بدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو” تدريبات بحرية ضخمة بقيادة الولايات المتحدة في بحر البلطيق لمدة أسبوعين، عدّها محللون “الأضخم منذ عقود، وإظهار قدرات كل من السويد وفنلندا مع قرب انضمامهما إلى الحلف وكذلك توسيع الحصار على روسيا”.
ويشارك في التدريبات أكثر من 7000 بحار وطيار ومشاة البحرية من 16 دولة، وردًّا على ذلك، أجرت سفن أسطول البلطيق الروسي مناورات بحرية واسعة النطاق.
ووفق الخدمة الصحفية لأسطول البلطيق الروسي فإنه أجريت “مناورات بحرية لأسطول بحر البلطيق على خلفية بدء مناورات الناتو هناك، وقامت سفن “يفغيني كوتشكوف” و”موردوفيا”، بإطلاق نيران مدفعيتها بعمليات ناجحة في بحر البلطيق خلال التدريبات”.
وبينما من المقرر أن تنتهي مناورات “بالتوبس 22” في مدينة كيل الساحلية الألمانية في 17 يونيو الجاري، ستجرى التدريبات الروسية حتى 16 يونيو على مراحل مختلفة في الأجزاء الوسطى والجنوبية من بحر البلطيق.
عسكرة بحر البلطيق
وقال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ليون رادسيوسيني إن “المناورات تستهدف رفع كفاءة قوات التصدي السريع الأوروبية لمواجهة أي تهديدات إرهابية قادمة من البحر باتجاه أراضي دول الإقليم، وكذلك الأعمال الإرهابية التي تستهدف السفن وحركة الملاحة”.
وأضاف رادسيوسيني، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “التدريبات بمثابة تحدّ لكل من فنلندا والسويد لقياس قدرتهما ومستوى إسهامهما في تحقيق قدرة الردع العسكري الأوروبية المشتركة وبخاصة بعد قربهما من الانضمام إلى عضوية الناتو”.
بدوره، قال الخبير في الشؤون الدولية والاستراتيجية، أنس القصاص، إن المناورات تتم بشكل دوري، لكنها مختلفة هذا العام من ناحية ضخامة العتاد وكذلك المشاركين، حيث إنها المرة الأولى لفنلندا والسويد، كما تشارك القوات البحرية الأميركية بأكبر قطعة بحرية بعد حاملة الطائرات.
وأضاف القصاص، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الأهمية في المناورات هذا العام تكمن في السياق والدلالات، حيث أنها تأتي بالتزامن مع حرب أوكرانيا وكذلك وسط رغبة سويدية وفنلندية للانضمام للحلف وسط تأهب روسي، وهو ما يشعل الأجواء، ما تسبب في عسكرة المنطقة من قبل الطرفين رغم أنها معروفة بهدوئها حيث كان عبارة عن مجرد معبر للسفن التجارية والرحلات.
وأشار إلى أن انضمام فنلندا والسويد للناتو سيمنع أي وجود روسي في المنطقة وسيجعله محدودًا، حيث إن موسكو وجودها هناك عن طريق خليج فنلندا وحال حدوث أي أزمة تستطيع هلسنكي التحكم بالخليج، وهو ما يمثل تغيرًا استراتيجيًّا.
وقال التحالف العسكري إنه “مع مشاركة كل من السويد وفنلندا في مناورات “بالتوبس”، ينتهز الناتو الفرصة في عالم لا يمكن التنبؤ به لتعزيز مرونة قوته المشتركة وقوتها”، جنبًا إلى جنب مع دولتين طموحتين من بلدان الشمال الأوروبي.
وتتمتع كل من فنلندا والسويد بتاريخ طويل من عدم الانحياز العسكري قبل أن تقرر حكومتهما التقدم للانضمام إلى الناتو في مايو، نتيجة مباشرة للحرب في أوكرانيا في 24 فبراير.
وعلى مدى السنوات الماضية، حذرت موسكو مرارًا هلسنكي وستوكهولم من الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي، وحذرت من اتخاذ إجراءات انتقامية إذا فعلتا ذلك.
وقبل التدريبات البحرية، التي شملت 45 سفينة و75 طائرة، قال أبرز مسؤول عسكري أميركي في السويد، مقر استضافة مناورات بالتوبس 22، إنه من المهم بشكل خاص لحلف الناتو إظهار دعمه لحكومتي هلسنكي وستوكهولم.
وقال الجنرال الأميركي مارك مايلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، خلال مؤتمر صحفي على متن سفينة “كيرسارج” الحربية البرمائية الكبيرة، التي كانت ترسو في وسط ستوكهولم: “من المهم بالنسبة إلينا، الولايات المتحدة، ودول الناتو الأخرى إظهار التضامن مع كل من فنلندا والسويد في هذه المناورات”.
وفي حديثه مع رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، أكد مايلي على أن بحر البلطيق وهو مسطح مائي مهم استراتيجيًّا “أحد أعظم الممرات المائية في العالم”.
وأشار إلى أنه “من وجهة نظر موسكو فإن انضمام فنلندا السويد إلى الناتو سيكون إشكالية كبيرة، وسيترك روسيا في موضع عسكري صعب، نظرًا لأن بحر البلطيق سيكون محاصرًا بالكامل من دول الناتو، باستثناء منطقة كالينينغراد الروسية ومدينة سان بطرسبرغ والمناطق المحيطة بها”.
ولفت مايلي إلى أن الولايات المتحدة لم تحرك من قبل سفينة ضخمة مثل “يو إس إس كيرسارج”، البالغ طولها 843 في العاصمة السويدية، حيث أبحرت عبر ممرات ضيقة في أرخبيل ستوكهولم.
Skynews
اقرأ أيضا: تصنيع مركب بحري بوزن 70 طناً وطول 19 متراً في جزيرة أرواد وتصديره