غادرت أغلب أجزاء الفروج مائدة المستهلك بعد أن شد من جناحيه مستغلاً موجة ارتفاع الأسعار تطبيقا للمثل القائل (ما حدا أحسن من حدا) لتقارب أسعار بعض أجزائه بل تتعدى سعر الكيلوغرام من لحم الخاروف البلدي وفقاً لنشرة أسعار حماية المستهلك.
وبلغ سعر كيلوغرام سودة الفروج 25 ألفاً ليوازي بذلك سعر الكيلوغرام من سودة الغنم وارتفع سعر الكيلوغرام من الشرحات ليتعدى 35 ألفاً متجاوزاً بذلك سعر كيلوغرام الهبرة من لحم الخاروف مع 25 بالمئة دهنه والبالغة 32 ألف ليرة بسعر 3 آلاف ليرة وليتجاوز أيضاً سعرها في صالات السورية للتجارة والبالغ 27 ألفاً بمبلغ 8 آلاف ليرة، ويتجاوز كذلك سعر كيلوغرام هبرة لحم البقر البالغ 24 ألف ليرة بمبلغ 11 ألف ليرة.
وبلغ سعر كيلوغرام الوردة من الفروج 17500 ألف ليرة والدبوس 17 ألف ليرة ليقارب بذلك سعر الكيلوغرام من مسوفة العجل والبالغ 19 ألف ليرة.
ووفقا لجولة في أسواق دمشق وريفها فإن سعر فروج الريش يبلغ وسطيا 30 ألف ليرة بينما وصل سعر الفروج المذبوح والمنظف إلى ما بين 30 و40 ألف ليرة وذلك حسب الوزن، على حين وصل الكيلوغرام من الجناحات بين 11 و13 ألفاً.
وتشهد أغلب الأسواق فوضى سعرية بعد توقف صدور نشرات التموين التي تحدد أسعار الفروج وأجزائه وتعود أخر نشرة أصدرتها تموين الريف إلى 23 من الشهر الماضي، بينما تعود أخر نشرة تسعير لتموين العاصمة إلى 24 الشهر الماضي محددة بموجبها أسعار الفروج الحي بـ9700 ليرة والفروج المذبوح والمنظف إلى 13100 ليرة والشركات بسعر 23 ألف ليرة للكيلوغرام، لتعود مديرية التجارة الداخلية في دمشق أمس الأحد وتصدر نشرة جديدة حددت بموجبها سعر كيلوغرام الفروج الحي بـ10300 ليرة والمذبوح والمنظف بـ14 ألفاً وكيلوغرام الشرحات بـ25 ألفاً.
ووفقا المشاهدات فإن الباعة لا يفاصلون عجبك اشتري ما عجبك بكرا بتشتري بأغلى، مؤكدين أنهم كباعة مفرق لا علاقة لهم بتحديد السعر وأن المسألة تعود للتجار الذين يحددون سعراً مرتفعاً يضطرهم لعدم المجادلة فيه.
ويؤكد باعة آخرون أن القوة الشرائية للمستهلك ضعيفة جداً لكنه مازال يتجه لشراء أجزاء الفروج لكن بكميات أقل، فمن يشتر كيلوغراماً اتجه لنصف الكيلوغرام لتلبية احتياجاته وبعضهم استبدل الوردة والدبوس بالجناحات ومن يشتر الشرحات أصبح يشتري الفروج كاملاً لأنه أوفر.
وبالعودة إلى أسعار اللحوم الحمراء فإنها اختلفت بين محل وأخر وبين بائع وجاره في سوق باب سريجة لكن السمة العامة أن الكل يبيع خارج النشرة التموينية والأسعار شلف والمفاصلة حاضرة، ويؤكد بائعون أن ارتفاع أسعار الفروج حدا بجزء من مستهلكيه للاتجاه نحو اللحوم الحمراء لكن الاتجاه ظل نحو أنواع اللحوم المقاربة أسعارها لسعر الفروج، على حين أن الأسعار المرتفعة لا أحد يقترب منها إلا من يملك قدرة مادية، فالهبرة من دون دهن اليوم يتجاوز سعرها خمسين ألفاً.
ويرى لحام أخر أن مستهلكي اللحوم لا يتبدلون فمن يفضل اللحوم الحمراء سيبقى يشتريها مادام يملك قدرة مادية، وكذلك الأمر بالنسبة الفروج متوقعاً أن يزداد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء نتيجة اعتدال الجو وذهاب موجات الحر التي كانت تبعد المستهلك عن الأكلات الدسمة.
وبلغت أسعار أجزاء اللحوم الحمراء 25 ألفاً لسودة الغنم و16 ألفاً للقلوبات ومثلها للكيلوغرام من الكلاوي والطحال و27 ألفاً للكيلوغرام من بيضات الخروف وسعر 16 ألفاً للسانات، وتراوح سعر رأس الخروف بين 15 و20 ألفاً وسطياً وبيع عند عدد من المحال بعشرة آلاف ليرة، وبلغ سعر كيلوغرام الدرن 15 ألفاً وكيلو غرام السجق بين 10 و15 ألفاً حسب نوعه.
رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز المعقالي بين أن أهم أسباب ارتفاع أسعار الفروج هو ارتفاع أسعار العلف، فالصوص يكلف المربي 4 آلاف ليرة والعلف 4 آلاف ليرة، إذ إن كل صوص يحتاج لأربعة كيلوغرامات من العلف حتى يصبح فروجاً ويحتاج 1500 ليرة أدوية ولذلك فإن واقع سعر الفروج حالياً هو تقريباً 11500 ليرة.
ويعدد المعقالي أسباب أخرى ساهمت في الارتفاع منها خروج 30 إلى 40 بالمئة من المداجن عن العمل في الفترة الأخيرة، مبيناً أن الحل يكون بتوفير العلف ودعمه عن طريق إعفاء المستوردين من الضرائب والرسوم والبحث عن مطارح ضريبية أخرى بعيداً عن لقمة المستهلك مطالباً بتسهيلات لمستوردي الأعلاف وإعفائهم من الدور بالقطع لدى البنك المركزي.
ويرى رئيس الجمعية أنه على وزارة المستهلك أن تتجه نحو الواقع عند المربي لتحديد الأسعار بعيداً عن السوق الحالي، مؤكداً أنه من الظلم متابعة الأسعار وفقا لنشرات التموين فهذا ظلم للمربي والبائع وظلم للمستهلك.
ويعتقد المعقالي أن الفروج عرض وطلب، فمتى توافرت الأعلاف بسعر مناسب فسيتوفر الفروج وستتدنى أسعاره، مطالباً التموين بوضع لوحات اليكترونية للأسعار في الأسواق الرئيسية.
الوطن
اقرأ أيضا: مجلس الاستثمار يقر إحداث المنطقة التنموية الأولى في حلب