الجمعة , نوفمبر 22 2024
كيف يتعامل السوريون مع موجات الحر

كيف يتعامل السوريون مع موجات الحر؟

سيطرت موجة حر غير مسبوقة خلال شهري حزيران وتموز 2022 على معظم بلدان العالم ولاسيما القارة الأوروبية، حيث تجاوزت درجات الحرارة 43 مما تسبب في اندلاع حرائق الغابات وجرت عمليات إجلاء، وبلغ عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة حوالي 4300 وفاة أكثرهم في ألمانيا وإسبانيا والبرتغال.

وتأثرت سوريا بموجات حارة قادمة من الخليج العربي، حيث وصلت الحرارة قبل أيام إلى 44 درجة مع التحذير من موجة قادمة خلال الثلاثة أيام المقبلة حيث تلامس فيها الحرارة 46 درجة.

ونضع بين أيديكم في هذا التقرير أبرز الطرق التي اتبعها السوريون للتحايل على موجات الحر في ظل التقنين الكهربائي المكثف الذي يعيشه المواطن والذي أفقده ميزة التنعم بوسائل التبريد الكهربائية.

أولاً: تغيير نظام الغذاء

عُرف المطبخ السوري بغناه بالأطباق الشهية إلا أن جزء من هذه الأطباق لا تتناسب مع درجات الحرارة العالية لما فيها من بروتين ودسم يساهمان برفع حرارة الجسم.

وقالت سوسن (ربة منزل) في حديثها “شكل ارتفاع الأسعار حافزاً إضافياً لربات المنزل للالتزام بغذاء صحي يتناسب مع حرارة الصيف.”

وأضافت “على الرغم من ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات إلا أن معظمها مازالت في متناول الأُسرة السورية وهو ما جعل أغلب السيدات يتجهن لها لما فيها من فوائد من جهة، ولأن الخضراوات حصراً تُعطي إحساس بالرطوبة وتحفظ السوائل بالجسم من جهة أُخرى”.

ثانياً: الإكثار من السوائل الناجعة

“المي الباردة دوا للصيف” بهذه الكلمات قدم “سامر” طريقته للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة في كلامه لتلفزيون الخبر: “مافي أحسن من المي الباردة بالصيف المي المتلجة ما بتروي وأصلاً مافي كهربا لتلج المي بس عم ندفش شي بنحط بترمسه وشي منغلف القنينة بكياس خيش، متل زمان المهم نشرب مي باردة”.

وتابع سامر “لغينا القهوة والشاي والكولا وكلشي في كافيين من البيت وصار المي والعصير هنن الأساس، من جهة سعرهن صار غالي، ومن جهة ما ناقصو الواحد يضل صحيان بهل جو بس تقنين المياه ما عم يرحمنا حتى بمياه الشرب”.

ثالثاً: تغيير مواعيد الخروج

اعتادت هيئة الأرصاد الجوية والمراكز الصحية على التحذير المستمر من التعرض لأشعة الشمس خلال موجات الحر وهو ما جعل المواطنين يُعدلون مواعيد لقاءاتهم خارج المنزل.

واعتبر وائل في مستهل حديثه أن “الكائن السوري في الصيف يتحول لشخص ليلي تفادياً للتعرض لحرارة الشمس صباحاً خصوصاً في فترات الذروة”.

وأضاف “صبحت جميع مشاويرنا تُقام بعد غياب الشمس حتى لقاءات العمل نُقيمها ليلاً إذا كان هناك إمكانية لذلك لكن تبقى المعضلة هي في غياب وسائط النقل العامة التي يندر تأمينها صباحاً ويستحيل ليلاً ما جعل مشروع الخروج لأي موعد سواء صباحاً أو مساءً صيفاً أو شتاءً يحتاج لتخطيط مُسبق”.

رابعاً: النوم

تقل ساعات النوم في فصل الصيف قياساً على الشتاء نظراً لارتفاع الحرارة الكبير ليلاً، وانقطاع الكهرباء في ظل خصوصية الحالة السورية، لذلك يلجأ المواطن لطرق خاصة يحاول من خلالها زيادة عدد ساعات نومه ليلاً.

وشرح أبو وسيم (رب أسرة) لتلفزيون الخبر، عن طرقه للنوم ليلاً ضمن موجات الحر “اعتدت منذ مرحلة الشباب على نوم (القيلولة) ظهراً بعد العودة من العمل، لكن مع ازدياد موجات الحر هذا الصيف قررت إلغاء (القيلولة المقدسة) حتى أصل لموعد النوم مساءً وأنا (فارط منتهي) فصحيح يعز عليّ ترك عادتي لكني لا أرغب بالسهر مع انقطاع الكهرباء والحرارة 40”.

