اتضح أن فترة نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، كانت غنية بمختلف أنواع العروض العسكرية، وأطلق الخبراء على بعض أنواع الحروب اسم “حرب التويوتا” بعد الصراع التشادي الليبي في الفترة الممتدة من 1986 إلى1987.
وتضمنت هذه الظاهرة استخدام مجموعات مداهمة تعمل وفقًا لتكتيكات “الكر والفر” على شاحنات الدفع الرباعي “بيك آب”، والمعدلة يدويا لحمل الرشاشات، وقاذفات القنابل اليدوية، ومدافع الهاون، وراجمات الصواريخ، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة، ومضادات الدروع، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية “فان”، اليوم السبت.
وسميت هذه الظاهرة أيضا بـ”حشد جنكيز خان”، والذي استخدمته مختلف التشكيلات شبه العسكرية (الميليشيات أو الكتائب)، حيث أبلت بلاء حسنا في ليبيا وأفغانستان والعراق وسوريا.
وتم أخذ هذه التجربة في عين الاعتبار من قبل قيادة القوات المسلحة لأوكرانيا، والخبراء العسكريين الأجانب في كييف.
ونتيجة لذلك، وحتى قبل 24 فبراير/شباط 2021 (تاريخ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة)، تلقت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية وقوات الدفاع الجوي، وقوات الدفاع الإقليمية العتاد المناسب (شاحنات صغيرة وعربات صغيرة)، حسب المصدر.
وكان من المفترض أنه في حالة نشوب نزاع عسكري مع روسيا، فإن مثل هذه المجموعات المتنقلة المزودة بقذائف الهاون “المتجولة” والأنظمة المضادة للدبابات والدروع، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة، يمكن أن تعرقل بشكل كبير تقدم أجزاء من القوات المسلحة الروسية، وتشكل “كابوسا” إلى حد ما.
واعتبرت الوكالة أنه “مع ذلك، فإن هذا التحضير محلي الصنع للقوات المسلحة لأوكرانيا لم ينجح بعد بدء العملية العسكرية الخاصة لنزع السلاح من أوكرانيا”.
وعوضا عن التقارير الأوكرانية “المنتصرة”، عجت شبكات التواصل الاجتماعي ومحتويات المراسلين بمقاطع الفيديو والصور التي تصور مركبات بيك آب الأوكرانية محترقة، والعربات المعدلة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية مدمرة.
ويكمن السبب في أن الأوكرانيين وشركائهم ليسوا الوحيدين الذين تجهزوا فقط، ولكن أيضًا مسؤولو الأمن الروس تعلموا من تجربة النزاعات المحلية في إفريقيا وآسيا.
وحسب نفس المصدر، فإنه “وبهذا المعنى على وجه الخصوص، تبين أن منطقة الحرب في سوريا كانت ساحة تدريب مفيدة للقوات المسلحة الروسية، حيث كان الجهاديون يطبقون مفهوم “حرب التويوتا” وخسروا الحرب مع الجيش الروسي”.
ولم يكن الانتصار فوريا، ولكن القوات المسلحة الروسية وجدت “ترياقًا” ضد “حشد جنكيز خان” للسيارات.
وأتاح الاستطلاع الفضائي، إلى جانب الاستخدام المكثف لطائرات الاستطلاع دون طيار، والتنصت الراديوي، الكشف عن قواعد المجموعات المعادية، وكذلك الطرق الرئيسية التي نفذ العدو على طولها “غاراته”، مع التراجع السريع الذي يتبعه.
وبعد ذلك، بدأت النقاط الأساسية في التعرض لضربات جوية ممنهجة، وعلى طرق تحركات الجهاديين، بدأت القوات الخاصة الروسية تنصب الكمائن، وهي جاهزة في أي لحظة لاستدعاء الدعم المدفعي الميداني المطلوب، إضافة لغارات الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية على العدو.
اقرأ أيضا: قناة العربية تنشر معلومات مغلوطة عن وزير الدفاع السوري