الجمعة , نوفمبر 22 2024
البرمجيات السورية تكسر الحصار وتواصل تدفقها نحو أسواق أوروبا والخليج

البرمجيات السورية تكسر الحصار وتواصل تدفقها نحو أسواق أوروبا والخليج

البرمجيات السورية تكسر الحصار وتواصل تدفقها نحو أسواق أوروبا والخليج

كما غيرها، تعاني صناعة البرمجيات في سوريا من انعكاسات الحصار الغربي الخانق على البلاد، إلا أن طبيعتها الرقمية جعلت قدرتها على اختراقه أكثر مرونة من غيرها.

قبل أيام شاركت عشرات الشركات البرمجية السورية في معرض المعلومات والاتصالات “هايتك” الذي استضافته مدينة المعارض الجديدة بالعاصمة السورية دمشق، فيما تناول ملتقى “هايتك” العلمي المرافق، سلسلة من النقاشات حول تحديات هذه الصناعة على الصعيد الوطني في ظل الحصار الغربي، وموقعها محلياً في اقتصاد الظل، والفرص التي تكرسها للمساهمة في دعم الناتج المحلي، إلى جانب محاور أخرى ذات علاقة بالتحول نحو اقتصاد المعرفة والمتاجر الإلكترونية وغيرها.

165 شركة برمجيات في سوريا

نفى محمود إلياس، مدير مشروع الاعتمادية السورية في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، في تصريح لـ “سبوتنيك” وجود بيانات دقيقة حول صناعة البرمجيات في سوريا، مستدركا: لكننا حين بدأنا بمشروع الاعتمادية كان لدينا 15 شركة كبيرة تضم كل منها أكثر من عشرين شخصاً يعملون في مجال تطوير البرمجيات، ولدينا 150 شركة متوسطة وصغيرة، وهي منتشرة بشكل رئيسي في العاصمة دمشق وفي مدن حلب واللاذقية وطرطوس وحمص، ورغم المشاكل التي تواجهنا ما زالت الشركات البرمجية السورية قادرة على التصدير وهي تعمل مع شركات أوروبية وخليجية، وخلال الأزمة تم تطوير مجموعة من البرمجيات التي تستطيع منافسة الشركات الكبيرة في العالم والتي لها علاقة بالبيع الإلكتروني وعالم المال”.

وأردف: “نواجه مشكلة استنزاف الخبرات فلدينا طاقات هائلة وكبيرة من الشباب لكن لا نستطيع الاستفادة منها في سوقنا المحلية، وهؤلاء يعملون بشكل إفرادي free lancer مع شركات في الخارج أو هاجروا للعمل في دول أخرى، ولذلك نحاول جذبهم”.

طلب عربي وأجنبي على البرمجيات السورية

وقال عبد الرزاق بركات، وهو مهندس يعمل في مجال تأسيس المشاريع البرمجية والدراسات والاستشارات، لـ”سبوتنيك”: “لدينا جانب جيد في سوق تصدير البرمجيات فكثير من التعاقدات تتم داخل سورية وليس هناك عملية تصدير رسمي للمنتجات البرمجية بسبب عدم وجود أشكال قانونية ناظمة لهذه العملية حتى الآن”.

وحول تجربته في هذه المجال قال: “أكثر الدول التي تطلب برمجيات من سوريا هي دول الخليج بشكل عام والمحيط العربي ودول أوروبية بنسب أقل فهي تفضل أن تتعامل مع free lancer الذين يعملون ضمن سورية بشكل إفرادي بشكل أكبر من شركات تقوم بتصميم وتصدير المنتجات البرمجية”.

وحول مستوى المبرمجين السوريين قال بركات: “المبرمج السوري شخص قادر على الدخول في أي مجال برمجي ويتعلمه بسرعة” وعندما يتوفر فرصة لدخول سوق معينة وبتقنية جديدة يمكن له خلال عشرة أيام -إذا كان محترفاً- أن يتقن الخطوة اللاحقة وهذه تعتبر ميزة مهمة في المبرمجين السوريين، ونحن نرى أن فرق العمل التي تعمل على الأرض كيف تتعلم لغات البرمجة الجديدة والدخول إلى الأسواق الخارجية والمنافسة فيها بقوة”.

فرعون: فرصة للاستحصال على موارد الاقتصاد الرقمي

وشهد المعرض إطلاق المكتب الإقليمي للتجارة الإلكترونية في سوريا والذي يأتي في سياق توجه سوريا نحو التحول الرقمي ولفتح آفاق لتسويق المنتجات البرمجية إلى أبعد من السوق المحلية السورية.
وأوضح السيد محمد فرعون، رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية، لـ “سبوتنيك” أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدان العربية.

