أشار تقرير إعلامي إلى أن العقوبات ضد روسيا أثبتت أنها “سلاح ذو حدين” يتسبب في أضرار جسيمة للغرب نفسه.
وقال المحلل السياسي براهما تشيلاني، في مقال نشر على موقع “ذا هيل”، إن العقوبات الغربية ضد موسكو تمت مقارنتها بأسلحة الدمار الشامل الاقتصادية المصممة لتدمير الاقتصاد الروسي، لكن تبين أن الإجراءات كانت سلاحا ذو حدين. وأضاف أن الدول التي قدمتها عانت أيضا من القيود.
وأوضح تشيلاني، قائلا: “لقد وقع الغرب في فخ العقوبات والصراع الأوكراني المتعمق، حيث يساعدان في رفع الأسعار العالمية للمواد الخام والطاقة، وبالتالي زيادة عائدات موسكو، حتى على الرغم من انخفاض صادراتها من الطاقة”.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها تضخما متزايدا، ونتيجة لذلك، واجهت مشاكل سياسية. في الوقت نفسه، انتعش الروبل بعد الإجراءات الحكومية الداعمة، بينما انخفض الين الياباني، على سبيل المثال، إلى أدنى مستوى له في 20 عاما مقابل الدولار.
وتابع قائلا: “هناك مشكلة أخرى تتمثل في الاضطرابات في سلاسل التوريد التي تهدد أرباح الشركات الغربية، فضلا عن أسعار الفائدة المرتفعة التي تهدف إلى كبح التضخم ولكنها في الواقع تجعل الأمور أسوأ بالنسبة للمستهلكين. نتيجة لذلك، كان شهر أبريل هو أسوأ شهر بالنسبة لوول ستريت منذ بداية جائحة فيروس كورونا، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 8.8%. ووفقا للمركز الفنلندي لأبحاث الطاقة والهواء النظيف، منذ بداية العملية الخاصة في أوكرانيا، دفعت الدول التي فرضت عقوبات على روسيا 62 مليار دولار لإمدادات الطاقة”.
وأشار تشيلاني إلى أن روسيا هي أغنى دولة من حيث احتياطيات الموارد الطبيعية، وحتى في ظل العقوبات، فإن أهميتها في السوق العالمية عالية جدا. ووصف المؤلف الدول الفقيرة بأنها خاسرة من العقوبات المناهضة لروسيا، والتي يعتبر فيها ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية بسببها شديد الحساسية ويهدد بزعزعة الاستقرار. هذا ويسعى الغرب لإحداث “الصدمة والرعب” في روسيا، لكن القيود المفروضة لا يمكن التنبؤ بها من حيث العواقب. وشدد الخبير على أنه “تاريخيًا، عملت العقوبات ضد الدول الصغيرة والضعيفة بشكل أفضل من تأثيرها على الدول الكبيرة والقوية”.
كما أشار إلى أن مثل هذه القيود ليس لها تأثير فوري، وحتى البيت الأبيض لا يعتقد أنها ستحقق أهداف الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك فإن العقوبات الأحادية الجانب من جانب الغرب ستضر بموقفه، خاصة على الهيكل المالي العالمي الذي يسيطر عليه.
واختتم، قائلا إن العالم الآن خائف من عواقب تجاوز “الخطوط الحمراء” للولايات المتحدة وتلقى حافزا لإنشاء نظام مالي مواز سريعا. وتوقع تشيلاني زيادة في “تأثير الارتداد” إذا استمرت الأزمة الأوكرانية، وكذلك ظهور علامات التعب من كييف في الدول الغربية.
اقرأ أيضا: سيناتور روسي: النظام المالي العالمي بدأ عملية إعادة هيكلة بطيئة