صيف ساخن.. المنطقة بأسرها في مهب النار!
نبيه البرجي
لا نستغرب، اذا ما بقي فولوديمير زيلينسكي ينتفخ بتلك الطريقة البهلوانية، ان يعلن … أنا القيصر !
الدمية التي انتقلت من المسرح الخشبي الى المسرح الدولي، وبالخيوط الأميركية اياها، اختير ليكون السكين في الخاصرة الروسية. ذاك الذي يفتقد الحد الأدنى من الثقافة السياسية، كيف له أن يعلم أن الذي مثله لا يلبث أن يتحول، في لعبة الأمم، الى جثة محطمة ملقاة على قارعة الطريق. بالأحرى على قارعة الزمن ؟
لو كان القائد لا المهرج لجعل من أوكرانيا، بمواردها الهائلة، لفردوس لا الجحيم، الاقتصادي، وحيث الفساد فلسفة حياة. حبذا لو قرأ ما كتبه بيار بورديو، عالم الاجتماع الشهير، حول سوسيولوجيا الفساد …
محاصيل زراعية، ومنتجات صناعية، في أسواق العالم ما أثار ذهولنا فعلاً. امكانات بشرية بديناميكية ظهرت، في أحلى صورها، من خلال الصراع الدموي الحالي، وان كان كل ذلك الدم، وكل ذلك الخراب يذهب هباء، ولمصلحة … الماكنة الأميركية.
مثلما لا نريد لأوكرانيا أن تكون دمية أميركية، أو ضحية أميركية، لا نريد لها أن تكون دمية روسية، أو ضحية روسية. لنراجع ما كتب في صحف، وما قيل على شاشات، أوروبية، لدى وصول زيلينسكي الى السلطة. الصنيعة الأميركية أم الأضحوكة الأميركية؟
ها هو يحاول أن يلعب دور المايسترو الذي يتولى بعصاه ادارة الأوركسترا الأميركية والأوروبية. تصوروا مدى البعد الكوميدي في تركيبته حين ينزل عقوبات بشخص فلاديمير بوتين، ويهدد بخلع أسنان القيصر …
كلام رائع، ورؤيوي، في «اللوموند ديبلوماتيك» حول ما ينتظر أميركا. أوكرانيا ليست سوى البداية في سلسلة من الحروب اللامتناهية اذا ما أراد البيت الأبيض «اعادة تشكيل الكرة الأرضية»، لكأننا في عالم لا يتغير بايقاع زلزالي. واذا كان الأميركيون قد استدرجوا الروس الى المصيدة الأوكرانية، كيف يمكن وصف تايوان، على سبيل المثال: مصيدة للصينيين أم مصيدة للأميركيين ؟
الشرق الأوسط قد يكون، أو هو المؤهل أكثر من أي مكان آخر، المسرح الآخر للصراع، دون أن يكترث أحد بوصف أرنولد توينبي للمنطقة بكونها «مقبرة الآلهة». ولكن كيف، ومن اين تنطلق الشرارة. عين أوروبية على ايران التي هي حليفة روسيا، وحليفة الصين، والتي تتخوف من أي تخلخل في المعادلات الدولية الراهنة لمصلحة واشنطن.
من هنا قول باحثين أوروبيين ان ايران تبدو أكثر استعداداً لـ «المنازلة العسكرية» مع الولايات المتحدة اذا حاولت فرض عقوبات اضافية، أو اذا حاولت القيام باي خطوة تهدد أمنها الاستراتيجي. أوليفييه روا لاحظ أن «اسرائيل» ليست وحدها التي تمسك بـ»أوراق النار»!
سأل «اذا كنا قد رأينا الى أين وصل الغباء الروسي، من تراه يدري الى أين يذهب بنا الغباء الأميركي»؟ الخشية من الخراب الاقتصادي الذي يفضي الى الخراب الاقتصادي والخراب السياسي في القارة العجوز …
كلام عن التقاطع بين المواقف التصعيدية الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصول «انرجيان باور» الى حقل «كاريش» لاستخراج النفط وفي هذا الوقت بالذات.
السيد حسن نصرالله أطلق اشارات يفترض أن تقرأ بمنتهى الدقة. «الاسرائيليون» يعتقدون أن لبنان هو في حالة ضياع (وهو في حالة ضياع فعلاً ). هكذا، في نظرهم، وضع حزب الله ما يتيح الفرصة للعبث بالمنطقة اللبنانية الخالصة. لكن كلام السيد مساء الخميس حول الحقل اياه كان قاطعاً وصاعقاً …
السفينة اليونانية أمام خيارين: إما أن تعود أدراجها من حيث أتت أو أن تتحول الى حطام، ومعها «المنصة الاسرائيلية». المشهد في منتهى الدقة، وفي منتهى الحساسية، بعد تردد معلومات حول مشاورات روسية ـ صينية ـ ايرانية ذات أبعاد استراتيجية.
ولكن ألا تدعو أبحاث «اسرائيلية» لاعادة ترتيب المعادلات في المنطقة، بعدما لامس آيات الله القنبلة النووية، وبعدما باتت الترسانة الصاروخية (وحتى الجوية) لحزب الله تهدد كل مراكز القوة في «اسرائيل» التي لم تعد وحدها تمسك بـ … أوراق النار؟؟
المنطقة بأسرها في مهب النار …
الديار