السبت , نوفمبر 16 2024
إخراج السوريين من لبنان

إخراج السوريين من لبنان.. لماذا يُهَدِّد الميقاتي وكيف سيفعلها؟

كيف سيفعلها بصورة محددة ووفقا لأي بروتوكول قانوني رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي؟

حملت الأنباء مساء الاثنين الماضي التصريحات الحادة لرئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي بخصوص علاقة المجتمع الدولي مع لبنان في الجزئية المرتبطة بملف النازحين السوريين وهو ملف سبق ان بحثه بصفة رسمية في العاصمة الاردنية عمان ميقاتي مع نظيره الاردني الدكتور بشر الخصاونة قبل عدّة أيام في إطار السعي لتحصيل دعم الاردن كبلد يماثل لبنان في ملف اللجوء السياسي لخطة حكومة ميقاتي المقبلهطة.

لكن السؤال هو عماذا يتحدث ميقاتي وما هي خطته بصورة محددة عندما يتعلق الامر بالتعاون مع المجتمع الدولي في مسالة اعادة النازحين السوريين؟

ما الذي يقصده ميقاتي في الحديث عن العمل ضمن خطة لاخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية؟ تحدث ميقاتي عن ذلك دون الخوض في التفاصيل مشيرا لتطبيق القوانين اللبنانية بحزم وطبعا أطلق هذه التصريحات وهو يرعى حفل اطلاق خطة لبنان في الاستجابة للأزمة عام 2022 و بوجود عدد من السفراء الفاعلين والرموز السياسية في المعادلة اللبنانية.

غرقت صالونات لبنان بعد ذلك ومعها أوساط سياسية في عدة عواصم عربية في محاولة لتفسير ما الذي قصده ميقاتي في ذلك السياق لكن اغلب التقدير ان ميقاتي يلعب بصورة او بصيغة حادة بورقة سياسية دبلوماسية هذه المرة ويقرر ويقدر بان حكومته تريد ان تحقق هدفا ما في مسالة اللجوء السوري الان في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية وحتى السياسية والامنية والتحديات الخطيرة التي يعيشها لبنان والتي وصفها الميقاتي عندما تحدث لنخبة مثقفين اردنيين مؤخرا في عمان بانها تحديات معقدة وصعبة لكنها ليست مستحيلة.

مصادر مقربة من ميقاتي اشارت الى انه طرح بقوة وحزم مسالة اخراج السوريين من لبنان بموجب تطبيق بروتوكولات قانونية محلية لبنانية هي جزء من خطة اعمق وابعد في اعادة طرح ملف اللجوء السوري على طاولة المجتمع الدولي هذه المرة على امل تحصيل دعم للجمهورية اللبنانية اقتصاديا وسياسيا ولفت الانتباه مجددا إلى معاناة الاقتصاد اللبناني.

نقل عن ميقاتي قوله عمليا بأن في لبنان اليوم 150 ألف طفل سوري ولدوا في الأراضي اللبنانية والحديث عن جيلين من اللاجئين السوريين احدهم ولد في لبنان تماما خلال الاحد عشر عاما الماضية والثاني نشا وتكون وأصبح شابا في النزوح اللبناني وبالتالي الحديث ليس عن اخراج السوريين على شكل مجموعات فعلا بالقوة وتحريكهم وبدون ترتيبات مع الدولة السورية أو مع غيرها الى داخل الاراضي اللبنانية لان ميقاتي كان واضحا وصريحا وهو يتحدّث مع الخصاونة في البحث عن سؤال مشترك إلى أي مكان سيعود اصلا.

اللاجىء السوري سواء في الاردن أو لبنان وعلى أي اساس وضمن اي نطاق للخدمات سيقدم له وفي رعاية من بصورة محددة؟

هذا السؤال يعني بأن طرح ميقاتي الجديد ليس اكثر من مناورة سياسية لكنها حازمة هذه المرة علما بأن الحكومة اللبنانية فكّرت بمبادرات لتحريك مجموعات من اللاجئين.

السوريين النازحين على الطريقة التركية باتجاه قبرص في الماضي وهو تهديد من المرجح ان لوح به ميقاتي ايضا بين الحين والآخر على أمل لفت نظر الدول الاوروبية إلى أن أزمة اللجوء السوري تفاقم وبشدة وفي ظل تعقيدات معيشية كبيرة الازمة الاقتصادية والمعيشية والامنية في لبنان.

باختصارٍ وحسب مصادر مقربة جدا من حكومة لبنان المؤقتة ما يقصده ميقاتي من مناورته الجديدة هو حصرا دفع الدول الاوروبية مجددا هو الشعور بالخطر وبان حاله الياس والمخاطر الاقتصادية والامنية والمعيشية اللبنانية قد تدفع الحكومة المؤقتة واركان المعادلة اللبنانية الداخلية باتجاه عمليات تحريك على الأرض وفي البحر لمجموعات من النازحين السوريين الامر الذي سيؤدي الى ازمة على البحر المتوسط تنشغل فيها اوروبا وفقا للسيناريو التركي وبالتالي حديث ميقاتي ينطوي علي تهديد مباشر ورغبة في الجلوس مجددا على الطاولة وإن كان يتحدّث المستشارون والوزراء المقربون منه عن وجود خطة محكمة لديه لتحصيل دعم مالي مناسب لتعويض الدولة اللبنانية عن الخدمات التي تقدمها للنازحين السوريين في الحد الادنى بمعنى الهدف من التصريحات الحادة الاخيرة رفع سقف التفاوض وتحديد اهداف ثم الحصول على اهداف اقل وتلك مناورة يحاول الميقاتي بنفس الوقت طرحها للبقاء في مستوى الاشتباك مع اللعبة السياسية الداخلية اللبنانية أيضا.

راي اليوم

اقرأ أيضا: الأهالي يكسرون حاجز الخوف ويرفعون العلم السوري في ريفي ديرالزور الشرقي والشمالي