لخص عالم أمريكي عددا من النصائح للبقاء سعيدًا، تضمنها مؤتمر عُقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، جمع عددًا متنوعًا من الخبراء والعلماء والفنانين.
ووفق صحيفة ”لا براس“ الفرنسية، يعود الفضل لعالم الاجتماع والمؤلف آرثر سي.بروكس، وكاتب عمود السعادة في مجلة ”ذا أتلانتيك“ الأمريكية، الذي تناول هذا الموضوع الجريء والطموح ”سر السعادة“.
وفيما يلي تلخيص لجميع الدروس التي وردت خلال يومين من المحاضرات:
الحب
كل الأبحاث تقول ذلك، حتى لو كنا نميل إلى نسيانه: إن ما يجعلك سعيدًا هي الروابط. يعيش الأشخاص المدعومون جيدًا عمرًا أطول وأكثر صحة.
وتعليقًا على ما قاله بروكس، أشار الجراح العام في الولايات المتحدة، فيفيك مورثي إلى أن ”أكبر مشكلة صحية عامة في أمريكا في هذه الأيام، ليست وباء كورونا ولا حتى العنف أو البنادق، ولكن العزلة“.
وذكر بروكس أنه، منذ العام 2020، كانت هناك زيادة في الشعور بالوحدة والعزلة، كما لم يحدث من قبل. الحل: الحب. وطِّدْ نفسك بأصدقاء حقيقيين وتجرّأْ على ”المخاطرة“ بالوقوع في الحب.
وأضاف: ”هذا ما أقوله لطلابي بجامعة هارفارد“. خيرٌ لك أن تنطلق في بناء علاقة حب من أن تفكر بلا انقطاع في الدخول في أعمال تجارية“.
إسعاد الآخرين
”إذا انخرطتَ في علاقات سترفع منحنى سعادتك، أكثر بكثير مما لو استثمرت في أمور بلا طائل، بحسب داتشر كيلتنر، وإميليانا سيمون توماس، وهما باحثان من مركز جريتر غود ساينس، وهو مركز لأبحاث الرفاه النفسي تابع لجامعة كاليفورنيا.
وعلى العكس من ذلك، تؤثر العزلة الاجتماعية، وانعدام التواصل بشكل كبير على رفاهيتنا، مما يؤثر سلبًا على صحتنا، حتى أكثر من تأثير السمنة واستهلاك الكحول أو المخدرات.
على هذا النحو يمكن لانفعال أو عاطفة، أو رحمة، أو رأفة مع الرغبة في مساعدة الآخرين أن ترفع من مستوى حياتنا.
فلهذا التعاطف أيضًا ميزة فطرية، بحسب الباحثين اللذين استندا في ذلك على الأوكسيتوسين (هرمون الترابط والحب، والذي يشجعنا بطريقة ما على الاهتمام بالآخرين).
التقدم بالعمر
منحنى السعادة، كما نعلم، قد ينخفض في مكان ما في الخمسينات وذلك مرتبط بـ ”المضاعفات الأسرية“، لا سيما وصول الأطفال إلى سن المراهقة.
ولكن كيف نتأكد من إعادة تشغيل هذا المنحنى إلى ما لا نهاية، دون النزول في مكان ما بعد سنّ 60 أو 70 عامًا، باختصار: كيف تتقدم في العمر في سعادة؟
يعتقد عالم الاجتماع وخبير السعادة آرثر سي.بروكس، مستوحيًا أفكاره من كتابه ”من الأحسن إلى الأفضل“ الذي صدر في شباط/ فبراير الماضي، أنه ”لا ينبغي لنا بعد الآن الرهان على ما يسمى بذكائنا السائل العفوي لأنه بيولوجي، ويتناقص بمرور الوقت، بل بالأحرى على ذكائنا المتبلور، أي باختصار على حكمتنا“.
معرفة الذات
هذا هو الأساس، لا شك أن سعادتنا تكمن في الروابط الحميمة والعميقة المنسوجة مع الآخرين، لكن لتحقيق هذا الشرط فأنت بحاجة إلى معرفة نفسك.
”فقط عندما تعرف نفسك ستكون أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين“، نصحت أيضًا غريتشن روبين في (مشروع السعادة) التي استقالت من عملها كموظفة إدارية في محكمة لتتبع مسار قلبها (الكتابة)، من أجل سعادتها الكبرى بلا شك.
من أنا؟ شخص ما في المساء أم في الصباح؟ مهني أم لا؟ مستقلة أم قطيعي (مع القطيع)؟ كلنا مختلفون، وكلنا نرى العالم بشكل مختلف، ومع ذلك فإننا نميل إلى الشعور بالأذى عندما لا يرى الناس الأشياء مثلنا ولا يفعلون مثلنا.
ولكن كيف تعرف نفسك حقًا؟ للوصول إلى جوهر الأشياء (فيما يخص القيم والشخصيات) تقدم لك غريتشن روبين 4 أسئلة: ما الذي تكذب بشأنه (لا، أنا لا أشرب، نعم، أنا أمارس الرياضة؟)، من تحسده (زميل، صديق؟)، ما أكثر شيء أنت ممتنّ له (عملك، أطفالك؟) وماذا كنت تفعله من أجل متعتك عندما كان عمرك 10 سنوات؟ سؤال للتأمل.
تمارين
للمضي قدمًا وبشكل أكثر واقعية اقترح عالم الاجتماع آرثر سي، بروكس عدة تمارين لتنمية هذه السعادة: كيفية إدارة المشاعر السلبية، وكيفية التمييز بين الطموحات الجوهرية والخارجية، وكيفية جعل الوظيفة مهمة، هذه التمارين وغيرها الكثير مأخوذة من تدوينه الصوتي (البودكاست) ”كيف نبني حياة سعيدة“.
اقرأ أيضا: طبيب مزيف يخدع عددا من النساء ويزرع لهن “عود مصاصة” لمنع الحمل