لا يعني الحصول على ما تريد أنك طفل مدلل؛ بل يمكن أن تكون عاملًا متقِنًا لمهارتك خاصة في مجال العمل عندما تسعى لزيادة دخلك أو تطلب ترقية. ولحسن الحظ، هناك وسائل عديدة وحِيل نفسية تجعل الناس يفعلون ما تريده منهم (ليس بطريقة سامة أو تلاعبية). ويرصد موقع «ليست فيرس» في هذا التقرير الذي أعدَّته باتريشيا ويست أكثر 10 حيل نفسية يستخدمها بعض الأشخاص للتأثير في الآخرين.
1- استخدم لغة الجسد
استهلت الكاتبة تقريرها بالحيلة الأولى وهي لغة الجسد التي تقول عنها إنها يمكن أن تؤثر في كيفية نظرة الآخرين إليك، بل قد تساعد في تغيير آراء المترددين بشأنك. فعلى سبيل المثال، عندما تبدو ضخمًا (اسند ظهرك إلى المقعد وادفع بأحد الكوعين على الجزء الخلفي من أعلى الكرسي)، فسوف يجعل ذلك الآخرين يرونك عظيمًا، وسيفعلون أي شيء تريده. وإذا كنتَ تحضر اجتماعًا مهمًّا للعمل، فتحدث مباشرةً إلى الآخرين ولا تتردد، وكن واثقًا في جسدك وكيفية تحريكه. وستؤثر هذه الإجراءات البسيطة كثيرًا في ثقتك بنفسك وتأثيرك العام في غيرك.
وتضيف الكاتبة أنه إذا كان الآخرون ينظرون إليك بصفتك قائدًا أو رجلًا عظيمًا، فستكون لديهم الرغبة في الاقتداء بك، وهو ما يُعرف بتأثير الحرباء. ويؤدي التأثير النفسي لتأثير الحرباء إلى أن يُقلد الطرف الآخر دون وعي تعبيرات وجهك وسلوكياتك وإيماءاتك، وهذا ما يمنحك القدرة للتأثير فيهم.
2- عليك بصنائع المعروف
تلفت الكاتبة إلى أنه بعد تقديمك معروفًا لأحدهم، فإنه على الأرجح سيحاول أن يرد إليك الجميل، لذلك، تأسر صنائع المعروف قلوب الأشخاص وعقولهم وتؤثر فيهم بقوة لدرجة تجعلهم يفعلون ما تريد. يقول عالم الاجتماع ألفين جولدنر، إنه «لا يمكن لأي مجتمع أن يستمر دون مبدأ المعاملة بالمثل. ويؤكد مبدأ المعاملة بالمثل ضرورة مساعدة هؤلاء الذين ساعدوك، وهذا المبدأ يجعل الناس يشعرون بأنهم مدينون لك بدين ويرغبون في سداده».
3- تفاوض بذكاء
وتضيف الكاتبة أنه أثناء محاولتك التأثير في الناس لكي يفعلوا ما تريد، قدِّم إليهم عرضًا خارجًا عن المألوف. وعندما يرفضون هذا العرض، قدِّم إليهم عرضًا أكثر معقولية. ومن المحتمل جدًّا أن يقبلوا هذا العرض لأنه سيبدو أفضل صفقة تقدمها إليهم، في حين أن هذا العرض هو الذي تريدهم أن يوافقوا عليه في حقيقة الأمر. وعلى سبيل المثال، عندما تتفاوض مع أبنائك المراهقين، أخبرهم أن عليهم إنهاء خمس مهام قبل أن يحصلوا على لعبة «إكس بوكس».
وبطبيعة الحال، ستسمع منهم آهاتٍ وأنينًا تعبيرًا على التذمر، لكنهم قد يعرضون عليك القيام بمهمتين فقط، ووقتها اعرض عليهم القيام بثلاثة مهام، وسيوافقون، وستحصل على العمل الذي أردت منهم أداءه.
