نفذ سكان مدينة منبج شرقي محافظة حلب، بكافة مكوناتهم، اليوم الخميس، إضراباً عاماً احتجاجاً وتنديداً بممارسات قوات “قسد” التي تسيطر على المدينة ونتيجة الفلتان الأمني مطالبين بضرورة تسليم المدينة إلى الجيش العربي السوري لتفادي احتلالها من الجيش التركي والفصائل “التركمانية” الخاضعة لها.
وتسود حالة من التوتر الكبير أجواء منطقة منبج منذ دخول الإضراب حيز التنفيذ، حيث زادت “قسد” الموالية للجيش الأمريكي من عدد مسلحيها على حواجزها العسكرية، وأرسلت تعزيزات كبيرة إلى مدينة منبج، تحسباً لتحول الإضراب إلى حراك شعبي في الشارع، على غرار الحراك الشعبي الذي كانت قد شهدته المدينة قبل عام من الآن، والذي تخللته حينها مواجهات عنيفة بين “قسد” والأهالي، أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر عشائرية ومحلية أن جميع المحال التجارية والعيادات الطبية في الأسواق العامة بمدينة منبج شرقي حلب، نفذوا اليوم الخميس 28 تموز/ يوليو، إضراباً هو الأكبر والأوسع منذ سيطرة “قسد” على المدينة منذ سنوات.
وقالت المصادر إن ناشطين وسكان مدينة منبج دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس الأربعاء، إلى إضراب شامل في منبج، ردّاً على حملات التجنيد التي تنفذها “قسد” والفلتان الأمني وتخوف السكان من عملية عسكرية تركية ضد مدينتهم الاستراتيجية والحدودية.
وأطلق الناشطون الدعوات تحت اسم “إضراب منبج الكرامة”، للتعبير عن حالة الاستياء والغضب الشعبي من ممارسات “قسد” في مدينة منبج، خاصةً مع شنّها حملة تجنيد كبيرة استهدفت عشرات الشبّان.
وأضافت المصادر بأنه تمت الدعوة للإضراب في منبج على صفحات التواصل الاجتماعي، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة ونتيجة الفلتان الأمني وانتشار الجريمة والمخدرات وبسبب حملة التجنيد الإجباري وبسبب غلاء المحروقات وعدم توفرها، مؤكدة نجاح الإضراب وكان الالتزام من جميع السكان بنسبة 100% لأول مرة.
وعزت المصادر العشائرية العربية في منبج التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة “سبوتنيك”، أن نجاح الإضراب بهذا الشكل الكبير يعود بسببه الأول والأهم إلى الانتشار الكبير للجيش العربي السوري وتعزيز مواقعه بالأسلحة الثقيلة في قرى وبلدات الريف الغربي والشرقي والشمالي من منطقة منبج بالتنسيق مع القوات الروسية الصديقة والحليفة.
وأضافت المصادر بأنه رغم الأوضاع السيئة للناس في مدينة منبج وريفها، إلى أنهم مرتاحين من وجود الجيش السوري وتعزيز وتكثيف مواقعه، حيث ازدادت الثقة بالخلاص القريب من “قسد” ومن التهديدات التركية بنفس الوقت، وهذا ما ساعد على نجاح الإضراب الشعبي الكبير الذي يعبر عن هذه الإرادة العامة.
يشار إلى أنّ قوات “قسد” تسيطر على كامل مدينة منبج وريفها، منذ مطلع العام 2016، بعد معارك خاضتها – بدعم جوي من طائرات “التحالف الدولي” المزعوم ضد تنظيم “داعش” بقيادة الجيش الأمريكي، حيث شهدت المدينة بين الحين والآخر إضرابات ضد انتهاكات “قسد”، آخرها ضد سياسة “التجنيد الإجباري” الذي فرضته على شبّان المدينة والفلتان الأمني والمطالبة بتسليم المدينة للجيش السوري.
اقرأ أيضا: “فاينانشال تايمز”: ما المخطط التركي “الكبير” في سوريا؟