هل تقع المواجهة الأميركيّة – الروسيّة في سوريا؟
رضوان الذيب
هل تقع المواجهة العسكرية بين واشنطن وموسكو على الارض السورية، بعد الخلافات العميقة بين البلدين بسبب الحرب الاوكرانية وتراجع مستوى التنسيق العسكري بينهما في سوريا، كما كان ساريا قبل الحرب الاوكرانية لتجنب اي صدام قد يحصل بالخطأ؟ فالقوات الاميركية كانت تبلغ القيادة الروسية في تحركاتها وضرباتها الجوية قبل 5 دقائق من وقوعها وبالعكس، وهذا الامر كان ساريا على الغارات «الاسرائيلية»، حيث يتم ابلاغ روسيا بوقوعها قبل 5 دقائق ايضا.
وحسب مصادر متابعة للملف السوري، فان واشنطن وموسكو تبادلا مؤخرا رسائل قاسية فوق الارض السورية، وقد نفذ الطيران الحربي الروسي ضربات جوية هي الاعنف منذ مشاركته في الحرب السورية، ضمن منطقة الـ 55 كيلومترا المحظورة على الطيران الروسي والسوري في البادية، لامست قاعدة التنف الاميركية مباشرة، واستهدفت مسلحين مدعومين اميركيا «مغاوير الثورة» تدريبا وتسليحا وتمويلا، وذكرت المصادر، ان الروس ابلغوا الاميركيين بالغارات الجوية قبل ٥ دقائق، فقامت القوات الاميركية بابلاغ المسلحين، لكن الوقت الضيق لم يسمح لهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة فقتل العشرات منهم. واشارت المصادر الى ان الروس ردوا بالغارات الجوية، بعد هجوم» بقنبلة «زرعت على جانب الطريق في ريف حمص الشمالي ضد القوات الروسية.
وحسب المصادر، فان اجواء التوتر العالية فتحت ابواب التواصل بين القيادتين العسكريتين الاميركية والروسية في سوريا لتجنب اي صدام مباشر، مضافا اليه رغبة القيادات العليا في البلدين بتخفيف التوتر وتجنب أي مواجهة مباشرة، لكن رسالة الروس كانت حاسمة في توقيتها ردا على التسريبات الغربية والاميركية، عن تراجع الحضور الروسي في سوريا بعد الحرب الاوكرانية وانسحاب قوات النخبة الروسية من درعا والحدود الاردنية والعديد من المناطق الاستراتيجية ، وهذا ما شجع المسلحين على استهداف القوات الروسية في بعض المناطق.
وتكشف المصادر، ان الطائرات الروسية عاودت قصفها ايضا لمناطق المسلحين منذ اسبوع بعد توقف لعدة اشهر، واستهدفت مواقع المسلحين في ادلب الاسبوع الماضي، لكن البارز يبقى، الرفض الروسي لأي عملية عسكرية تركية في منبج وتل رفعت، حتى ان الجيش الروسي دفع بتعزيزات كبيرة الى نقاطه الاربعة في المنطقة، كما تولى الاشراف على الاجتماعات ببن الجيش السوري و»قسد» الكردية، وانتزع منهم قرارا بدخول الجيش السوري الى تل رفعت ومنبج، وهذا ما تحقق وتبعه بيان الجيش السوري بالتصدي للقوات التركية في كل الوسائل الممكنة، ولاقى القرار السوري بالانتشار في منبج وتل رفعت دعما روسيا، ووجهت رسالة الى تركيا عنوانها «عدم السماح بدخول جيشها الى المنطقة»، فتراجعت التهديدات التركية.
وفي موازاة ذلك، لم يقتصر تبادل الرسائل فوق الارض السورية على واشنطن وموسكو، بل طالت ايران والكيان «الاسرائيلي» الذي هدد بقصف احد قصور الرئيس بشار الاسد في دمشق، لعدم قيامه باية خطوة تمنع وصول الاسلحة الايرانية المتطورة الى بلاده، وقد ردت ايران على التهديد «الاسرائيلي» بتهديد اكبر، وتأكيدها على تسوية مقرات رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بالارض، والقيام برد «مزلزل» على أي اعتداء، علما ان ايران وجهت رسائل قاسية ومؤلمة الى كيان العدو مؤخرا في ظل الحرب الامنية التي تمارسها على اسرائيل»، وتقوم الرقابة الصهيونية بحجب المعلومات عن هذه العمليات.
وحسب المصادر، فان التنسيق الروسي – الايراني – السوري – حزب الله في اعلى مستوياته في سوريا، وان الروس والايرانيين وجها رسائل قوية لـ «الاسرائيليين» بعد الغارة الجوية على مطار دمشق الدولي بانهما لن يسمحا بتغيير قواعد اللعبة، وقد استخدم الجيش السوري «أس 300 « في التصدي للغارات «الاسرائيلية» الاخيرة، ووجهت موسكو وطهران رسائل قوية للاميركيين والاتراك و»الاسرائيليين» لجهة الالتزام بدعمهما لسوريا على كل الصعد، اما الرهانات على الانشغالات الروسية والايرانية في عدد من الساحات الاخرى على حساب دمشق، يبقى وَهم وسراب.
الديار