4- حيل نفسية للحفاظ على الاتصال البصري
وتوضح الكاتبة أنه في أحيانٍ كثيرة يُطلب منا الحفاظ على التواصل البصري عند التحدث إلى الآخرين، وهو أمر يعني أكثر من كونك تتصرف بأدب، إذ يُمكن أن يؤدي الحفاظ على التواصل البصري إلى زيادة الجاذبية والتفاهم والمصداقية. ولكن تأكد من عدم المبالغة في النظر إلى أحد الأشخاص، وإلا فقد يرونك غريب الأطوار. ويمكن للتواصل البصري أن:
يظهر المصداقية.
ينشئ رابطة قوية.
يعزز الفهم.
يُرسِّخ الاحترام.
يزيد من التعاطف.
يعزز الجاذبية.
وربما يكون الاتصال البصري صعبًا على كثيرٍ من الناس، وخاصة هؤلاء الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو غيرها من الاضطرابات، مثل التوحد، ولكن حتى الاتصال البصري لمدة ثانية أو ثانيتين وبعدها النظر بعيدًا لفترة وجيزة يمكن أن يكون له التأثير نفسه الناتج من الحفاظ على الاتصال البصري. ويمكن لكل شخص تعلم هذه المهارة وممارستها.
5- عنصر الخوف
وتابعت الكاتبة قائلةً إن الأشخاص الذين يعانون من القلق يُعدُّون هم الأنسب لممارسة الحيل النفسية معهم ليفعلوا ما تريده. وتميل العقليات الإدراكية للأشخاص، الذين يعانون من القلق، إلى التفكير في الخطر المحتمل الذي يمكن أن يواجهوه في حالة فشلهم في التصرف. فعلى سبيل المثال، يستخدم مندوبو المبيعات أوهام أن منتجاتهم قد تصبح نادرة بعد ذلك لدفع الناس إلى شراء مزيد منها.
وتتمثل الحيلة النفسية المستخدمة في هذه الحالة أن الناس يرغبون في الحصول على المنتجات كلما أصبحت نادرة. وبالمثل، تُصنِّع الشركات مقدارًا ضئيلًا من المنتجات أو تبيعها بخصومات لدفع عملائها إلى شراء المنتجات قبل انتهاء العرض. وهناك أنواع أخرى من أوهام الندرة التي تستخدمها الشركات، مثل العروض الموسمية، واستخدام العد التنازلي للشحن المجاني، أو أسعار البيع أو الشراء ومحدودية الإنتاج، وغيرها من الحِيل.
6- انتقِ كلماتك
وتشير الكاتبة إلى ما وصفته بقاعدة عامة، من الأفضل أن يتقنها كل الناس، وهي أن تنادي الشخص باسمه بدلًا من قولك «مرحبا، يا». وهذا الأمر يحبَّذ بصفة خاصة إذا كنت تريد شيئًا من شخص ما، إذ إن مجرد مناداتك للشخص باسمه سيجعله ينصت إليك وينتبه لما تريد قوله.
وتضيف الكاتبة أنه في معظم مقرات العمل، يرتدي الموظفون بطاقات تعريفية؛ وعليك الاستفادة منها، ويمكن أن تستخدم اللوحات المكتبية والأسماء على أبواب المكاتب والقوائم على الإنترنت وغيرها لبناء تواصل وارتباط مع الطرف الآخر. وحتى إذا لم تتمكن من بناء علاقة، فإن الشخص الذي استخدمت اسمه للتو سيظن أن هناك رابطًا يربطكما استنادًا إلى حقيقة بسيطة أنك ناديته باسمه. وتعد هذه أداة قوية جدًّا لكنها نادرًا ما تُستخدَم.
7- حماستك تثير حماسة الآخرين
تنوِّه الكاتبة إلى أنه من أجل أن تكون مؤثرًا في الآخرين، يجب أن تكون متحمسًا. اتْلُ آيات الثناء على المهمة التي أُنجِزت، أو امتدح نجاحها في نهاية المطاف. وعندما يرى الآخرون أنك متحمس بشأن أمرٍ ما، فسيكونون متحمسين أيضًا. وخير مثال على ذلك، الآباء والمعلمون الذين يُظهرون الحماسة لإثارة حماسة أبنائهم أو تلاميذهم. ويتقن الآباء جعل أطفالهم ينظفون أسنانهم على أنغام أغنية مختلَقة، (مثل أطفالي يحبون الفرشاة، الفرشاة، فرشاة الأسنان. نظفوا أسنانكم ذات الرائحة الكريهة).
