سيدة فاقت عبقرية ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينغ.. ما هي أعلى نسبة ذكاء مسجلة على الإطلاق؟
ما مستوى ذكائك؟ إذا كان يتراوح بين 85 و115 نقطة فهذا يعني أن ذكاءك موافق لغالبية الناس، لكن إذا تجاوزت 130 نقطة، فهذا دليل على ذكاء استثنائي، لكن متى يمكننا أن نقول على الشخص إنه عبقري أو خارق الذكاء؟ أو للدقة ما هي أعلى نسبة ذكاء مسجلة في
اختبارات الذكاء؟
ما هي أعلى نسبة ذكاء مسجلة على الإطلاق؟
تحقيق أي نسبةٍ أعلى من 160 نقطة ستجعل منك عبقرياً (في ما يتعلق باختبارات الذكاء على الأقل)، لكن هناك من جاوز هذا الرقم بكثير، إذ سجلت الكاتبة الأمريكية ماريلين فوس نسبة ذكاء مذهلة، ووصلت عند 228 نقطة، وأصبحت أعلى شخص يسجل نسبة ذكاء على الإطلاق، وسجلتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
ماريلين فوس.. أذكى شخص على الإطلاق
تجلّت قدرات ماريلين الإدراكية المتطورة منذ سنٍ صغيرة، إذ أظهر أحد اختبارات نسبة الذكاء أن معدلات ذكائها كانت تساوي معدلات ذكاء البالغين وهي في الـ10 من عمرها.
قررت ماريلين استعراض ذكائها المبهر أمام لجنة موسوعة غينيس للأرقام القياسية خلال الثمانينيات، وحققت درجةً في اختبار الذكاء تفوق ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينغ باستخدام اختبارين، اختبار ستانفورد-بينيت للذكاء واختبار ميغا.
أدرجت الموسوعة ماريلين باعتبارها صاحبة أعلى نسبة ذكاء على كوكب الأرض بين عامي 1986 و1989.
صحيح أنه من الصعب إثبات ما إذا كانت ماريلين ستحافظ على لقبها حتى اليوم أم لا؛ لأن الموسوعة ألغت هذه الفئة عام 1990 بحجة أن اختبارات نسبة الذكاء ليست كافيةً لضمان وجود حاملٍ واحد للرقم القياسي.
وحسب شرح موقع Mental Floss الأمريكي، فهذا يعني أن بعض مَن أجروا اختبارات نسبة الذكاء ربما سجلوا درجات أعلى من ماريلين خلال الـ32 عاماً الماضية، لكنهم لن يتمكنوا من سلبها لقبها في غياب اعترافٍ رسمي من طرفٍ ثالث بدرجاتهم.
ماذا عملت ماريلين فوس المتفوقة على ذكاء ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينغ؟
ماريلين هي ابنةٌ لمهاجرين من ألمانيا وإيطاليا إلى الولايات المتحدة، ووُلِدَت في سانت لويس بولاية ميزوري عام 1946، وهي سليلة عائلة بسيطة، إذ كان جدها يعمل في مناجم الفحم.
تجلت مهاراتها في الرياضيات في سن العاشرة، ورغم مهاراتها فيها بجانب العلوم إلا أنها كونت شغفها في الكتابة، وفي فترة المراهقة بدأت تكتب مقالات تحت اسم مستعار في المجلات المحلية، بينما كانت تعمل في متجر والدها، كما أشار تقرير نشر في موقع النسخة الإنجليزية لصحيفة Ti Voyageur الفرنسية.
وعندما حان الوقت للدراسة الجامعية، لم تختر مدرسة Ivy League مثلما يفترض بأذكى الأشخاص في العالم أن يفعلوا، لكنها التحقت بكلية Meramec Community College، ثم درست الفلسفة لاحقاً في جامعة واشنطن في سانت لويس.
