الجمعة , نوفمبر 22 2024

ما دلالات وأهمية عودة العلاقات السياسية بين حركة حـمــ..اس وسوريا؟

ما دلالات وأهمية عودة العلاقات السياسية بين حركة حـمــ..اس وسوريا؟

في خضم سعيها لتوحيد جبهة المقاومة، والانخراط سياسيًا مع الدول التي تقف ضد إسرائيل، كشف تقارير إعلامية عن قرار حركة حماس بإعادة العلاقات مع الدولة السورية، بعد انقطاع دام لسنوات طويلة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر داخل حركة حماس باعتزامها استئناف علاقاتها مع سوريا بعد 10 سنوات من المقاطعة، وأكدت المصادر أن القرار اتخذته الحركة بالإجماع، وأن الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قادية عليا لتحقيق ذلك.
وفي ظل غياب التأكيد الرسمي سواء من حركة حماس أو الحكومة السورية، طرح البعض تساؤلات حول إمكانية عودة العلاقات بين الحركة ودمشق، ودلالات هذه الخطوة وأهميتها السياسية والعسكرية.

ولاحقا استؤنفت العلاقات بين حماس وإيران وأشاد مسؤولون من حماس بالجمهورية الإسلامية لمساعدتها في إعادة بناء ترسانتها للصواريخ بعيدة المدى في غزة والتي يستخدمونها في قتال إسرائيل.

أهمية استراتيجية
اعتبر مصطفى الصواف، الحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن قرار حماس بالعودة إلى العلاقات مع سوريا تم، ولكن بعد دراسة مطولة لدي الحركة وسبق القرار لقاءات مع الجانب السوري على مستوى معين، وبناء على الدراسة المطولة واللقاءات التي جرت مع الطرف السوري، اتخذت حماس قرارها ببدء التراتيب للعودة إلى الساحة السورية.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، الساحة السورية مهمة لحماس سياسيا ومن ناحية المقاومة سوريا يوجد بها عدد كبير من الفلسطينيين وبها مخيمات فلسطينية، أي أنها إلى جانب العلاقة مع سوريا كجبهة مقاومة للمحتل توجد بها قاعدة شعبية فلسطينية حماس بحاجة لها وهي بحاجة لحماس.

ويرى أن “القطيعة التي استمرت أو الخروج الآمن من سوريا كان بهدف ابتعاد حماس عن التدخل في الشأن السوري الداخلي بعد ما حدث، وقتها لم تستمع القيادة السورية لنصائح حماس لحل المشاكل وغلبت الحل الأمني والذي أطال أمد الصراع وعادت سوريا اليوم إلى الحوار الذي دعت له حماس منذ البداية” على حد قوله.

وأكد أن سياسة حماس اليوم قائمة على فتح علاقات مع الجميع لقناعة حماس أن وحدة الجبهات ستصب في صالح القضة الفلسطينية، وتخدم مشروع التحرير.
خيار خاطئ
بدوره اعتبر الدكتور أسامة دنورة، الخبير السياسي والاستراتيجي السوري أن التسريبات التي تناولت عودة التواصل المباشر ما بين سوريا وحركة حماس لم يتم تصديقها بشكل رسمي، ومن الممكن أن تكون حقيقة أو خاطئة، وقد تكون في إطار إظهار حسن النوايا الذي قد لا يجد طريقه لاحقًا إلى أرض الواقع.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، “يبدو من المؤكد أن الجسم السياسي والعسكري للحركة بقطاعاته الرئيسية والشعبية يدرك من الأساس خطأ الرهان الذي قادته زمرة سياسية معينة ضمن الحركة، عبر انخراطها في (المشروع القطري – التركي) الموجّه أمريكيا ضد سوريا”.

وتابع: “أثبتت الأحداث أن إعطاء الأولوية للتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، بدلاً من التركيز على محاربة إسرائيل، هو خيار خاطئ على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، فقد ظهر جليا أن الحلفاء الطارئين للقضية الفلسطينية حاولوا استخدام الحركة لتحقيق أجنداتهم السياسية، وأنهم بالمحصلة ليسوا أكثر من (ظواهر صوتية – منبرية) تهدف للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وتحصيل الأثمان ضمن صناديق الاقتراع، كما هو حال أردوغان الذي تحول موقفه تجاه إسرائيل إلى عودة الدفء والتحالف بين الطرفين، في حين حافظ بالمقابل الموقف السوري على ثباته تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي واستراتيجية دعم المقاومة”.

واستطرد: “في ظل هجوم التطبيع الذي انتشر في بعض الدول العربية، وفي ظل الغياب شبه الكامل للحلفاء في الإطار العربي، تبدو استعادة علاقات الحركة مع محور المقاومة بكل أطرافه بمثابة الخيار الأكثر واقعية، لا سيما في ظل التراجع المتوقع للحلفاء الطارئين الذين حاولوا إقناع البسطاء بإمكانية الجمع ما بين التحالف مع الولايات المتحدة والناتو من جهة، والالتزام بتحرير فلسطين من جهة أخرى”.
وكانت الحركة أعلنت دعمها المعارضة السورية إبان ما يسمى “ثورات الربيع العربي”، وهو ما أغضب إيران، التي تحالفهما.