموعات التوليد والشبكة بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن الدرجات المصممة عليها مجموعات التوليد، والمحصلة تراجع في الإنتاج وتوقف الورش والمعامل وخسائر في قطاعات السياحة والزراعة.
هل يعقل كل هذا العجز؟ هل عجزنا عن التوقف عند ما كنا عليه قبل عام واحد؟ أين ذهبت المبالغ والجهود والصيانات؟.
كان هناك شخص اسمه سعد ولكن لسمعته كانوا ينادونه سعيدون. ومرة اشتكى الجيران لوالدته أن سعيدون سرق بستانهم فوعدتهم بمعاقبته بأشد عقاب. وعندما حضر سعيدون قالت له أمه ” الله يقصفوا لعمري يا سعيدون إذا عمري بتذكر انك سرقت سرقة وتوفقت فيها”.
سنسيريا_ معد عيسى
اقرأ أيضا: نقيب الأطباء: مناقشة التعرفة الطبية الجديدة وتحسن الواقع الصحي في سورية