لأول مرة منذ 10 سنوات… المدفعية التركية تستهدف قرى حدودية تخضع لسيطرة “قسد”
يواصل الجيش التركي والتنظيمات “التركمانية” الموالية له القصف العنيف والمركز على مواقع التنظيمات “الكردية” التابعة للجيش الأمريكي في أرياف محافظتي الحسكة والرقة، حيث استهدف القصف المدفعي التركي قرى ومواقع يتم استهدافها لأول مرة.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا، نقلا عن مصادر محلية بريف الحسكة أن الجيش التركي والفصائل “التركمانية” الخاضعة له قصفوا، اليوم الاثنين، عددا كبيرا من مواقع سيطرة قوات “قسد” التابعة للجيش الأمريكي بدءا من ريفي عين عيسى وتل أبيض شمالي محافظة الرقة، مرورا ببلدتي أبو راسين وتل تمر وصولا إلى الدرباسية وعامودا والقامشلي شمالي وشمال غربي محافظة الحسكة مستهدفين قرى وبلدات على الحدود السورية التركية، تقصف لأول مرة منذ بداية سيطرة “قسد” عليها في نهاية عام 2012.
وبينت المصادر أن القصف التركي جاء ردا على قيام مجموعات من “قسد” باستهداف نقاط تمركز الجيش التركي على الحدود السورية – التركية، ليرد الجيش التركي بقصف مركز استهدف الأنفاق والخنادق والنقاط التي حفرتها قوات “قسد” في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية شمالي محافظة الحسكة، والتي يطالها القصف لأول مرة منذ زمن طويل.
وقالت المصادر إن الجيش التركي قصف أنفاق “قسد” في قريتي (تل جرنك وجطل) غرب الدرباسية، كما استهدف أنفاقا في قرى (خانكي) و(الكرامة) و(تل حمدون) شرق عامودا، وعلى مدخل مدينة الدرباسية الغربي، وأيضا في قرية (تل زيوان) شرقي مدينة القامشلي.
وخلال السنوات الماضية حفرت “قسد” شبكة طويلة من الإنفاق في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، بهدف التغطية على عمليات تهريب العناصر والأسلحة بين البلدين، وكذلك التغطية على تحركاتها داخل الأراضي السورية.
وتابعت المصادر أن الجيش التركي قصف مواقع “قسد” ومنازل المدنيين في قرى الكوزلية وتل اللبن وقبور الغراجنة في ريف بلدة تل تمر الغربي ومركز بلدة أبو راسين شمال غربي الحسكة بالأسلحة الثقيلة، ما تسبب بخروج برج الاتصالات في بلدة أبو راسين عن الخدمة.
وكشفت المصادر المحلية لوكالة “سبوتنيك” عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات “قسد” لم يعرف عددها بالضبط بالإضافة لإصابة أكثر من 3 مدنيين في القصف وتدمير عدد من المنازل مع تسجيل حركة نزوح كبيرة للسكان في القرى الحدودية التي تعرضت للقصف التركي.
إلى ذلك أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، عزم تركيا الربط بين المناطق الآمنة في الشمال السوري قريبا، في إشارة للمناطق “المحررة” الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري” ( الفصائل التركمانية) شمالي سوريا.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، اليوم الاثنين، خلال مشاركته في مؤتمر السفراء الأتراك الـ 13، المنعقد بالعاصمة أنقرة، وفقا لوكالة الأناضول.
وقال أردوغان في هذا الخصوص: “قريبا سنوحد حلقات الحزام الأمني بتطهير المناطق الأخيرة التي يتواجد فيها التنظيم الإرهابي (ب ي د) في سوريا”.
وأضاف أن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب، وأن قرارها بشأن تأسيس منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا عند حدود تركيا الجنوبية، لا يزال قائما.
وشنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية شمال سوريا بالتعاون مع ما يسمى “الجيش الوطني السوري” ضد “قسد” وتنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا)، وهي “درع الفرات وغصن الزيتون” شمال حلب ، و”نبع السلام” شمالي الحسكة والرقة.