قال ويزلي كالب الباحث في مركز الدراسات الرئاسية بالكونجرس الأمريكي في تقرير له على موقع «1945»: إنه بينما تسعى القيادة العسكرية الروسية لتطوير صواريخ كروز على متن الغواصة الروسية (949 A Antey)، التي تعمل بالطاقة النووية إلى منصة للمستقبل، ربما يكون من المستحيل التخلص تمامًا من الماضي المضطرب للغواصة، في حين أن غواصة بيلجورود الروسية المعدلة هي مثال على فئة الغواصات التي تسعى روسيا إلى إبرازها كدعامة أساسية لقوتها البحرية في المستقبل، فإن الغرق الكارثي في كورسك سيظل وصمة عار يصعب محوها من تاريخ المشروع (949 A Antey).
ولكن برغم ذلك تظل هذه الغواصة العملاقة واحدة من أبرز الأسلحة التي تثير اهتمام الغرب، وقوات حلف الناتو بشكل خاص مؤخرًأ. يُعرف مشروع (949 A Antey) المعروف في الغرب باسم (Oscar-II) – أوسكار الثاني – الذي دُشن بالأساس لتحدي حاملات الطائرات الأمريكية وحلف الناتو في حالة نشوب حرب عابرة للقارات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. استمر إنتاج (Oscar-II) الروسية بين عامي 1985 و1999، حيث حلت 11 من غواصات (Oscar) الأحدث، محل (Oscar-Is) الأصغر، والتي جرى إنتاج اثنتين منها فقط.
الغواصة الروسية: مواصفات العملاق الروسي
أوضح الكاتب أن مقدار الإزاحة لغواصات (Oscar-II) يبلغ 24 ألف طن، ويبلغ طولها 155 مترًا، وهي مبنية بهيكل مزدوج يهدف إلى تحسين القدرة على البقاء إذا تعرضت الغواصة لهجوم من طوربيد.
كما جرى تجهيز الغواصة أيضًا بـ24 صاروخ كروز P-700 Granit، بالإضافة إلى ستة أنابيب طوربيد يمكنها إطلاق طوربيدات وصواريخ كروز أخرى مضادة للسفن أيضًا. وفي حين أن جزءًا من سبب كون Oscar-II أكبر من سابقتها Oscar-I هو توفير مساحة أكبر لمحرك أكثر هدوءًا، يبدو أن محرك Oscar عرضة لمشكلات فنية.
عيوب الغواصة الروسية
ويقول الكاتب إن أخبار الغواصة جذبت انتباه أوروبا بعد تعطل إحداها في أغسطس (آب) 2021 أثناء عبور بحر البلطيق بالقرب من مدينة آرهوس الدنماركية؛ مما أجبر زورق قطر روسي على مساعدة الغواصة، التي كانت بلا حول ولا قوة في الماء بعد تعطل نظام الدفع الخاص بها.
ويؤكد الكاتب أن هذا الحادث ليس الأسوأ في عمر الخدمة لفئة (Oscar-II). فقد لوحظ هذا الاهتمام من خلال غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000 أثناء مشاركتها في تمرين الأسطول الشمالي في بحر بارنتس، حيث أدى انفجار هائل نتج عن تفجير طوربيد على متنها إلى إغراقها. بينما بدا أن العديد من أفراد طاقم الغواصة قد نجوا من التفجير الأولي، فإن قرار قادة الأسطول الشمالي الروسي، والقيادة السياسية الروسية برفض المساعدة الخارجية تسبب في موت البحارة الذين كانوا على متنها.
كانت كورسك واحدة من أحدث غواصات (Oscar-II) آنذاك (دخلت الخدمة في عام 1994)؛ مما ألقى بعض الشكوك حول صيانة روسيا لها، وأسطول الغواصات الأوسع.
ماذا عن الآن؟
اليوم تعد الغواصة بيلغورود من فئة (Oscar-II) مشروعًا بارزًا للقيادة البحرية الروسية لتحديث أسطول الغواصات في البلاد. بيلغورود عبارة عن نسخة حديثة للغاية من (Oscar-II) والتي جرى تصميمها لتشكيل عنصر جديد من الثالوث النووي لروسيا، ولتعمل كسفينة أم للغواصات الأصغر، والمعدات المصممة للتجسس، أو تخريب البنية التحتية في قاع المحيط، فضلًا عن الأنشطة السرية الأخرى في أعماق البحار.
ومع ذلك – يستدرك كالب – فإن مهمة بيلغورود غير المعروفة هي أن تكون بمثابة منصة لطوربيد روسيدون النووي الروسي، والذي من المحتمل أن يظل قيد التطوير، ولا يُتوقع نشره حتى عام 2027. إن صاروخ بوسيدون يعمل بالطاقة النووية، وقادر على حمل رؤؤوس نووية، وهي تركيبة تكنولوجية ليس لها نظير في أي مكان آخر.
بينما يبدو أن القيادة العسكرية الروسية تنظر إلى (Oscar-II) على أنها منصة متعددة الاستخدامات ستكون في متناول اليد للتحديث في المستقبل، واستخدامها في الثالوث النووي لروسيا، لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت العديد من المشكلات الفنية التي ابتليت بها هذه الفئة في الماضي قد أصلحت بالفعل. بغض النظر عن ذلك فمن المرجح أن تبقى غواصة (Oscar-II).
ساسة بوست
اقرأ أيضا: