أسبوع دامٍ في السويداء: تحذيرات من اقتتال عشائري
ظهيرة السبت الماضي، سُمعت أصوات إطلاق رصاص داخل حيّ المقوس ذي الصبغة العشائرية، ليتبيّن لاحقاً أن الأمر ناتج من مهاجمة مجموعة مجهولة مَسبحاً في المكان، وقتْلها اثنين من روّاده، واختطافها عدداً آخر. وبحسب مصادر أهلية، فإن المجموعة المهاجِمة أطلقت النار بشكل عشوائي أيضاً على رعاة مواشي خلال مغادرتها الحيّ الواقع في الطرف الشرقي من السويداء، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى ثلاثة، إضافة إلى أربعة مصابين. وعلى إثر ذلك، تحرّك عدد من أبناء العشائر لقطع الطريق الذي يصل بين «ظهر الجبل» ومدينة السويداء، بالإطارات المطّاطية، وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على السيارات التي تحاول اجتيازه، ما أدّى إلى مقتل شخص إضافي من أبناء «المقوس».
وفي ليل اليوم نفسه، سُمعت أصوات انفجارات نجمت عن إطلاق قذائف صاروخية في الهواء في محيط بلدة عتيل في الريف الشمالي للمحافظة، فيما استُهدف عدد من المنازل في قريتَي كناكر والأصلحة في الريف الغربي بالأسلحة الرشاشة. ومع صباح اليوم التالي (الأحد)، عُثر على جثة شاب من أبناء حيّ المقوس مقتولاً بالقرب من سدّ الروم شرق المحافظة، ثمّ أصيب شاب داخل الحيّ بإطلاق نار من شخص مجهول. وإذ لم تُعرف هويّة الجهة المنفّذة لهذه الهجمات، فقد انفتح الباب على كباش على أساس عرقي، كانت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له. وأنبأ ذلك بأن ثمّة من يحاول جرّ العشائر نحو ردود فعل عشوائية، من شأنها أن تشعل حرباً بين مكوّنات السويداء، ما دفع الوجهاء إلى التحرّك سريعاً لضبط الموقف.
حراك وجهاء العشائر ساعد كثيراً على احتواء ردّة فعل ذوي الضحايا
وفي هذا الإطار، صدر، صباح الإثنين، بيان عن رئيس الطائفة الروحية للموحدين الدروز، حكمت الهجري، دعا فيه إلى «وأد الفتنة وعدم انجرار سكّان الجبل (السويداء) بكلّ مكوّناتهم وراء الدعوات الخبيثة». وبحسب معلومات «الأخبار»، فقد أجرى الهجري مجموعة كبيرة ومكثّفة من الاتّصالات مع وجهاء المحافظة، بهدف درء سيناريو توسّع الاقتتال. وتقول مصادر من داخل حيّ المقوس، لـ«الأخبار»، إن حراك الوجهاء ساعد كثيراً على احتواء ردّة فعل ذوي الضحايا الذين قضوا خلال الأحداث التي شهدها الحيّ خلال النصف الأول من الأسبوع، متحدّثة عن اجتماع عُقد في مدينة شهبا بين ممثّلي الفعاليات الدينية والمجتمعية والعشائرية، على قاعدة «الفاعل بما فعل»، لتترك جميع الأطراف للقانون أن يأخذ مجراه في كشْف ومحاسبة مرتكبي الجرائم. وتؤكد معلومات «الأخبار» أن التواصل بين الفعاليات المجتمعية ما زال مستمرّاً، وقد يُعلَن عن اجتماعات في ما بينها الأسبوع المقبل، بهدف إنهاء أيّ احتمال لتجدُّد التوتّر في المحافظة، حتى وإن وقعت اعتداءات أو جرائم لاحقة.
وتُشير إحصائيات غير رسمية حصلت عليها «الأخبار»، إلى مقتل 21 شخصاً في السويداء خلال شهر أيار. ومن بين حالات القتل المُسجَّلة، 7 بدوافع تراوحت بين الخلافات الشخصية والقتل بقصد السرقة، وقد تمّ التعرّف على منفّذيها. ويُضاف إلى هؤلاء الضحايا، 6 قضوا على أيدي «مجهولين»، و4 على أيدي المجموعات المسلّحة النشطة داخل المحافظة.