وأكمل أبو وسيم “تضع زوجتي ملاءات سرير خفيفة جداً، وأقوم بارتداء جوارب خفيفة بعد غسلها بالمياه، لأنه كما في الشتاء لا نشعر بالدفئ إلا بتدفئة القدمين كذلك بالصيف لن تشعر بالرطوبة إلا بتبليل القدمين”.

خامساً: اللباس

أوضحت ليلى “أم لثلاث أطفال” في حديثها أنها تولي اهتماماً خاصاً بملابس أطفالها خلال موجات الحر “الأطفال مُعرضون للمرض عند ارتفاع الحرارة أكثر من غيرهم والطفل مهما قمت بمنعه عن الخروج في فترات الذروة”.

وأضافت “من الممكن أن يتحايل عليك ويخرج سراً لذلك أُلبس أطفالي ملابس فضفاضة وخفيفة إضافة للملابس القصيرة مع حظر الخروج في الليل أو النهار دون قبعة رأس”.

وتابعت “أما أنا وزوجي فالملابس الأساسية في هذه الظروف هي العباءة والجلابية، لذلك أحاول اقتناء عباءات نسائية وجلابيات رجالية ذات مظهر جيد لنستطيع الخروج بها للزيارات”.

سادساً: الكهرباء البديلة

تأثر قطاع الكهرباء بشكل جوهري بمفاعيل الحرب على سوريا حيث تجاوزت ساعات التقنين العشرين ساعة في بعض المناطق ما يجعل فصل الصيف يمر دون القدرة على التمتع بهواء المراوح أو المكيفات.

وأفاد ناظم (بائع كهربائيات) في سوق الكهرباء بدمشق لتلفزيون الخبر “يزداد الإقبال في فصل الصيف على المراوح التي تعمل على البطاريات على الرغم من ارتفاع أسعارها حيث يصل سعر المروحة البدائية المكونة من عامود صغير وشفرات إلى عشرات الآلاف بينما تبلغ أسعار المراوح ذات الماركة المحترمة والاستطاعة الكبيرة إلى أكثر من 300 ألف”.

وتابع ناظم “أما الطرق الأكثر قدرة على تبريد الهواء في فصل الصيف كالطاقة الشمسية والمكيفات (الإنفرتر) فيتجاوز سعرها العشرة مليون ليرة لذلك الإقبال عليها يبقى محدوداً ولمن استطاع إليها سبيلاً”.

نصائح طبية

قدم طبيب الصحة العامة عباس زنداقي عدة نصائح لتفادي التأثر بموجات الحرقائلاً “يجب عدم التعرض للشمس المباشرة تحت أي بند، ويجب أن يكون اللباس من القطن ويغطي اليدين ويتم ارتداء أغطية رأس بيضاء”.

وأضاف “كذلك شرب كمية كبيرة من المياه وتناول الكثير من الخضراوات، وخفض المجهود البدني قدر الإمكان وعدم تشغيل المكيفات بشكل مستمر”.

وتابع “زنداقي” أنه “يجب فتح النوافذ والستائر في الليل وحتى الصباح الباكر وعدم ترك الرضع والأطفال والمرضى في أماكن مُغلقة كالسيارات، ويجب الاهتمام بشكل مستمر بكبار السن”.

يذكر أن المتنبئ الجوي حسان جبري بين لتلفزيون الخبر أنه “من المتوقع بلوغ درجات الحرارة 41 في دمشق يوم الجمعة وهذا أعلى من المعدل ب5 درجات أما في الحسكة ودير الزور والبوكمال والرقة تصل لل46.”

وأضاف “في حلب هناك احتمالية لأن تصل ل45 والقنيطرة ستسجل يوم الخميس 38 أي أعلى من المعدل ب8 درجات وفي الساحل لا يوجد تغيرات طفيفة فالحرارة حوالي 33 درجة لكن نتيجة الرطوبة يُشعر بها 41”.

وحذر “جبري” المواطنين “من اشعال الحرائق بالأماكن الحراجية والغابات وترك مخلفات العبوات الزجاجية الفارغة التي تعكس أشعة الشمس وتؤدي لحرق الأعشاب اليابسة، إضافة لضرورة عدم التعرض لأشعة الشمس خلال فترات الذروة، وعدم ترك المواد القابلة للانفجار كعبوات العطر والمواد المعقمة تحت تأثير أشعة الشمس لأن الغاز يتمدد بها وينفجر”.

الخبر

اقرأ أيضا: مقهى سوري يحوز جائزة أفضل مشروع تجاري في بريطانيا