في ظل موجة حر شديدة تشهدها سوريا في هذه الفترة، يتوجه عدد كبير من السوريين إلى محافظة اللاذقية الساحلية للاصطياف، خاصة أن الموسم السياحي بات في خواتيمه، والعام الدراسي الجديد مطلع الأسبوع القادم.
بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه القطاع السياحي، وفي مقدمتها التقنين الكهربائي الطويل وعدم توفر المحروقات بالكميات الكافية لتنقل المواطنين بحرية بين المحافظات، بالتوازي مع ارتفاع أجور النقل وغلاء المعيشة، بفعل تداعيات العقوبات الجائرة المفروضة على سوريا، يحاول السوريون قدر الإمكان تدبّر أمرهم للتكيّف مع واقع المعيشة الصعب.
على طول الشريط الساحلي، تتوزّع أماكن الاصطياف بمنتجعات وفنادق فارهة تستحوذ على تصنيف خمس نجوم، ومن ثم تتدرّج انخفاضاً لأربع وثلاث نجوم، بالإضافة للشاليهات وأماكن السياحة الشعبية بمختلف أنواعها. ووفق هذا التوزع تتدرج أسعار الإقامة والتنعّم بجودة الخدمات المقدمة.
الخيارات متعددة، والطريق إلى البحر متاح أمام جميع السوريين الذين يختارون المكان الأنسب لمدخراتهم الشهرية، فهناك من يذهب هو وعائلته إلى البحر، مصطحبين مأكولاتهم ليجلسوا على الرصيف البحري أو الشاطئ غير المأجور، حيث يأكلون ويشربون ويسبحون بحرية من دون أن يدفعوا شيئاً.
ومنهم من يقصد الشواطئ الشعبية المفتوحة ليقضي مع عائلته يوماً كاملاً، حيث تقدم للزبون طاولة مع كراسي حسب عدد أفراد العائلة، مع خدمات الاستفادة من السباحة واستخدام الحمامات والمشالح مقابل أجور رمزية لا تتجاوز 5000 ليرة سورية.
أما من يريد الإقامة بالإضافة للاصطياف والسباحة، خاصة من كان قادماً إلى اللاذقية من المحافظات الأخرى، فإنه يقصد الشاليهات أو المنتجعات، حسب المدّخرات التي تم رصدها لرحلة الاصطياف السنوية.
حتى التقنين الكهربائي الجائر بفعل العقوبات على سوريا، دخل على خط الاصطياف، حيث أصبحت تكلفة الإقامة لليلة واحدة في الشاليه لا تندرج تحت اعتبارات البعد عن البحر، وعما إذا كان الشاليه نسق أول مع إطلالة بحرية أم نسق ثاني، وإنما باتت تندرج تحت اعتبار أهم، وهو إذا كان الزبون يريد التنعّم بالكهرباء من خلال استئجار شاليه مزوّد بألواح طاقة شمسية أو تشغيل مولدة كهربائية، أم أنه يرضى بالإقامة داخل شاليه خاضع للتقنين الكهربائي (خمس ساعات ونصف قطع مقابل نصف ساعة تغذية فقط).
وحسب الطاقة الكهربائية تتدرّج الأسعار التي تبدأ من 300-250 ألف ليرة، لتصل إلى 150 ألف بدون خدمة كهربائية إضافية.
وكما المنتجعات والفنادق المصنفة بالنجوم، هنالك أيضا مصطافون “خمس نجوم” يستطيعون ارتيادها، فالأسعار كاوية وقد تصل لنحو مليون ليرة في منتجعات خمس نجوم بإقامة داخل سويت مجهّز لاستقبال أربعة أشخاص وإطلالة بحرية.
قال مصطافون قادمون من دمشق:
كل شيء تأثر بالعقوبات والحصار، سواء من ناحية الكهرباء وتأمين المحروقات، مضيفين: خططنا منذ بداية الصيف للمجيء إلى اللاذقية، لكن بسبب عدم توفر البنزين لم نستطع القدوم سوى في نهاية الموسم.
فيما أهالٍ من مدينة اللاذقية قالوا: في ظل ارتفاع درجات الخرارة وانقطاع الكهرباء، لا متنفس لدينا سوى التوجه للبحر، مصطحبين شرابنا وطعامنا.
بدوره، قال مدير السياحة في اللاذقية المهندس فادي نظام:
يعد الموسم السياحي الحالي جيداً، رغم أننا كنا نتوقع أن يكون أفضل، وكان عدد السياح مقبولاً.
وعزا نظام السبب وراء تراجع الموسم السياحي للعام الحالي مقارنة بالماضي إلى ظروف الحصار التي أثّرت سلباً على حوامل الطاقة من كهرباء ووقود.
واستدرك نظام: رغم الصعوبات، إلا أن الخدمات المميزة متوفرة بمستوى عالٍ من الجودة مع كوادر بشرية متدربة، في جميع المنشآت السياحية بمختلف سوياتها حسب “النجوم”، بدءاً من الشواطى المفتوخة التابعة لمجالس المدن في اللاذقية، إلى مواقع السياحة الشعبية، وانتهاء بالفنادق والمنتجعات من سوية “نجمتين” إلى “خمس نجوم”، والتي تغطي جميعها معظم أنحاء المحافظة التي تعد عروس الساحل السوري وقبلة السياحة.
ودعا نظام المغتربين والمستثمرين لزيارة اللاذقية والاستثمار فيها لما تتمتع به من نقاط جذب كثيرة، مشيراً إلى القيام مؤخراً بتوقيع عقد استثمار شاطئ جول جمال في مدينة اللاذقية، بين مجلس المدينة وشركة استثمار روسية.
وراى نظام أن الاستثمار في أي مجال وخاصة السياحة، يؤدي إلى زيادة النشاط وفتح الباب أمام استثمارات جديدة، ناهيك عما تحققه من تنافس بين الشركات المستثمرة، بالإضافة لتأمين فرص عمل ورفع مستوى الخدمات لتقديمها بأفضل صورة.
سبوتنيك
اقرأ أيضا: ادلب تتحضر للعودة للوطن