الجمعة , نوفمبر 22 2024
قيادي كردي: تطورات خطيرة يشهدها الشمال السوري

قيادي كردي: تطورات خطيرة يشهدها الشمال السوري

قيادي كردي: تطورات خطيرة يشهدها الشمال السوري

فتح القيادي في المجلس الوطني الكردي عبد الرحمن آبو، النار على تركيا، واصفاً تواجدها في سوريا بـ”الاحتلال”، ومتّهماً “الائتلاف السوري” المعارض بالخضوع لأوامر الفصائل العسكرية الموالية لأنقرة، وهي المشكّلة من مقاتلين أتراك لكن بثوب عربي حسب وصفه.

اتّهم آبو في حوار مع “النهار العربي” أيضاً، تنظيم “الإخوان المسلمين” بأنه “متورّط في مشروع التغيير الديموغرافي، الذي تقوده تركيا في شمال سوريا، عبر بناء مستوطنات بمال الإسلام السياسي في عفرين والمناطق المحيطة بها”.

العصابات المسلّحة تتحكّم بـ”الائتلاف السوري”

اتّهم آبو “الائتلاف السوري” المعارض لدمشق، ومقرّه إسطنبول، بالخضوع لأوامر المجموعات المسلّحة الموالية لأنقرة والمنتشرة في المناطق التي احتلّتها تركيا إثر العمليات العسكرية الثلاث التي قامت بها داخل الأراضي السورية تحت مسمّيات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” على التوالي.

وقال آبو لـ”النهار العربي” إن “قرارات الائتلاف ليست سياسية، بل هي قرارات عسكرية بحتة، صادرة عن عصابات مسلّحة، يتم استصدارها تحت مسمّى الائتلاف لمنحها الطابع السياسي. وبدلاً من أن يشرف الائتلاف على تلك المجموعات المسلّحة، فإن هؤلاء هم من يتحكّمون به”.

وأضاف أن “تلك المجموعات المسلّحة، التي يسمّيها الائتلاف بـ”الجيش الوطني”، ما هي إلا عصابات مسلّحة من دون ضوابط، وكل مجموعة مسلّحة لها قراراتها الخاصة المتوافقة مع مصالحها، وهي في الأساس تتلقّى أوامرها من أنقرة وتفرضها على الائتلاف”.

ووصف آبو، ما تسمّيه أنقرة بـ”الجيش الوطني” بأنه “تجمّع عصابات ومافيات قائمة على أساس الفلتان الأمني، يضع أفرادها العلم التركي على صدورهم، إضافة إلى علم الاستقلال السوري كنوع من رفع العتب. هم أتراك بثوب سوري وينفّذون أجندة تركيا”.

العصابات المسلّحة والاحتلال التركي

وأكد آبو خلال الحوار أن الآراء التي عبّر عنها الى “النهار العربي” ليست ملزمة للمجلس الوطني الكردي، بل هي آراؤه الشخصية، التي “تؤثر أيضاً في توجّه القياديين الآخرين في المجلس، إضافة إلى الرأي العام الكردي، لكن الموقف الرسمي يعبّر عنه المجلس من خلال البيانات الصادرة باسمه”.

ورداً على غياب وصف الاحتلال في بيانات المجلس حول ما تقوم به تركيا في شمال سوريا، أوضح آبو أن “قيادات المجلس الوطني الكردي يشاركونني آرائي، لكن استقرار العديد منهم في تركيا يحول دون امكان استعمال هذا المصطلح” في إشارة إلى التخوّف من نتائج استخدام تعبير الاحتلال لجهة رد فعل السلطات التركية.

وعن علاقة المجلس الوطني الكردي مع تركيا، قال آبو، إن “علاقتنا مع أنقرة شبيهة بعلاقة أربيل معها … تركيا دولة كبيرة في المنطقة، والقوة الثانية في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن تجاهلها، لكنها مثل باقي دول المنطقة تعادي المشروع القومي التركي”.

وعن مزاعم الائتلاف بالتواجد في مناطق شمال سوريا، قال آبو إن “الائتلاف له مكاتب شكلية في مناطق سيطرة العصابات المسلّحة شمال سوريا، لكن ليس لهذه المكاتب أي تأثير أو نشاط يذكر. نحن (المجلس الوطني) موجودون في المنطقة، لكن لا توجد مكاتب لنا بسبب رفض الاحتلال التركي والعصابات المسلّحة. تواجدنا وعملنا في المنطقة سري، كما كان سابقاً أيام النظام”.
واضاف: “هناك مكاتب لأحزاب وجماعات كردية محسوبة على تركيا في المنطقة، على الرغم من كون هؤلاء أكراداً إلا أنّهم جزء من المشروع التركي”.

تركيا تنفذ مشروعاً للتغيير الديموغرافي

وأكد آبو وجود “توجّه تركي للقيام بعمليات تغيير ديموغرافي” في عفرين وباقي مناطق شمال سوريا، “حيث تقوم العصابات المسلّحة بإجبار العائلات الكردية على النزوح من خلال التجاوزات والأفعال التي ترتكبها، ليتّم توطين آخرين من سكان غوطة دمشق وحمص وحماة وغيرها من المناطق بدلاً منهم”.
وقال: “للأسف هؤلاء لم يأتونا كضيوف، وإلا كنا رحبّنا بهم خير ترحيب، وإنّما أتوا مع العصابات المسلّحة ويتم حالياً بناء مستوطنات لهم في المنطقة. هناك 18 مستوطنة نموذجية مثل “بسمة” وغيرها بشقق مجهّزة بكل شيء لتوطين هؤلاء في الأراضي الكردية”.

