منذ خمسينيات القرن الفائت، تُوّجت أول ملكة جمال في سوريا، في وقت كانت تشهد فيه سوريا تقدّماً فكرياً وثقافياً عقب ظهور حركات نسوية تدعم حضور المرأة لتفعيل دورها في الحياة العامة، لتتوالى بعدها ظهور ملكات الجمال السوريات اللواتي عاصرن الوحدة بين سوريا ومصر، وتعتبر الفترة ما بين ( 1952 – 1961) الفترة الأكثر احتواء لتلك المسابقات.
ليلى توما 1952
كانت البدايات في عام 1952، حيث حصلت ليلى تبريز توما، على لقب أول ملكة جمال في سوريا، في حفل أقيم بنادي الشرق وسط العاصمة دمشق، بالتزامن مع الموسم الثاني لانتخاب ملكات جمال العالم، والتي بدأت من بريطانيا على يد إيريك مورلي عام 1951.
وتعد ليلى تبريز توما أصغر ملكة جمال في تاريخ الجمهورية العربية السورية، فقد حصلت على اللقب وهي ابنة 18 عاماً حيث كانت تستعد لامتحانات البكالوريا.
وتأهلت توما إلى انتخاب ملكات جمال العالم ممثلة سوريا، لكن أسباباً خاصة منعتها من السفر، وتغيّبت سوريا عن منصة ملكة جمال العالم حتى عام 1965 ، إلى أن عادت ملكة جمال سوريا ريموند دوكو ومثّلت سوريا في مسابقة ملكة جمال العالم في بريطانيا.
بيتشامير ميني 1953
توجت بيتشامير ميني بلقب ملكة جمال سوريا عام 1953 في “نادي الشرق” بالعاصمة دمشق، وهي سورية الأصل من أم يونانية ، وبهذا تكون جمعت بين جمال العرب وحسن الإغريق معاً.
وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة الاثنين والدنيا بعد انتخابها ملكة جمال سوريا عام 1953 ، قالت ميني” طبعاً فإنني عقب تخرجي من الدراسة لازمت المنزل لأساعد والدتي بأعمال المنزل ، وأنا بطبيعتي ست بيت وأحب مكان إلي هو البيت ، ولم أتخلَ عن هذا الحب ، ولك إذا شئتِ أن تستمتعي بمنظر ظريف ، وهو رؤية ملكة جمال سوريا وهي تستبدل صولجان الملك بالمكنسة ووشاح الملوكية بفوط المطبخ وعرش المملكة بجلسة متواضعة أمام طشت الغسيل”.
فريال جلال 1966
حصلت فريال جلال عام 1966 على لقب ملكة جمال سوريا، ثم سافرت ومثّلت سوريا في تصفيات نهائي كأس ملكة جمال العالم في أوروبا، ومن ثم بعدها توقفت المسابقة حتى إشعار آخر في سوريا.
وكانت جلال تعمل مذيعة في التلفزيون العربي السوري.
ملكات جمال محافظات ومهرجانات سورية
ورغم فترات الانقطاع التي كانت تمر على مسابقات الجمال في سوريا عموماً، إلا أنه كان يتم اختيار ملكات جمال على المستوى المحلّي أو على مستوى مهرجانات ومناسبات كفصول السنة ومواسم الإنتاج.
وبين عامي 1955 – 1958 نُظمّت مسابقات في كل من حلب ودمشق، وكانت كل متسابقة تقدّم عدة عروض منها “عروض الربيع والصيف والخريف والصحافة والقطن والحرير” ويبدأ التنافس والتصويت لهن.
وفي هذه الفترة حصدت هيفاء أشرفية 18 عاماً لقب ملكة جمال الصيف عام 1955، وكانت تتابع تعليمها في المرحلة الثانوية.
كما حصدت حسناء وفائي 17 عاماً لقب ملكة جمال الأناقة عام 1956، وملكة جمال القطن عام 1957، وملكة جمال حلب عام 1958، وتركت التعليم حينها لتتفرغ لتعلم العزف على آلة البيانو.