8- اختيار الوقت المناسب
تؤكد الكاتبة أن اختيار الوقت المناسب من اليوم للتحدث مع شخص ما يُعد أمرًا ضروريًّا للتأثير في الناس وجعلهم يفعلون ما تريده. وعندما كنا أطفالًا صغارًا، كنا نعرف متى يكون الوقت مناسبًا لنطلب من والدتنا السماح لنا بالذهاب إلى بيت أصدقائنا المقربين. وبالتأكيد أن تفهم ما الذي أعنيه بكلامي هذا، ويمكن تطبيق الأمر ذاته على حالات أخرى. وحيث إنه ليس على الإنسان توفير الفرص، لكن عليه، بدلًا من ذلك، أن يستغل ما لديه من فرص. وإذا كنتَ تعلم أن زميلك في العمل من المرجَّح أن يأخذ قسطًا من الراحة بعد الغداء، فحدد موعدًا لمقابلته بعد استراحة الغداء، وستجد أنه أكثر استعدادًا للموافقة على أداء مهمة جديدة عندما يكون مسترخيًا ومعدته ممتلئة.
9- تحلَّ بالهدوء
وأفادت الكاتبة أن هناك طريقة يمكن للشخص من خلالها أن يُبلغ الآخرين مراده على نحو أكثر أهمية من المعتاد. إذ إن أهم جوانب إقناع الآخرين يكمن في إيقاع الحديث ونبرة الصوت وسرعته. فعلى سبيل المثال، نجد أن الملك يُصوَّر، في الأفلام والروايات الأدبية، على أنه شخص يتسم بالهدوء والسكينة بصفة عامة. ولم نجد ملكًا يتململ عند إسناد مسألة ما إليه لكي يحسم الجدل بشأنها، كما أننا لم نجدهم يشعرون بالقلق حيال ما يجب فعله بعد ذلك. بل يبدو الملك هادئًا ومحتفظًا برباطة جأشه.
إن الناس ينتبهون عن غير قصد إلى تلك العلامات ويتفاعلون معها بلا وعي. كما أن قدرتك على التحكم في مستوى طريقة حديثك يجعلك تتحكم في الحوار، فإذا كنت تتحدث بسرعة، فهذا ينشئ نوعًا من العجلة والإلحاح، وهذا أمر يُقلل من وضعك، وتُظهر نفسك بذلك تحت رحمة الآخرين. أما إذا تحدثت بهدوء وبصورة منهجية مرتبة، فإن مكانتك ترتفع في أعين الناس خلال الحوار، لأنه يعني أنك ما زلت ممسكًا بزمام الأمور.
10- لا تفترض أن الآخرين يعرفون ما تريد
وتختم الكاتبة مقالها بالحيلة النفسية الأخيرة قائلة: إن كل شخص يمضي يومه عادةً نظير الحصول على شيء ما، سواء كان طعامًا أو مالًا أو جسمًا أكثر صحة وسلامة. لكن عندما تريد شيئًا من شخص آخر، ينبغي لك أن تكون مباشرًا وصريحًا.
كما يجب أن تكون رغباتك واضحة لهذا الشخص ولا تمضي اليوم كله مع الافتراضات. لذلك، عليك الاقتراب من الشخص الذي تريده أن يفعل لك شيئًا ما واعرض مسألتك، وتزود بأي تفاصيل ضرورية لتعزيز أسباب رغبتك في ما أنت على وشك طرحه، ومن ثم اطلب منه ما تريد. وينبغي لك أن تكون محددًا بشأن ما تريده، ولا داعي للغموض، واختصر الكلام. ولتحقيق أفضل النتائج، ضع في حسبانك كل الحيل المذكورة أعلاه عند عرض طلبك، مثل الاتصال البصري والوقت المناسب ووتيرة الخطاب.
ساسة بوست
اقرأ أيضا: أمامك 10 ثوانٍ فقط.. أي من خزانات المياه سيمتلئ أولاً؟