الجمعة , نوفمبر 22 2024
ما هي الفنادق “الحلال”؟ وكيف ازدهرت السياحة “الإسلامية” في دول مثل تركيا وماليزيا؟

ما هي الفنادق “الحلال”؟ وكيف ازدهرت السياحة “الإسلامية” في دول مثل تركيا وماليزيا؟

ما هي الفنادق “الحلال”؟ وكيف ازدهرت السياحة “الإسلامية” في دول مثل تركيا وماليزيا؟

لا تحظر دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا ارتداء البوركيني في المسابح والشواطئ العامة، مع ذلك نجد أن بعض الفنادق الخاصة تحظر هذا النوع من اللباس في المسابح والشواطئ الخاصة بها، بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من النساء المحجبات لا يشعرن بالراحة عند قضاء عطلتهن في الأماكن المختلطة.. من هنا نشأ مفهوم السياحة “الإسلامية” والفنادق “الحلال”، التي توفر بيئة صديقة للمسلمين لقضاء إجازاتهم بشكل مريح، ولا يخالف قيمهم في الوقت ذاته.. فلنتعرف أكثر على هذه الفنادق..

تاريخ الفنادق “الحلال”

تنتشر الفنادق “الحلال” التي توفر بيئة ملائمة للمسلمين بشكل خاص في ماليزيا وإندونيسيا وتركيا، وهي دول سياحية يزورها الكثيرون من مختلف دول العالم.

ويعود تاريخ أول الفنادق “الصديقة” للمسلمين إلى سبعينيات القرن الماضي، وفقاً لعمر تيكين، الأستاذ في قسم السياحة في جامعة أكدنيز، لكن تلك الفنادق تطورت بشكل أكبر خلال التسعينيات وازدهرت بشكل خاص منذ عام 2006، عندما بدأ الشباب المسلمون في الدول المجاورة بالسفر بشكل أكثر استقلالية بهدف السياحة واستكشاف العالم، وقد كانت دول مثل تركيا أحد أبرز خيارات هؤلاء الشباب.

ما يميز الفنادق “الحلال” عن غيرها، هو أنها فنادق تؤمّن بيئة ملائمة للمسلمين، فعلى سبيل المثال لا تقدم ضمن لائحة طعامها لحوم الخنزير كما تمتنع عن تقديم المشروبات الكحولية، وتوفر أماكن خاصة للنساء للسباحة أو الاستجمام باستخدام خدمات مثل الساونا وغيرها.

سوق السياحة الإسلامية

على رغم أن سوق الفنادق “الإسلامية” يزدهر بشكل واسع إلا أن هذه الفنادق لا تزال عاجزة عن تلبية الطلب الكبير عليها؛ ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعارها، وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة إلا أن الفنادق التي تعتمد مبدأ السياحة “الحلال” لا تخلو من السياح طوال الموسم السياحي.

ووفقاً للإحصائيات فإن سوق السياحة الصديقة للمسلمين تمثل 5% فقط من سوق السياحة العالمية.

يقول تيكين: “الأفراد الذين يذهبون في إجازة إلى الفنادق التي تتبنى مفهوم السياحة الإسلامية هم عموماً عائلات كبيرة تتكون من 5-6 أشخاص على الأقل، وينفقون الكثير من المال”. ويتابع: “على الرغم من أن سوق السياحة الإسلامية هو سوق صغير من حيث الكمية، إلا أنه سوق ذو قيمة عالية للغاية من حيث الجودة”.

ومن الملاحظ أن السياحة التي توفر بيئة صديقة للمسلمين في طريقها إلى الازدهار بشكل أكبر. يقول تيكين إن السوق “ستزداد بسرعة في المستقبل القريب” بسبب الزيادة في عدد السكان المسلمين في العالم، فضلاً عن ارتفاع مستواهم المعيشي ودخلهم، وتساهم العنصرية ضدهم كذلك في ارتفاع أسهم السياحة الإسلامية”.

