انشقاق “أبو الفتح الفرغلي” عن “تحرير الشام”
أسماء وشخصيات عدة تحمل الطابع الجهادي المتطرف كانت منضوية تحت ظل “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، بدأت بترك “الهيئة” تباعا، والانشقاق عنها.
وجميع تلك الانشقاقات كانت بالخفيفة دون إصدار ضجيج لخروجها من تحت كنف “أبو محمد الجولاني” متزعم “هيئة تحرير الشام”، وكان أخر تلك الانشقاقات لمن يعرف باسم “أبو الفتح الفرغلي” أحد أبرز المشرعين في التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب، فمن هو “الفرغلي”، وما علاقة تركيا بذلك؟
انشقاق “أبو الفتح الفرغلي”
قالت مصادر خاصة لموقع “الحل”، إن “المدعو أبو الفتح الفرغلي، الذي يعمل ضمن المجلس الشرعي في هيئة تحرير الشام، ترك عمله بداية الشهر الحالي، دون الإعلان عن توجهه المستقبلي بشكل صريح”.
وأضافت المصادر، أن “المنصب الذي كان يشغله الفرغلي، من المناصب الحساسة في الهيئة، حيث يعتمد عليه في جميع التشريعات القضائية والسياسية والعسكرية، عن طريق المجلس الشرعي العام بتحرير الشام، والذي يقوده من يعرف باسم عبد الرحيم عطون، الشرعي السابق لجبهة النصرة، وعين شرعي للهيئة، بعد إعلان أبو محمد الجولاني فك ارتباطه عن تنظيم القاعدة الإرهابي”.
وبحسب المصادر، فإن “أبو الفتح الفرغلي هو يحيى طاهر الفرغلي، سلفي مصري الجنسية، قدم إلى سوريا عام 2014، وانضم إلى فصيل جبهة النصرة، وكان اليد اليمنى، للجولاني في القضاء على فصائل المعارضة الأخرى”
وأكدت المصادر، أن “الفرغلي لديه أكثر من 300 عنصر تحت امرته، معظمهم من الجهاديين المصريين الذين يقيمون في سوريا، وأبرز تلك الأسماء هو أبو اليقظان المصري”.
“الفرغلي” متهم بالخيانة
المصادر ذاتها كشفت، عن خلافات واسعة بين “أبو الفتح الفرغلي” المصري، و “أبو ماريا القحطاني” العراقي، والمتحدث السياسي باسم “تحرير الشام” مظهر اللويس، منذ منصف العام الحالي 2023.
وأشارت المصادر إلى أن “أسباب الخلافات القائمة بين قادات الصف الأول في تحرير الشام، هي اتهام أبو الفرغلي، بمحاولة تدبير انقلاب على قادات تحرير الشام، حيث جاء الاتهام من قبل أبو ماريا القحطاني، المسؤول الأمني الأول، ومظهر اللويس مسؤول المكتب السياسي، ويعتبر ثالث أبزر شخصيات تحرير الشام”.
ونوهت المصادر، إلى أن “أبو ماريا القحطاني، ومظهر اللويس، طالبا قادات تحرير الشام، باعتقال الفرغلي خلال شهر حزيران، إلا أن الجولاني رفض ذلك، ليكتفي بنقله إلى تشكيل عسكري صغير، ضمن صفوف تحرير الشام، وليعمل بعدها أبو الفتح عن إعلان استقالته بشكل صريح”.
ما علاقة تركيا؟
المصدر ذاته، رجح أن “لتركيا دور كبير في عملية إقصاء الفرغلي من قيادات الصف الأول ضمن تحرير الشام، كونه كان من الشخصيات التي رفضت التوغل التركي في محافظة إدلب قبل أعوام”.
وأكد المصدر، أن “علاقة مظهر اللويس مع المخابرات التركية، علاقة قوية متينة، ويتنقل بين الحين والأخر من سوريا إلى تركيا، للجلوس مع الجانب التركي”.
في 30 مارس/آذار 2020 سرب تسجيل صوتي للشرعي المصري “أبو الفتح الفرغلي”، يتناول فيه مسار دخول الجيش التركيّ إلى إدلب واستحداثه نقاط المراقبة، حيث تضمن التسجيل، أن القرار الشرعي لدخول الأتراك إلى إدلب، جائز في حال لن تتحكم تركيا بقرارات ومفاصل المنطقة”.
الجدير ذكره أن “أبو الفتح الفرغلي”، ليس الأول من الشرعيين الذين أنشقوا عن “هيئة تحرير الشام” منذ إعلانها فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة” الإرهابي، حيث كانت البداية بالقاضي السلفي “أبو القاسم الشامي”.
وكالات