الجمعة , نوفمبر 22 2024
"قسد" يختتمون حملتهم في مخيم الهول

مسلحو “قسد” يختتمون حملتهم في مخيم الهول” للنازحين شرقي سوريا باعتقال 226 نزيلا

أعلنت قوات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي، انتهاء ما أسمته “المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن” التي أطلقتها منذ 24 يوماً بدعم من قوات “التحالف الدولي” بقيادة الجيش الأمريكي، في مخيم “الهول” للنازحين الواقع تحت سيطرتها شرقي سوريا، باعتقال 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة شاركن في “جرائم القتل والترهيب” ضمن المخيم.

وأفاد مراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر مقربة من “قسد” اليوم السبت 17 أيلول/ سبتمبر، انتهاء حملتها العسكرية والأمنية التي أطلقتها في 25 أغسطس/آب بدعم من الجيش الأمريكي في مخيم الهول شرقي محافظة الحسكة والتي انتهت باعتقال العشرات من القاطنين في المخيم مع إزالة عدد كبير من الخيم.

وبينت المصادر أن “قوات قسد اعتقلت 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة شاركن في جرائم القتل والترهيب مع الكشف عن 25 خندقا ونفقا داخل المخيم مع مصادر مجموعة من الأسلحة بينها 25 قنبلة يدوية و25 كغ من المواد المتفجرة (TNT) و11 كاتم صوت والعديد من الأسلحة البيضاء (سكاكين، خناجر، هراوات) وأدوات التعذيب والكثير من أجهزة الاتصالات.

وأضافت المصادر أن قيادة “قسد” أكدت في بيانها أنها سلطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين مرتزقة “داعش” والدولة التركية، والدعم والتوجيه الذي تتلقاه خلايا “داعش” من المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال سوريا.

كما لفت البيان إلى وجود موظفين في بعض المنظمات ومنها منظمة تدعى “بهار” وهي منظمة عبر الحدود، قدمت الدعم لخلايا “داعش” ضمن مخيم الهول عبر إمدادهم بالأسلحة بالتعاون مع عناصر من “قسد”.

وأشارت المصادر إلى أن انطلاق العملية جاء على إثر ازدياد عمليات القتل والتعذيب داخل المخيم، حيث بلغ عدد الضحايا خلال العام الجاري فقط 44 قتيلاً من القاطنين وموظفي المنظمات والكثير من حالات التعذيب.

نساء معتقلي “داعش” أساءت استخدام الموارد والمنتجات المقدمة وبشكل خاص تحويل الأموال والاتصالات في نقل المعلومات وتحريض الخلايا وربطها مع بعضها داخل المخيم وخارجه، حيث عثرت “قسد” على الكثير من أجهزة الاتصالات والوثائق التي تؤكد استغلال تلك الموارد في التواصل مع الخلايا الإرهابية وخاصة في المناطق السورية التي تحتلها تركيا، بحسب المصادر.

وأضافت المصادر أن “قسد توصلت خلال التحقيقات الأولية إلى عناوين وأسماء لبعض الميسرين لعمليات تمويل الخلايا الإرهابية ونقل الأموال إلى داخل المخيم، حيث تمّ اعتقال ثلاثة منهم في الحسكة وبلدة الهول بعمليات مشتركة لقوّات قسد والتحالف الدولي بالتوازي مع عملية مخيم الهول.

وقال بيان “قسد” إنها خلّصت فتاتين إيزيدتين من قبضة نساء “داعش” المتشددات، ونقلتهن إلى بيئة آمنة، حيث وصل عدد النساء والأطفال الإيزيديين الذين تم تخليصهم من المخيم من قبل الوحدات خلال أربع أعوام إلى أكثر من 200 شخص إيزيدي.

وبنفس الصدد، قامت وحدات حماية المرأة التابعة لقسد بتحرير أربع نساء ليست إيزيديات كنّ مقيدات بالسلاسل وتعرضن لتعذيب وحشي من قبل نساء “داعش”، حيث ما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة حيثيات تلك الحوادث والمسؤولين عنها، بحسب “قسد”.

بدورها قالت مصادر مطلعة لـ”سبوتنيك” بأن ما كشفت عنه “قسد” في بيانها اليوم، يثير أسئلة كثيرة عن كيفية وصول هذه الأجهزة والأسلحة والاتصالات وتحويل الأموال من وإلى مخيم محاصر من قبلها من كل الجهات ومنذ سنوات عديدة، مؤكدة أن هذا المخيم هو قنبلة موقوتة في وجه سكان شرقي سوريا.

وكان الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا الذي يشرف على القوات الأمريكيّة في الشرق الأوسط قد قال الإثنين الماضي إنّه ينبغي الإسراع في ترحيل ودمج الآلاف من أفراد أسر مقاتلي تنظيم “داعش” الذين يقبعون في مخيم الهول.

وأضاف كوريلا، الذي يتولى منصب قائد القيادة المركزيّة الأمريكيّة “سنتكوم” أنّ “الكثيرين من المقيمين في مخيم الهول من أسر مقاتلي “داعش” ممن فروا من الباغوز، آخر جيب للتنظيم في سوريا، في عام 2019، وأنّ معظمهم من النساء والأطفال”.

وقال: “علينا أن ننظر إلى هذا الأمر بتعاطف، لأنّه لا يوجد حلّ عسكري لذلك، والحلّ الوحيد هو ترحيل هؤلاء الأفراد وإعادة تأهيلهم ودمجهم”.

كما أشار كوريلا، الذي زار المخيم خلال الأيام الماضية، إلى أنّ “نصف السكان البالغ عددهم 54 ألفاً هم من العراقيين وأنّ 18 ألفاً سوريون، والباقون وعددهم 8500 من دول أخرى”.

وشجبت الأمم المتحدة وجماعات حقوقيّة وغيرها رفض العديد من الدول إعادة مواطنيها، الذين يقولون إنّهم محتجزون في ظروف غير إنسانيّة دون اتباع الإجراءات القانونيّة الواجبة.

وقال كوريلا في مؤتمر صحفي في الأردن، حيث تجري القيادة المركزيّة الأمريكيّة واحدة من أكبر التدريبات العسكريّة في المنطقة: “ما نحتاجه هو أن تتحرك الدول وتؤدي واجبها، هناك حاجة إلى جعلها تقوم بذلك وتستعيد مواطنيها”.

وأضاف “أنّ الوتيرة الحاليّة للعودة، والتي تتراوح بين 125 إلى 150 أسرة عراقيّة شهرياً، بطيئة للغاية وستستغرق أربع سنوات حتى تكتمل”.

ويضم مخيم الهول عمومًا حسب الإحصاءات الأخيرة، 56 ألفا و196شخصاً، جلهم نساء وأطفال، ضمن 15331 أسرة، بين عراقيين وسوريين ونسوة وأطفال تنظيم “داعش” الأجانب، حيث يصل تعدادهم إلى 8211 شخصاً، ضمن 2391 أسرة، من 54 جنسية.

اقرأ أيضا: القبض على 6 أشخاص مطلوبين بجـ.رائم عديدة في حلب