مسؤولون لا يفون بوعودهم.. عودة 90 عائلة إلى منطقة الحجر الأسود بلا أدنى مقومات..!.
لسان حال العائدين إلى الحجر الأسود يقول «شو يلي رماك على المُر، قال يلي أمر منه»، فلا ماء ولا كهرباء ولا مدارس ولا مراكز صحية ولا مواصلات والأنقاض ما زالت.
ويقول أبناء الحجر الأسود إن الإيجارات المرهقة والكبيرة هي التي دفعتهم للعودة إلى منازلهم، حيث كانوا يأملون بتوفير أدنى مقومات الخدمات ولكنهم صدموا بالواقع ووعود المسؤولين التي ذهبت أدراج الرياح، في ظل غياب الإمكانات عن مجلس المدينة والذي لا حيلة له، إضافة لارتفاع تكاليف إعادة ترميم المنازل من إسمنت ومواد بناء وغيرها، الأمر الذي دفع الكثيرين للإحجام عن العودة إلى الحجر الأسود.
رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود خالد خميس بين عودة 90 عائلة للاستقرار بالمدينة والسكن في منازلها بعد حصولها على الموافقات اللازمة، منوهاً بأن عدد العائلات التي سجلت للعودة إلى المدينة نحو 2010 عائلات، على حين أن عدد العائلات التي حصلت على الموافقات اللازمة 730 عائلة وباقي الموافقات ترد تباعاً مع استكمال تجهيز البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية كافة للمواطنين.
وأشار إلى أن مجلس المدينة بدأ بمنح إذن ترميم للأهالي من أجل ترميم منازلهم وإصلاحها، حيث تم منح 190 إذن ترميم، ولكن ارتفاع أسعار مواد البناء يعوق عودة الأهالي.
وأشار خميس إلى أن عدد مدارس مدينة الحجر الأسود 34 مدرسة منها 8 لتربية ريف دمشق و26 مدرسة لتربية القنيطرة، وحتى تاريخه لم تتم صيانة أو إعادة ترميم أي مدرسة من مدارس المدينة.
ولفت إلى أن منظمة الإسعاف الأولي أبدت رغبتها بترميم مدرسة الحجر الأسود الثالثة بحي الثورة، كما ستقوم اليونسيف بترميم مدرسة وكذلك منظمة «أدرا» ستقوم بترميم مدرستين وجميع المدارس تابعة لتربية ريف دمشق.
وأوضح رئيس مجلس المدينة أن المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها قامت بتجهيز بئرين وبناء المناهل وتركيب خزان ماء بالقرب من المناهل مع عدة حنفيات، وبسبب غياب الكهرباء فإن الأهالي يعانون نقص المياه، منوهاً بأن منظمة ادرا ستقوم بتركيب منظومة طاقة شمسية للمنهلين، كما ستقوم بترحيل الأنقاض التي يعاني منها السكان.. ولفت خميس إلى أن نسبة ترحيل الأنقاض والأتربة والردميات من شوارع المدينة الرئيسية تجاوزت 90 بالمئة ومن الشوارع الفرعية بأحياء الثورة وتشرين والجولان الجنوبي والجولان الشمالي والاستقلال بنسبة 60 بالمئة تقريباً بوساطة آليات مديرية الخدمات الفنية بمحافظة ريف دمشق وآليات مديرية النفايات الصلبة في محافظة القنيطرة، منوهاً بأن العمل ما زال جارياً بترحيل الأنقاض والأتربة.
وأضاف: سيتم البدء بترحيل الأبنية الآيلة للسقوط والساقطة والأبنية المهدمة التي تغلق الشوارع الفرعية وتعوق حركة المرور، كما أنه تم إنجاز جزء من البنى التحتية ولاسيما الصرف الصحي حيث تم تنفيذ مشروع صيانة واستبدال خط الصرف الصحي القادم من مدينة دمشق والمار بمدينة الحجر الأسود باتجاه محطة ضخ اليرموك بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولي، كما قام مجلس المدينة بصيانة خط الصرف الصحي وتنظيف الريكارات داخل المدينة بحي الثورة الشارع الرئيسي، إضافة إلى تنظيف الريكارات بالشارع الرئيسي بحي تشرين، كما أنه يتم العمل حالياً على مشروع للصرف الصحي بحي الثورة وتشرين مع المنظمات الدولية.
وأفاد خميس أنه تم تركيب أعمدة لإنارة الشوارع الرئيسة بالطاقة الشمسية وعددها 40 وموزعة بشكل يغطي المناطق المسموح العودة إليها 19 عموداً على أتوستراد الحجر و13 بحي الثورة و8 بحي تشرين، مؤكداً أنه لم يتم تركيب أي مراكز تحويل كهربائي بالمدينة كما وعدت بذلك شركة الكهرباء والسبب عدم وجود مواد بالشركة، كاشفاً عن تجهيز المخارج من محطة ميدان 2 حوش بلاش، وإعادة تأهيل مخرج توتر متوسط من محطة ميدان 2 وتنفيذ وتركيب شبكات هوائية توتر متوسط ونصب أبراج لمد الشبكة عليها، ولكن لم يتم تنفيذ الشبكات.
تربية القنيطرة أكدت عدم تخصيصها بأي مبالغ مالية أو اعتمادات من موازنة إعادة الإعمار لتأهيل مدارس الحجر الأسود، والمنظمات الدولية ترغب في العمل على أرض المحافظة ولا يمكن إلزامها بالعمل بتجمعات دمشق أو ريفها، كما أن اجتماع الخريطة المدرسية الأخير لم يقر إعادة تأهيل أي مدرسة بمنطقة الحجر الأسود على الموازنة الاستثمارية سواء في خطة المديرية لعامي 2022 أو 2023.
وكان محافظ ريف دمشق معتز أبو النصر جمران حدد مهلة خمسة أيام لكي يتم تركيب المحولات وتعمل المناهل وتعبئة الخزانات بالمياه لكي يعود الناس، خلال جلسة اليوم الثاني من جلسات مجلس المحافظة في دورته الأخيرة في 30 الشهر الفائت!
الوطن