خالد العبود: ماذا يحصل في درعا والسويداء؟!!..
خالد العبود
-ما يحصل في درعا والسويداء هو واحدٌ، ولأهدافٍ محدّدةٍ وواضحةٍ وجليّةٍ، وإنّ اختلفت التفاصيل والحوادث، وبدت الأمور متباعدةً ولا يربطها رابطٌ على الإطلاق!!..
-أحداث درعا تجري بذات السياق، ولذات الأهداف، التي تجري بها، ولها، أحداث السويداء، وهي أحداث مرتبطةٌ بعنوان واحدٍ فقط، وهو: “أمن إsرائيل”!!..
-بعد أحداث “أوkرانيا”، وبفترة وجيزةٍ جدّاً، زار ملك الأردنّ الولايات المتحدة، وعاد سريعاً ليتحدّث عن انسحابٍ روسيٍّ من مناطق في الجنوب السوريّ، وليحذّر من تقدّمٍ إيرانيّ جديد، سيملأ هذا الفراغ الروسيّ!!..
-ولم يكتف الملك الأردنيّ بذلك، وإنّما أضاف بأنّ هذا التقدّم الإيرانيّ سوف يؤثّر على أمن المنطقة، وسوف يهدّد أمن الأردنّ، خاصة وأنّ هناك مجموعات تابعة “للحزب”، تساهم في ترويج المخدّرات وتهريبها!!..
-طبعاً هذا الحديث كلّه كان بطلب (أمريكيٍّ – “إsرائيليٍّ”)، والسؤال لماذا، الجواب هنا واضحٌ جدّاً، وهو يتلخّص بأنّ الضغط (الأمريكيّ – الغربيّ) على روسيا في “أوkرانيا”، جاء بنتائج عكسيّة، عمّا كان يُرتّب له الحلف (الأمريكيّ – الغربيّ – “الإsرائيليّ) هناك، وهو ما كنّا نصرّ عليه منذ مطلع العمليّة العسكريّة الخاصّة لروسيا في “أوkرانيا”، وقبلها أحداث “كازاخستان” أيضاً..
-لم يستطع الحلف (الغربيّ – “الإsرائيليّ”)، أن ينتزع من روسيا موقفاً يناسب ضمانات “أمنيّة إsرائيليّة” في الجنوب السوريّ، من خلال ضغط هذا الحلف على روسيا في “أوkرانيا”، وتحديداً لجهة الطلب من روسيا للحدّ من النفوذ الإيرانيّ في سوريّة، ودفع الرئيس الأسد، للعودة إلى اتفاق فصل القوات في عام 1974م!!..
-لقد كان مطلوباً من ملك الأردنّ أن يلعب هذا الدور، وتصوير “الوجود الإيرانيّ في الجنوب”، على أنّه “وجودٌ” ضارٌّ بأمن الإقليم، بدلاً من تقديم هذا “الوجود”، على أنّه ضارٌّ “بأمن إsرائيل” فقط!!..
-والحقيقة أنّ هذا السيناريو والدور المطلوب من الأردنّ لم يكن وحيداً، فقد رافق ذلك حراكٌ مشتركٌ وواسعٌ، (أمريكيّ – “إsرائيليّ”)، بالتنسيق مع بعض الأنظمة العربيّة، للإعلان عن نسق عسكريّ واحدٍ، دفاعاً عن مصالح أعضاء هذا النسق، في وجه “التهديدات الإقليميّة”، ومنها: “إsرائيل”، وهي إشارةٌ واضحةٌ جدّاً لحلف المقاومة، فيما لو فكّر باستثمار نفوذه في تهديد “أمن إsرائيل”!!..
-في ظلّ هذا المشهد الصاعد الجديد، كان لا بدّ من إعادة إنتاج الفوضى في كلٍّ من محافظتي درعا والسويداء، ومن قبل ذات الأطراف التي دعمت هذه الفوضى في مراحل سابقة، ونعني به الاصطفاف (الغربيّ – “الإsرائيليّ”)، وصولاً إلى منطقة غير آمنة وغير مستقرة!!..
-لم يكن أمام استخبارات أطراف العدوان، إلا إعادة الاشتغال على ذات الأدوات والمجموعات التي حملت السلاح في وجه الدولة السوريّة، في مراحل سابقة، من أجل “إسقاط النظام”، وإحيائها تحت عناوين متنوعة ومتعدّدة، تمنع من خلالها استقرار المنطقة!!..
-باعتبار أنّ هذه الحالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار، سوف تمنع الدولة السوريّة من إمكانية السيطرة الكاملة على هذه الجغرافيا، وصولاً إلى منع حلف المقاومة، من الاستثمار في هذه السيطرة على تلك المناطق، وتحديداً في منعه من تهديد “أمن إsرائيل”، وهو ما تعتقده قوى أطراف العدوان!!..