وقالت حسناء في مقابلة لصحيفة “آخر ساعة”، إنها تعتقد أن ملكة جمال الأناقة في العالم بريجيت باردو.
وقيل إنه أُعجب بها أمير من آل سعود والذي أصبح فيما بعد ملكاً على السعودية، وتقدم لخطبتها لكنها رفضته، قائلة أنها مخطوبة لمهندس من عائلة البرازي، وبعد زواجها من الأخير، عرض الملك على زوجها العمل في الرياض بمبلغ كبير ووافق حينها.
وبعد انتقالهم إلى الرياض، وأثناء عمل الزوج، تم اختطاف الزوجة”حسناء” وخادمتها السورية، وحين عودة الزوج إلى المنزل وجد آثار دماء، وعند سؤال الشرطة، قالوا له أن زوجته أصيبت بنزيف دموي وتم نقلها إلى المستشفى لإسعافها فماتت، ومنعوه من رؤية الجثة أو القبر دون التحقق من صحة تلك المعلومات، وأبعدوه إلى دمشق بعد اعتقاله، ورفع دعاوى عديدة لاستعادة زوجته دون فائدة، حسب كتاب “تاريخ آل سعود”.
و تم الاحتفال بمهرجان القطن الأول رسمياً في خريف تشرين الأول عام 1959 بمدينة حلب، حيث اختيرت “ينال” ابنة الفنان الكبير صبحي شعيب ملكة جمال مهرجان القطن السوري الأول.
فيما تم انتخاب منى عبد الأحد 16 عاماً كملكة جمال الصحافة عما 1957، حيث كانت تتابع تعليمها في الثانوية.
وقالت منى لصحيفة “آخر ساعة”، بأنها كانت تحلم أن تعمل في الصحافة ذات يوم، وترقص الروك آند رول، وأنها تحب عبد الوهاب وموسيقى بيتهوفن.
وحصدت ميادة الحلواني لقب ملكة جمال دمشق عام 1961، وقالت بعد فوزها، “أنا من عائلة محافظة، ذلك لم يمنعني من أن أكسب ثقة أهلي، وتركي أنافس على ملكة جمال دمشق، لقد تعلمت الكثير بالرغم من صغر سني، فانا لم أتعد العشرين من عمري بعد، إلا أن القراءة والثقافة بنظري هما الأهم من الجمال والمال، والرجل الحقيقي يبحث عن الفتاة المثقفة والقارئة أكثر من بحثه عن الفتاة الجميلة.
كذلك حصدت الطالبة نانا الرواس 18 عاماً لقب ملكة جمال دمشق عام 1999 في مسابقة أقيمت في إطار أسبوع مهرجان التراث والثقافة، وهي ما زالت طالبة في الثانوية حينها.
وفي عام 1999 حصدت الممثلة السورية روعة ياسين من مواليد 1976 لقب “ملكة جمال البادية السورية”، وهي لا تزال تدرس في الجامعة، حيث تم ترشيحها للمسابقة من قبل أصدقائها منظمي الحفل مع وزارة السياحة، وشارك الفنان المصري عمر الشريف في لجنة التحكيم، ورشّحها للفوز حينها، لتنهال عليها العروض الدرامية وتدخل الفن.
وآخر مسابقات ملكات جمال المحافظات كانت في القامشلي، حيث تم اختيار الشابة عدلة حسن ملكة جمال القامشلي في الـ 16 من الشهر الجاري، منافسةً بذلك 10 شابات وصلن للمرحلة النهائية من تصفيات المسابقة.
وكانت مجموعة نسوية باسم “جميلات روجآفا وسوريا” أعلنت تنظيم حفل لاختيار ملكة جمال القامشلي بحضور لجنة تحكيم مؤلفة من عدد من طبيبات وأطباء التجميل، ويبلغ عدد أعضاء المجموعة 32 ألف امرأة، وسبق أن ترشح عدد من الفتيات للمسابقة على “فيسبوك”.
المصدر: روزنة
اقرأ أيضا: قصة الآثار التي انحسر عنها نهر الفرات في العراق..ستدهشك