الخميس , مارس 28 2024
مغامرة «حذف الأصفار» من العملة السورية

مغامرة «حذف الأصفار» من العملة السورية

طُرحت في الآونة الأخيرة مسألة اللجوء إلى حذف أصفار من العملة النقدية، في سبيل مواجهة الضغوط التضخمية وامتصاص السيولة. علّها تكون الوصفة الطبية السحرية التي يمكن أن تعيد الدورة المالية لحالتها الطبيعية داخل الجسد الاقتصادي السوري. والذي إذا حصل سيكون سابقة في تاريخ سوريا.

شام تايمز

وتفيد المعلومات عن احتمال حذف “صفرين” من العملة المحلية أي بدلا من 5000 ليرة سورية يختصر من الرقم صفرين ويعتبره 50 ليرة. والذريعة المقدمة تتلخص في عبارة مواجهة مستويات التضخم العالية.

شام تايمز

حجم التضخم

الباحث الاقتصادي الدكتور شادي أحمد أوضح لـ “بزنس 2 بزنس” أن الشروط الأساسية لعملية حذف الأصفار وإزالتها بشكل عام من العملات النقدية ترتبط بحجم التضخم. حيث يُلجأ إليها عادة عندما يصل مستوى التضخم إلى أضعاف مضاعفة عن الحاصل في سوريا.

وأضاف أحمد أن عملية حذف الأصفار أو ” إعادة تقييم العملة” تستوجب أن يكون لدينا عدد أصفار يتجاوز الخمسة في العملة السورية حتى نعيد التوازن إلى ما كان عليه سعر الصرف قبل الزيادات الكبيرة.

وأوضح الباحث الاقتصادي أنه عندما كنا نقول أن سعر صرف الدولار يساوي 50 ليرة سورية عام 2010 فيجب ألا يقل حالياً عن 50 ألف ليرة سورية حتى نتمكن من طرح سياسة حذف أصفار العملة بشكل منطقي.

وأكد أحمد أن الوضع الاقتصادي في سوريا غير مهيأ وأن حذف أصفار من العملة المحلية غير قابل للتطبيق. مُبيناً أنه لم يطرح بشكل رسمي حتى الآن وإنما عن طريق وسائل إعلام محلية فقط.

سحب فئات العملة

وتابع شادي أحمد في حديثه لـ “بزنس 2 بزنس” أن هذه العملية تعني سحب فئات العملة الحالية وطباعة أخرى جديدة. ما يتطلب أموالاً هائلة لطباعتها بمواصفات فنية ضرورية لحماية العملة من التزوير. مستبعداً أن يقدم البنك المركزي السوري على خطوة كهذه.

وعن أهمية عملية الحذف ومدى واقعيتها، أشار أحمد أن حذف الأصفار أو عدم حذفها حالياً لا يؤدي إلى فاعلية اقتصادية معينة. كما أن إصدار عملات نقدية جديدة يرتبط بدوران وحاجة السوق إلى هذه العملات الكبيرة.

ولفت أحمد إلى أن الحالة الاقتصادية هي حالة انتاج. مُبيناً أنه عندما يعود الاقتصاد السوري الى العملية الانتاجية (زراعة، صناعة، سياحة، خدمات..) تتفاعل قوى العرض والطلب داخل السوق السورية.

الاعتماد على الصادرات

وتابع مؤكداً ضرورة الاعتماد على الصادرات أكثر من الواردات. وأن يكون لدينا اقتصاد قائم على التشغيل بشكل أكبر. معتبراً أن هذا ما يمكنه أن يُحسن الوضع وينقذه وليس تبديل شكل العملة.

(بزنس 2 بزنس) استطلع آراء بعض السوريين حول جدلية حذف الاصفار من العملة المحلية عبر الاستطلاع التالي:

يقول الصيدلاني باسل من حلب أن موضوع حذف الاصفار يٌتخذ عندما يكون معدل نمو الاقتصاد مرتفع وللتخفيف من صعوبة التداول يتم حذف اصفار. أما بحالتنا “ستزيد الطين بلة”. معتبراّ أن “حذف الاصفار لن يؤثر على سعر الصرف وسيبقى على ما هو عليه وبالتالي ستتضاءل الرواتب والاجور مقارنة بالسوق العالمي وبالتالي يزداد وضع التضخم للأسوأ”.

ويضيف باسل أن الحل الصحيح بحسب رأيه هو البدء بإجراءات تعويم العملة لان “الاجراءات تحتاج فترة طويلة إلى حين وصولنا لمرحلة تعويمها”

فيما يقول محمد فرحان: “العلّة مو بالأصفار….إصلاح الاقتصاد هو الأساس، بعده يتم التفكير بحذف الأصفا. أما حذفها حالياً فسوف يكون كالخياطة على جرح ملتهب بدون تنظيفه وتعقيمه. يعني على رأي الشاعر:كأننا والماء من حولنا… قوم جلوس حولهم ماء”

ويقول لطيف زكا: “يجب دعم الاقتصاد اولاً سواء حذفنا أو ابقينا الاصفار. معتبراً أن دعم الاقتصاد يرفع من قيمة سحب المواطن وبالتالي يرفع من مستوى المعيشة الذي وصل للحضيض.

أما عن الاصفار بقول لطيف: “أنا أؤيد إلغاء كذا صفر من العملة.. نفسياً نرتاح من كبر الارقام التي لا قيمة لها”. وأضاف” لو لغينا ٣ اصفار يصبح مثلا كيلو البندورة ٣ ليرات واللحمة ٣٠ ليرة والبيت ٢٠٠ الف وهكذا”.

تأثير نفسي

فيما يقول أحمد السيد من محافظة طرطوس: إن حذف الأصفار له تأثير نفسي فقط و لا تأثير له على التضخم. حاليا لا معنى له. أؤيده في بداية انطلاق مسيرة التعافي التي لا يبدو انها انطلقت الآن. قبل ذلك ستكون مجرد صرف لا معنى له على طباعة أوراق جديدة في وقت نحن بحاجة فيهلكل قرش لحاجات أساسية كالكهرباء والغاز والمازوت والخبز وغير ذلك”.

معتبراً أن مشكلة حمل أوراق كثيرة يمكن حلها “من خلال إصدار فئات أعلى أو من خلال اتخاذ خطوات جدية لبث الثقة في وسائل الدفع الالكتروني وجعلها عملية”

بزنس 2بزنس

اقرأ أيضا: المنتجات السورية إلى العالمية

شام تايمز
شام تايمز