ووفق آبو، “فقد قاوم شبان عفرين لمدة 58 يوماً قبل أن تتمكن تركيا من احتلالها. الآن بقي في المنطقة نحو 35 في المئة من شبّانها. قامت العصابات المسلّحة باقتلاع 1.4 مليون شجرة زيتون وأشجار مثمرة أخرى، إضافة إلى قطع الأشجار الحرجية، لكن الشعب الكردي الأصيل متجذّر في أرضه وزيتونه وبقي صامداً”.

“الإخوان المسلمون” متورّطون

واتّهم آبو، “الإخوان المسلمين” بالتورّط في المشروع التركي لتغيير ديموغرافية منطقة عفرين في شمال سوريا، قائلاً: “تقوم قطر الممول الرئيسي للإخوان المسلمين في العالم بتمويل مشاريع بناء المستوطنات التي ستستقبل المستوطنين المراد توطينهم في المنطقة بدلاً من العائلات الكردية المهجّرة، إلى جانب عدد من الجمعيات التابعة للتنظيم في الكويت وفلسطين”.
وأضاف: “الإخوان المسلمون ومال الإسلام السياسي يدعمان هذا المشروع، ومن المؤسف أن تقوم جمعيات فلسطينية بدعم تهجير أحفاد صلاح الدين الأيوبي، محرر القدس، من أراضيهم في عفرين”.

وبحسب آبو، فإن “هذا المشروع عبارة عن عملية شوفينية لفصل كردستان – سوريا عن مياه البحر المتوسط، حيث لا تبعد عفرين عن سواحل المتوسط أكثر من 35 كلم خط نظر، إضافة إلى كون 95 في المئة من سكان لواء اسكندرون من الأكراد”.
وقال إن “شعبنا سيصل إلى محطة يستريح فيها … كفى قتلاً ودماراً، حتى الكرد الذين خرجوا منّا هم بعقلية شوفينية هدفهم خلق العداء بين القومية الكردية والقومية العربية”.

ونفى آبو الاتّهامات الموجّهة للمجلس الوطني الكردي بكونها الجناح الكردي لـ”الإخوان المسلمين”، قائلاً إن “المجلس الوطني الكردي مظلّة لأحزاب ومنظمات مجتمع مدني متجانسة، وهي الجهة الأكثر تنظيماً، ببرنامج سياسي ومشروع قومي كردي كردستاني. نريد حكماً فدرالياً في كردستان – سوريا على غرار كردستان – العراق، ومشروعنا يتعارض مع مشروع جماعة الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي”.
الثورة السورية انتهت عام 2012

على الرغم من التشابه الكبير بين الاتّهامات التي ساقها آبو، مع ما تذهب إليه اطراف كردية وسورية بل وحتى منظمّات وجهات أممية عدة، إلا أن أهميتها تكمن في كونها صادرة عن قيادي في المجلس الوطني الكردي، أحد مكوّنات الائتلاف المتّهم بالتبعية لتركيا عبر أوامر المجموعات المسلّحة.

وردّاً على التناقض بين تحالف المجلس مع الائتلاف واتّهامه بالعمالة، قال آبو إن “علاقتنا (المجلس الوطني الكردي) مع الائتلاف هي علاقة سياسية، قائمة على اعتبارات سياسية وجغرافية على خلفية مطالب دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة … المجلس الوطني الكردي هو مكوّن أساسي من مكونّات الائتلاف ولكن المشكلة أن الائتلاف لا يملك قراره الخاص”.

ووفق آبو، فإن “الثورة السورية انتهت عملياً، وعمرها كان عاماً واحداً فقط، منذ انطلاقه في آذار (مارس) 2011 وحتى أواخر 2012، بعدها أصبحت الثورة عبارة عن مرتزقة وعصابات تعمل لحسابها الشخصي ولمصلحة دول أخرى. كان على الثورة أن تبقى سلمية، النظام اجبرها على التسلّح، والتسلّح أدّى إلى تصدّر أناس من النظام للمشهد العسكري وبالتالي السياسي للثورة”.
واضاف أن “حكومة دمشق تتحكّم بكل مفاصل الأمور داخل سوريا … استخبارات الدول الإقليمية، التي تعادي طموحات الشعب الكردي، متوافقة في ما بينها، ولا يخفى على أحد التنسيق الأمني بين دمشق وأنقرة”.

“العمال الكردستاني” إلى “كردستان – تركيا”

وعن موقفه من عملية “فقل المخلب” التي أطلقتها تركيا ضد مقاتلي العمال الكردستاني في جبال اقليم كردستان – العراق، قال آبو إن “الساحة الأساسية لحزب “العمال الكردستاني”، والإطار العملي لهم، هو شمال كردستان أو كردستان – تركيا. أي تواجد لهذا الحزب في كردستان – العراق لا معنى له، لأن الحكومة والرئاسة والوزارات والبرلمان موجودة في الاقليم والأمن مستتب هناك، وبالتالي فإنه يُخشى من أن يؤدي تواجده في جبال كردستان الجنوبية إلى عمليات تخريب داخل الاقليم. يجب على “العمال الكردستاني” نقل عملياته إلى داخل كردستان الشمالية (تركيا)”.

ورداً على سؤال عما اذا كان يقصد بكلامه تبرير العملية العسكرية التركية، قال آبو: “لقد جرّوا تركيا إلى جبال كردستان … العمليات العسكرية في الجبال القريبة من دهوك، تحدث في عمق الإقليم الكردستاني، وهناك “تعاون استخباراتي” بين تركيا والعمال الكردستاني … هما من بدأ بهذه الحرب، وعليهما أن ينهياها”.

النهار- سركيس قصارجيان

اقرأ ايضاً:منها “الشيطان الثاني”.. قائمة بأبرز الأسلحة “القاتلة” قيد التطوير في روسيا