على الرغم من توفر وسهولة الوصول للمنتجات الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن في عصرنا الحالي، لا سيما في الدول المتقدمة، إلا أن نتائج اختبارات طبية كشفت أن ما يقرب من نصف عدد السكان البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية لا يحصلون على الكميات اليومية الكافية من فيتامين سي عبر أنظمتهم الغذائية.
وبحسب موقع ”مايند بودي جرين“، فإن نتائج اختبارات دم أوضحت أن 42% من الأمريكيين البالغين يعانون من نقص فيتامين سي؛ وهو ما يعتبره الخبراء بمثابة مشكلة صامتة تواجه الجسم.
ويقول ألكسندر ميشيلز، منسق البحوث السريرية في معهد لينوس بولينغ بجامعة ولاية أوريغون، إن ”نقص فيتامين سي في الأساس مشكلة صامتة تواجه الجسم“.
وتابع: ”إذا كنت لا تحصل على المستويات الموصى بها من فيتامين سي في نظامك الغذائي، فإن ذلك يضعف الدفاعات المضادة للأكسدة – وهي مشكلة تظهر بدون علامات واضحة أو فورية“.
أهمية فيتامين سي
يعد فيتامين سي عنصرا غذائيا أساسيا مهما للغاية في عدد من الوظائف الفسيولوجية، ولعل أبرزها هي قدرتها على البحث عن الشوارد الحرة (تسمى أيضا الجذور الحرة) والحفاظ على توازن الإجهاد التأكسدي (عملية حيوية تحمي خلاياك بشكل يومي).
والجذور الحرة عبارة عن إلكترونات منفردة وحرة تدور في فضاء غلاف الذرة أو الجزيء، وهذه الجزيئات تساهم في ربط الذرات مع بعضها حيث تنجذب إلى بعضها فتتجاذب الذرات أيضًا.
وعند انقسام جزيئات الأوكسجين تصبح منفردة وتتحوّل بدورها إلى جذور حرّة غير مستقرة وتبحث لنفسها عن جزيئات أخرى تترابط معها، وتسمّى عملية البحث هذه الإجهاد التأكسدي.
وتكمن خطورة الإجهاد التأكسدي في أن تصل ذرات الأوكسجين الحرة إلى المادة الوراثية الموجودة في الخلايا (DNA) فتؤثّر على مبناها وتحدِث طفرة في الخلية لتتحوّل بدورها لخلايا مريضة أو خلايا خبيثة سرطانية يمكن أن تنمو وتزداد.
وإضافة إلى نشاطه المضاد للأكسدة، يساعد فيتامين سي في إنتاج الكولاجين، الذي يعزز صحة المفاصل والجلد، على سبيل المثال لا الحصر، نظرًا لأن الكولاجين موجود في كل مكان في جسم الإنسان.
كما يدعم الكولاجين الوظيفة الإدراكية، ويساعد على حماية العينين من الإجهاد التأكسدي الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.
ويشير، ميشيلز، إلى أن انخفاض تناول فيتامين سي يمكن أن يؤثر على عمل جهاز المناعة بشكل سليم، بل ويؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.
مقدار فيتامين سي للجسم يوميا
وتقول خبيرة التغذية البروفيسور آشلي جوردان فيريرا: ”لا نقول فقط إن فيتامين سي مهم للجسم ولكن نقول إنه أساسي، ويعني ذلك أنه يجب الحصول على فيتامين سي خارج النظام الغذائي والمكملات الغذائية“.
وتضيف أن الكثيرين يغفلون عن الحصول على المقدار اللازم من فيتامين سي خلال مدخولهم الغذائي اليومي، رغم كونه أمرا أساسيا لا غنى عنه للجسم، ويحمي من الكثير من الأمراض.
ووفقا للأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، فإن المقدار الغذائي اليومي الموصى به من فيتامين سي للأشخاص هو 90 مللي غرام للرجال و75 مللي غرام للنساء.
ويحتاج بعض الأفراد – مثل النساء الحوامل (85 مللي غرام) والنساء المرضعات (120 مللي غرام) – إلى فيتامين سي إضافي كل يوم، وهذه هي الحدود الدنيا اليومية الأساسية لاكتفاء الجسم من فيتامين سي.
ووفقا لتحليلات أجرتها وزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي البرتقالة الكاملة على 68 مللي غرام من فيتامين سي، وحبة الكيوي الكاملة على 64 مللي غرام، وتحتوي ثمرة الجريب فروت الكاملة على 78.6 مللي غرام.
ويحتاج المدخنون إلى 35 مللي غرام إضافي من فيتامين سي يوميًا، حيث يقول فيريرا: ”هذا، لسوء الحظ، لأن التدخين يقلل من مستويات فيتامين سي في الدم وخلايا الدم البيضاء، سبب آخر للتفكير بشدة في الإقلاع عن التدخين“.
ولحسن الحظ فإن فيتامين سي هو قابل للذوبان في الماء، مما يعني أن كليتيك تنظمان كمية فيتامين سي اللازمة في الدم من خلال عملية تسمى الامتصاص الكلوي، وما هو غير ضروري يتم إفرازه عن طريق البول.
ويمكن من خلال الخيارات الغذائية الصحيحة (وبعض الوعي الغذائي بفيتامين سي)، تلبية الاحتياجات الأساسية اليومية للجسم من فيتامين سي، من الفواكه الحمضية مثل البرتقال والكيوي والخضروات.
اقرأ أيضا: علاج البواسير بأكثر من 9 طرق طبيعية وطبية