“التنويم المغناطيسي”.. آخر ابتكارات اللصوص في العراق
أثارت مزاعم عن استخدام عصابات الجريمة المنظمة في العراق سلاح “التنويم المغناطيسي” قلقا شعبيا متزايدا، بينما تضاربت الآراء حيال إمكانية استخدام هذا النوع من العلاجات النفسية في تنفيذ عمليات سطو.
ومنذ أشهر يتداول عراقيون مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر عصابات يبدو أنها مدربة، أثناء سرقة محال صرافة وصيدليات باستخدام التنويم المغناطيسي.
ومؤخرا اعتقلت قيادة شرطة بغداد 3 متهمين بالدخول إلى أحد مكاتب الصرافة وتنويم صاحبه مغناطيسيا، قبل سرقة 3 آلاف دولار.
وقالت الشرطة في بيان إنه “بعد عملية الاعتقال التي جرت، وجهت السلطات الأمنية بإغلاق جميع منافذ المنطقة وشن حملة تفتيش ومتابعة فورية، وبالفعل تمكنت من تحديد المتهمين الثلاثة وإلقاء القبض عليهم وضبط المبلغ المسروق”.
ورغم البيانات الرسمية الصادرة عن المؤسسات المعنية بشأن استخدام التنويم المغناطيسي، فإن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء خالد المحنا أبدى تحفظه على إمكانية استخدام هذا النوع من العلاجات في تنفيذ عمليات سرقة.
وقال المحنا في تصريح صحفي، إنه “ثبت من خلال التحقيقات التي تجريها الشرطة، عدم استخدام التنويم المغناطيسي، وإنما هناك حيل أخرى”.
وأضاف المحنا: “هناك على سبيل المثال، ممارسة خفة اليد أو التمويه أو إيهام الشخص المقابل أو الاتفاق مع الشخص المسروق”، مشيرا إلى “عملية تمثيلية يقوم بها هؤلاء المحتالون لسرقة ما يريدونه. دائما ما ننشر توجيهاتنا ونبعث رسائل إلى المواطنين للحذر من مثل هذه العصابات”.
قلق شعبي
وفي ظل انتشار الحديث عن هذا النوع من السرقات، عبر عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم، خاصة مع تناقل عدة حالات حصلت فيها سرقات، وبعضها لمبالغ كبيرة.
وتظهر مقاطع فيديو دخول أشخاص إلى محال تجارية والحديث مع أصحابها، أو أن يضع أحد أفراد العصابة يده على رأس البائع، الذي يسلم اللصوص مبالغ مالية من دون شعور أو وعي.
وأثارت تلك الحالات تساؤلات عن قدرة هذه العصابات على استخدام ممارسات نفسية في السرقات، إذ يحتاج إتقان التنويم المغناطيسي تدريبا ودراسة وممارسة، فضلا عن عدم إمكانية استخدامه من دون موافقة الشخص الآخر، وفق متخصصين.
وترى الباحثة الاجتماعية منى العامري، أن “استخدام التنويم المغناطيسي في السرقات لا يمكن أن يتم بتلك السهولة، حيث يحتاج هذا النوع من العلاج إلى دراسة وممارسة، فضلا عن أجواء مناسبة، مثل ضوء قليل وموافقة من الشخص المعني وهدوء وتركيز، لتبدأ مراحل العلاج بشكل تدريجي”.
وتضيف العامري في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “تلك الادعاءات من قبل العصابات يجب أن تكون محط اهتمام السلطات المختصة، ليُفتح تحقيق عن ماهيتها وحقيقتها ومنع إشاعة الرعب بين المواطنين”، لافتة إلى أن “بعض العصابات تنفذ حركات الخفة أو التمويه، فضلا عن التخدير باستخدام بعض الأدوية”.
ورغم الجدل الدائر بشأن استخدام التنويم المغناطيسي من قبل عصابات الجريمة المنظمة في السطو، فإن لهذا النوع من العلاج جانبا إيجابيا، إذ لعب لآلاف السنين دورا في مجال الشفاء والمداواة.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 90 بالمئة من عامة البشر قابلون للتنويم الإيحائي.
تصاعد مؤشر البلاغات
ومن جهة أخرى، قال ضابط في عمليات بغداد إن “البلاغات الواردة عن استخدام هذا العلاج في السرقات تصاعد خلال الأيام والأشهر الماضية، لكن ما زالت الأجهزة الأمنية في طور النقاش والبحث بالتعاون مع فريق من الأطباء النفسيين، للوقوف على حقيقة تلك الظاهرة وإصدار قرارات واضحة بشأنها”.
وأشار المصدر الذي طلب من موقع “سكاي نيوز عربية” عدم ذكر اسمه، إلى أن “التحقيقات لم تثبت بالفعل وبشكل قطعي استخدام التنويم المغناطيسي، لكن التفسير السائد الآن هو التخدير أو التلاعب”.
وأضاف الضابط أن “العصابات تنفذ حيلا مختلفة لنهب الأموال، ومن غير المستبعد استخدام هذا النوع من العلاج وإجراء تعديلات عليه بما يحقق مرادهم”.
سكاي نيوز