ولأن ماريلين لم تختر دراسة الفيزياء الكمية مثل بقية أقرانها العباقرة في اختبارات الذكاء، وركزت شغفها على الكتابة عملت لاحقاً كاتبة أعمدة في صحيفة Parade الأمريكية منذ عام 1986، حيث تدعو القراء لتقديم أحجيات منطقية حتى تتمكن من حلها في عمودها بعنوان Ask Marilyn، وتقدم الاستشارات لصفحة ألغاز Numbrix بالصحيفة منذ عام 2008.
الأذكياء لا يتجهون إلى التخصصات العلمية وحسب!
بينما يوضع المهندسون والأطباء في مكانة نخبوية فكرية عالية؛ لتبحرهم في الكون وجسم الإنسان، إلا أنهم ليسوا أكثر ذكاء من سائر فئات الشعب، كما نرى من تجربة مايلين، وأيضاً هذه كانت نتائج دراسة بريطانية لفريق من العلماء قارنوا النتائج في الاختبارات المعيارية للأداء المعرفي لـ73 جراح أعصاب و329 مهندس طيران مع نتائج 18000 فرد من عامة الناس.
إذ كشفت النتائج، التي نُشرت في دورية The BMJ الطبية البريطانية وسلطت الضوء عليها The Guardian، أن الأشخاص العاديين لا يختلفون كثيراً عن جراحي الدماغ وعلماء الصواريخ.
وعندما يتعلق الأمر بالذكاء الخام، لم تتفوق هذه الفتاة على البقية، وإن أظهرت اختلافات صغيرة مع الأشخاص العاديين، وهي اختلافات تساعد في اختيار المسارات المهنية التي تحقق أقصى استفادة من القدرات العقلية.
وأظهرت النتائج أن أداء علماء الأعصاب كان أفضل قليلاً في أجزاء من الاختبارات التي تقيس سرعة اتخاذ القرار، لكنهم كانوا أبطأ في استعادة الذاكرة.
cمن ناحية أخرى، كان علماء الصواريخ أفضل بشكل عام في التلاعب العقلي، أو تدوير الصور ذهنياً.
وبينما تتطلب جراحة المخ والأعصاب من الجراحين اتخاذ قرارات عالية المخاطر تحت ضغط زمني شديد، يستفيد المهندسون عند تصميم الصواريخ من قدرتهم على تدوير التصاميم ذهنياً وعرضها من زوايا متعددة.
لكن هل تم تطوير هذه المهارات الخاصة بالمهنة أثناء العمل أم أن من يملك هذه القدرات الفطرية ينجذب إلى هذه المهن؟ لم يتمكن الباحثون من تحديد الإجابة.
ما أظهرته هذه الدراسة أن النجاح حتى في أكثر المهن النخبوية سببه مطابقة الفرص مع نقاط القوة المحددة لدماغ الفرد أكثر من الإمكانات الفكرية وغير الموجهة، حسب معدَّة البحث الرئيسية وطالبة الدكتوراه في جراحة المخ والأعصاب بكلية لندن الجامعية إنجا أوشر.
بمعنى أخرى، أنه عند التفكير في المسار الوظيفي الصحيح، لا داعي للقلق بشأن معدل الذكاء بل بالمواهب الشخصية التي ستضيف إلى هذا الاختصاص؛ لأن هناك العديد من أنواع الذكاء المختلفة، والوظيفة المناسبة هي تلك التي تستفيد من أنواع الذكاء المحددة للإنسان والتي سيتفوق فيها عند تلقيه التدريب المناسب.
لكن أوشر أشارت في حديثها لموقع CBC، إلى أن الأطفال غالباً ما يهتمون بالعلوم والرياضيات والتكنولوجيا في سن مبكرة، ولكن مع تقدمهم في السن، يبتعدون عن هذا المجال، خصوصاً الفتيات، وقالت: “أعتقد أن من المهم التشكيك في هذه الصور النمطية لهذا الغرض، لمحاولة تشجيع بعض هذه الفئات المحرومة على مواصلة التفكير في امتهان هذه التخصصات”.
وكما رجل الأعمال الناجح اكتشف جيف بيزوس وغيره من الباحثين الأكاديميين، فإن النجاح لا يعتمد على أن يكون الإنسان عبقرياً شاملاً، بل أن يكون شديد الوضوح بشأن نقاط قوته وضعفه.