البادية الجنوبية.. تفكك “حزب اللواء” ومسلحوا “الركبان” يستغلون السكان بـ “التهريب”
وصل إلى “مخيم الركبان”، عدد من عناصر ما يسمى بـ “قوة مكافحة الإرهاب”، التي كانت تنتشر في ريف محافظة السويداء الشرقي.
وصول عناصر “قوة مكافحة الإرهاب” جاء بعد يومين من مقتل قائد الفصيل المدعو “سامر الحكيم”، الأمر الذي أدى لتفكك هذا الفصيل الذي يعرف بنفسه كـ “ذراع عسكري”، لما سمي بـ “حزب اللواء”، والذي أعلن عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أنه ينسق مع “التحالف الدولي، بحجة محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات.
وأكد الخبراء أن تفكك “قوة مكافحة الإرهاب”، في أول اشتباك فعلي يكشف عن ضعف البنية التحتية لإقامة حراك مسلح غير شرعي في بادية السويداء، إذ أن الحديث عن احتمال إعادة تسليح فصائل الجنوب كان محور حديث عدد كبير من وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، ومع تأكيد وسائل الإعلام على أن “الحكيم”، وعدد من عناصره قتلوا في مواجهة مع القوى الأمنية السورية دون أي تعليق من الحكومة السورية، وتقول المعلومات إن “قوة مكافحة الإرهاب”، باتت بحكم المفككة نتيجة لتشتت عناصرها وفرارهم من المقار التي كانوا يتمركزون فيها بالريف الشرقي لمحافظة السويداء.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إدخال الفصائل المسلحة قافلة مواد مهربة عبر الأراضي الأردنية بحماية من القوات الأمريكية إلى “مخيم الركبان”، وذلك بعد أن نشط في المخيم حراك مجتمعي طالب بخروج المدنيين نحو المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن أحد التجار المرتبطين بالفصائل المسلحة، اتفق مع أشخاص في الأردن على نقل مواد غذائية عبر شاحنات دخلت الأراضي السورية بحماية من القوات الأمريكية المتمركزة في بلدة “التنف”، وذلك بعد أن انخفضت كميات المواد الغذائية بشكل كبير في “الركبان”، خلال الفترة الماضية بفعل تحكم الفصائل المسلحة بالعمليات التجارية، ورفضها أي محاولة لنقل المواد الغذائية من المحافظات السورية أو أي عملية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم من الداخل السوري.
المواد التي أدخلت ستباع للسكان الذين يعانون من ندرة فرص العمل وقلة الموارد وسط تدهور علمية تربية المواشي نتيجة لشح الأمطار التي شهدتها المنطقة، الأمر الذي يعتبره السكان محاولة من قيادات الفصائل المسلحة لاستغلال احتياجات السكان ودفعهم لبيع ممتلكاتهم بأسعار بخسة مقابل الحصول على المواد الغذائية.
وبحسب المعلومات فإن قيادة “جيش مغاوير الثورة”، تروج لمعلومات عن محاولتها إقناع القوات الأمريكية المنتشرة في “التنف”، لإدخال قوافل المساعدات من الأراضي الأردنية بدلاً من الطرق القادمة من دمشق، الأمر الذي يأتي بعد أن كانت قيادة الفصيل المذكور عرقلت دخول قافلة “استجابة إقليمية”، من الأمم المتحدة إلى المخيم في أيلول من العام الماضي. ويسكن المخيم نحو ٧٥٠٠ شخص، يعيشون في ظروف سيئة، إذ ما تزال النقطة الطبية التابعة لـ “يونسيف”، مغلقة وسط قلة في المواد الطبية والأدوية في المخيم، ومع تعزيز الفصائل المسلحة لدورياتها على أطراف المخيم لمنع خروج المدنيين نحو المدن التي تسيطر عليها الدولة السورية، وقلة وصل مياه الشرب إلى داخل “الركبان”، تحاول المجموعات المسلحة ايصال رسائل التهديد لكل الشخصيات المجتمعية التي تحاول أن تشكل جبهة شعبية للضغط على الجهات المسيطرة على “الركبان”، للسماح بخروج من يرغب نحو مدن البادية كـ “تدمر – القريتين”.
أثر برس