وقال: “سنقوم بإطلاق المكتب الإقليمي وسيكون هناك خطة سنعلن عنها خلال الأسابيع المقبلة حيث سيتم بموجبها عرض الخطط التي ستنعكس إيجاباً على سوريا.

هلال: صناعة البرمجيات إحدى أدوات كسر الحصار

في هذا الشأن لفت علاء هلال مدير عام المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات (الجهة المنظمة للمعرض) في تصريح خاص لـ”سبوتنيك” إلى أن “صناعة البرمجيات في سوريا هي إحدى الأدوات بأيدي الخبراء والأكاديميين السوريين والشركات السورية الناشئة في هذا المجال لكسر الحصار وتصدير منتج برمجي سوري خارج الحدود” مضيفاً أن “فرصة افتتاح المكتب الإقليمي هي فرصة مهمة لهذه الشركات ويشكل نافذة عربية ويمكن الركون من خلالها إلى مشروعية الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية في كل الوطن العربي لتحويل التطبيقات والمشاريع السورية إلى تطبيقات عربية فبدلاً من تقديم هذه الخدمة في السوق السورية فقط يصبح بالإمكان تقديمها في البلدان العربية، أعتقد أن هذا هو المكسب الحقيقي لافتتاح المكتب الإقليمي في سوريا ويمكن للشركات السورية أن تستفيد من هذا البعد العربي حتى تتحول إلى سوق أكبر بكثير من السوق المحلية وتتمكن من تجاوز الحصار والعقوبات”.

وحول دور هذا النوع من الأعمال في الحد من هجرة الكفاءات السورية والمبرمجين السوريين، قال هلال: “تنظيم هذا القطاع مهم جداً لأنه يستوعب عدداً كبيراً من الشباب، ويؤمن لهم فرص عمل ويفتح أمامهم آفاقاً جديدة ويحولهم إلى خالقي فرص ويمثل اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد واهتمام الدولة بإصدار اللوائح والتشريعات لمواكبة هذا النشاط مهمة جداً لأن أكثر مجال يحقق فرصاً للشباب والخريجين”.

مطورون ومبرمجون أكفاء

بدوره قال ميشيل إلياس من شركة (APPS) نائب المدير العام ومدير أنظمة الشركة الأنظمة المالية والإدارية وأنظمة إدارة الموارد البشرية لـ”سبوتنيك”: “منتجنا الأساسي هو نظام إدارة موارد نقوم بتقديمه في سوريا وهو نظام يناسب السوق السورية من ناحية كونه مفتوح المصدر، وليس عليه عقوبات ومناسب للشركات السورية بحجمها المتوسط والصغير من حيث الكلفة، ونقدم أيضاً حلولاً لأمن المعلومات وتطوير تطبيقات الموبايل وتطوير مواقع الإنترنت”.

وأضاف إلياس: “في سوريا مهندسون ومطورون ومبرمجون أكفاء جداً، وإذا وجدنا طريقة لاستثمارهم بشكل جيد نبني من خلالهم منتجات تساهم بتحول سوريا إلى اقتصاد المعرفة عن طريق تصدير البرمجيات إلى الخارج، وقد بدأنا مؤخراً في هذا المجال ونقوم حالياً بتقديم الخدمات للخارج وبدأنا بمشروع مع شركة كبيرة في دبي تعنى بتجارة وصيانة الموبايلات، وخطونا الخطوة الأولى في هذا المجال”.

نصدّر البرمجيات.. والخبرات أيضاً

من جانبه قال خليل باظة المدير العام لشركة (DBTechnologies) في تصريح لـ “سبوتنيك”: “توجهنا في الشركة لتقديم البرمجيات كخدمة (SAAS)، فبدلاً من أن يقوم الزبون بشرائها يمكنه دفع أجار شهري لاستخدام هذه البرمجيات بحسب عدد المستخدمين، ونحن نعتبر أن هذه الانطلاقة مهمة وسوف تساعد على ظهور شركات كثيرة في سوريا بشكل سريع”.

وحول واقع تصدير المنتجات البرمجية السورية للخارج، قال باظة: “هناك الكثير من شركات تطوير البرمجيات التي تبيع في الخارج، فعملياً نحن نصدّر برمجيات، وهناك نوع ثان من التصدير وهو تصدير الخبرات، فهناك عدد كبير من المبرمجين المقيمين في سوريا يعملون بشكل فردي أو في شركات يعملون مع شركات في الخارج سواء في دول الخليج العربي أو في دول أوروبا وكندا وأي مكان في العالم”.

وأكد باظة أن “سوريا، ومنذ سنوات طويلة، تصدر برمجيات سواء على شكل منتجات جاهزة تباع في أسواق عالمية أو بشكل خبرات يقدمها مبرمجون يعملون لصالح شركات مقيمة خارج سوريا”.

سبوتنيك

اقرأ ايضاً:سوريا تستلم 100 باص من الصين (صور)