سوريا: المصادر الجديدة للثروة والدخل
لم تعد مصادرُ جمع المواطنين للثروة، كما كانت قبل سنوات الحرب، قليلةً، وتحتاج إلى سنوات من العمل والاجتهاد.
إذ إن حالاتِ الإثراء السريع كانت سابقاً، إما أنها محدودة بأعمال معينة، أو أنها مخفية عن عامة الناس.
أما اليوم فقد باتت هذه المصادر كثيرة ومتشعبة، لكن جميعها غير شرعية، تقوم على استغلال ظروف معينة للمتاجرة بلقمة معيشة المواطن وحياته. وتالياً فهذه الثروات غير مشروعة، ولا يُعرف أن تذهب إيراداتها وأرباحها.
فمثلاً يكفي اليوم أن يفوز أحد الطامحين إلى بناء ثروة بمزايدة لاستثمار مخبز حكومي، أو أن تكون لديه محطة وقود، أو أن يتسلم مستودعاً لمادة مدعومة، أو أن يقتنع أحدهم به ويحوله إلى واجهة لغسل أمواله… والكثير الكثير من المهن، التي وإن كانت لا تزال تحتفظ بالكثير من الشرفاء، إلا أنها في المقابل باتت مقصداً للعديد من الراغبين بالثراء السريع.
هذا التغير في مصادر جمع الثروة يتبعه تغير في البنية الطبقية للمجتمع، لا سيما وأن المصادر التقليدية لبناء الثروة، كالاستثمار في قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة، هي في تراجع مستمر لأسباب لم تعد خافية على أحد.
إذاً لم تعد الإنتاجية مصدراً للدخل والثراء، وإنما الفساد وشبكات المصالح والتلاعب بموارد الدولة وسرقتها هي المصدر الأكثر شيوعاً اليوم. ومن هنا تبدأ أولى خطوات تصحيح وتصويب الواقع الاجتماعي عبر محاصرة مصادر الثراء غير المشروعة وتشجيع المشروعة. وهذه الأخيرة هي ما تحتاجه البلاد.
زياد غصن – شام إف إم