الجمعة , نوفمبر 22 2024

لهذا السبب أردوغان بحاجة الأسد أكثر من أي وقت مضى.. ؟!

لهذا السبب أردوغان بحاجة الأسد أكثر من أي وقت مضى.. ؟!

تكشف الضربات الجوية التركية الأخيرة على النقاط الحدودية السورية والمواقع الكردية إلى جولة أخرى من المواجهات بين “دمشق” و”أنقرة”.
وبحسب موقع “ميدل_ايست_أي” البريطاني، فإن «الأهداف الحقيقية لتركيا هي القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، ولكن بعد محاولات لا حصر لها لحل مشكلة شمال شرق سوريا، يجب على الرئيس رجب_طيب_إردغان أن يدرك أنه لا يستطيع شق طريقه للخروج من هذا المأزق، نظراً لأن أردوغان قد أحدث تغييراً كاملاً بطيئاً ولكن ثابتاً في كل سياساته المتعلقة بأحداث ما يسمى بـ”الربيع العربي”، بما في ذلك التقارب السعودي والإماراتي الأخير، فقد حان الوقت لإعادة ضبط الوضع في سوريا، حيث يُظهر الاجتماع الأخير لوزير الخارجية التركي مولود_جاويش_أوغلو مع نظيره السوري فيصل_مقداد أن أنقرة شرعت في طريق العودة إلى دمشق».
وتابع الموقع، «في حين أن هذا الطريق طويل ومليء بالعقبات الروسية والإيرانية، فإن أردوغان ليس أمامه خيار سوى محاولة إصلاح العلاقات مع دمشق، لكن قد تكون هذه المصالحة مشتركة مع الجوانب العملية لاتفاقية أضنة لعام 1998 أكثر من القواسم المشتركة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان أردوغان والرئيس السوري بشار_الأسد يقضيان عطلة في البحر الأبيض المتوسط. بينما كان أردوغان يناور بمهارة بين الناتو وروسيا بشأن أوكرانيا، فقد واجه مراراً وتكراراً جداراً صلباً في وجه محاولته تحقيق التوازن في سوريا. بدأ الهجوم العسكري التركي المعلن منذ فترة طويلة، ولكن المؤجل، في شمال سوريا يشبه حكاية الشخص الذي يدعي أن شيئاً ما يحدث في حين أن الحقيقة مغايرة لذلك. ويتمثل السبب الرئيسي في أن أي هجوم جديد على الشمال الشرقي لسوريا، والذي يشكل الفناء الخلفي لتركيا، من شأنه أن يخلق مشاكل للوكلاء الأتراك في أماكن أخرى. وبالتالي ليس أمام أردوغان خيار سوى عقد صفقة لحفظ ماء الوجه مع الأسد».
وأضاف الموقع، «في ما يتعلق بأوكرانيا، استفادت تركيا من الحرب، حيث لعب أردوغان ببراعة دبلوماسيته المعتادة القائمة على فرّق تسُد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. لكن في سوريا، كانت الانقسامات هائلة لدرجة أن كل نفوذ كان لتركيا في أي وقت مضى يتضاءل يوماً بعد يوم. لا يمكن لتركيا أن تدعي أنها تحارب تنظيم الدولة، حيث تنظر واشنطن إلى العدو اللدود لتركيا، قوات سوريا الديمقراطية، على أنها البطل الرئيسي في الحرب ضد الإرهــ.اب المــ.تشدد. ولا يمكن لأنقرة أن تدعي أنها تتصرف كمحاور مع دمشق بالطريقة نفسها التي قامت بها منذ أكثر من عقد. ولا يمكن لتركيا أن تقلل من قوة الروس أيضاً. على الرغم من علاقة أنقرة متعددة الأصعدة مع موسكو، فإن بوتين لن يتخلى عن الأسد لصالح أردوغان لأن سوريا كانت الحليف العربي الاستراتيجي لموسكو لأكثر من خمسة عقود، ولعبت حالياً دور المحور الرئيسي لعودة روسيا إلى الشرق الأوسط، وبعد التقارب الأخير بينه وبين وكل من السعودية والإمارات، لا يستطيع أردوغان الادعاء بدعم جماعات الإسلام السياسي، مما تسبب في فقدانه لبعض التقدم الذي أحرزه في عام 2011. في سوريا، كان الروس نشيطين، حيث أطلقوا النار على الطائرات الإسرائيلية بشكل منتظم لمقاومة أي تهديد مباشر لدمشق، في قمة طهران الشهر الماضي، حذرت كل من روسيا وإيران أردوغان من غزو جديد لسوريا، حرب استخبارات إيرانية تركية آخذة في الاتساع، ولن ترغب أنقرة ولا طهران في امتدادها إلى شمال سوريا».
ورأى الموقع أنه «بينما كان أردوغان غير قادر على توحيد المعارضة السورية لتولي الحكومة في دمشق، فإن سياسته تجاه سوريا على مدى العقد الماضي قد وحدت خصومه السياسيين المحليين، مع زعماء المعارضة الذين عارضوا العمليات التركية في سوريا، وقد أدى ذلك إلى حالة من القلق والخلافات الداخلية بشأن تصور استيلاء سوري على تركيا، في حين أنه بات واضحاً الدعم الروسي والأمريكي للتقارب الكردي مع دمشق باعتباره الخيار الأكثر قبولاً، ليس أمام أنقرة خيار سوى المصالحة مع دمشق. يمكن للمعارضة السورية أن تشعر بالراحة مع العلم أنه من المستحيل فعليًا على أردوغان التخلي عنها تمامًا في إدلب، لكن كما أظهر الرئيس التركي من خلال اتصالاته المتجددة مع قادة الشرق الأوسط الذين كانوا موضع ازدراء سابقًا، لا يوجد سبب لعدم قدرته على إصلاح الخلافات مع الأسد، على الرغم من الخطاب القومي والضربات الجوية الأخيرة، فإن الوقت ينفد لدى أردوغان قبل الانتخابات المقبلة لحل العقدة الغوردية المتمثلة بسوريا، من جانبه، يمكن للأسد انتظار انتهاء هذا الأمر – لأنه بعد أن فشلت تركيا مرة أخرى من الخروج من المشكلة الشمالية الشرقية، سيحتاج أردوغان إلى الأسد أكثر مما سيحتاج الأخير لأردوغان».