ويضيف: “بعد 11 سبتمبر، نرى أن الإسلاموفوبيا قد انتشرت واستقرت في العديد من البلدان غير الإسلامية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية… تجذب هذه الفنادق الكثير من الاهتمام؛ لأن المسلمين يشعرون بأمان وراحة أكبر هنا. وهي تهدف في المقام الأول إلى ضمان تمتع النساء والأطفال بعطلة سعيدة من خلال توفير المزيد من الفرص. في الواقع، يوفر عدد كبير من هذه الفنادق أيضاً حلولاً صديقة للأطفال. لهذا السبب، لا نرى أنها الخيار المفضل لدى السياح المحافظين فحسب، بل يفضل عدد من السياح العلمانيون كذلك هذه الفنادق”.

لماذا يزدهر هذا النوع من السياحة؟

تزدهر السياحة “الإسلامية” والفنادق التي توفر بيئة صديقة للمسلمين لأنها توفر خيارات متعددة، وهامشاً أكبر من الحرية للنساء المحجبات على وجه التحديد.

فعلى الرغم من أن ارتداء البوركيني على سبيل المثال ليس ممنوعاً في دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا، إلا أن بعض الفنادق تحظر ارتداءه في المسابح والشواطئ التابعة لها. مثل هذه التقييدات على المحجبات في الفنادق الأخرى فسح المجال أمام الفنادق “الحلال” كي توفر خياراً غير متاح في أماكن أخرى عديدة.

وتعلق بعض النساء اللواتي يفضلن قضاء إجازاتهن في مثل هذه الفنادق بأنهن لا يشعرن بالتمييز ضدهن كنساء محجبات في دولة مثل تركيا على سبيل المثال، مع ذلك فإن حظر البوركيني في بعض الفنادق يدفعهن لاختيار الفنادق الحلال بشكل حصري، فهي توفر الراحة والخصوصية في آنٍ معاً.

أمثلة عن الفنادق “الحلال” في تركيا

إذا زرتم مدينة أنطاليا التركية وأردتم الإقامة في مكان يتيح للنساء حرية الحركة والسباحة، فقد يكون فندق Adin Beach خياراً مثالياً.

تم إنشاء هذا الفندق عام 1984، وتم توسيعه بشكل كبير منذ ذلك الحين ليشمل أحواض استحمام ساخنة في الشرفات والفيلات مع حمامات الساونا الخاصة بكل غرفة، لكن الأهم من ذلك هو شهرة الفندق بتوفيره بيئة “صديقة” للمسلمين والمحجبات على وجه الخصوص.

تقول هلال نامال، نائبة رئيس مجلس إدارة الفندق لموقع Middle East Monitor، إن الفندق يوفر بيئة مثالية للمحجبات، وتعلق: “بالنسبة للنساء، السباحة بالبوركيني ليست سهلة، إذ لا تشعر النساء بالراحة لأنهن يبدون مختلفات. كذلك، فإنهن بحاجة للحصول على جرعات من فيتامين د عبر التعرض المباشر للشمس”.

وتوضح نامال أن الفندق يوفر 3 شواطئ مختلفة؛ واحداً للنساء، وواحداً للعائلات، وثالثاً للرجال، وتؤكد أن شاطئ النساء منعزل تماماً؛ لذلك تملك النساء الحرية التامة في ارتداء ما يحلو لهن على الشاطئ.

وتضيف بأن الفندق هو خيار جيد للعديد من النساء، بما في ذلك غير المحجبات، إذ تقول: “بعض النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب يأتين إلى الفندق لأنهن يشعرن براحة أكبر في ارتداء البكيني على شاطئ السيدات”.

وكما سبق أن ذكرنا، فإن هذا النوع من الفنادق غالباً ما يكون بسعرٍ عال بسبب الجودة التي يقدمها وارتفاع الطلب عليه، لذلك قد يصل سعر الفيلا في فندق Adin Beach إلى ما يقارب 1000 دولار في الليلة، وعلى الرغم من هذا السعر فإن الفندق يبقى محجوزاً بالكامل طوال موسم السياحة.

اقرأ ايضاً:اختفاء أميركية في ظروف غامضة!