الجمعة , نوفمبر 22 2024

كيف ستنتهي المحادثات السورية-التركية؟

كيف ستنتهي المحادثات السورية-التركية؟

لا يزال الحديث عن آخر تطورات المحادثات التركية-السورية، يتصدر التقارير الصحفية في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، بالإضافةإلى انتشار العديد من التحليلات التي تهدف إلى توضيح بعض خلفيات الخطوات التركية الهادفة إلى التقارب من دمشق.

إذ نقلت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية عن مصادرها “أن الاتّصالات السوريّة-التركيّة تسير بشَكلٍ مُتسارع هذه الأيّام، والوصول إلى اتّفاقٍ برعايةٍ روسيّة باتَ وشيكاً؛ فالرئيس أردوغان على عجلةٍ من أمْره، ويُريد اتّفاق المُصالحة هذا قبل الانتخابات”، ونقلت عن مصدر مقرّب من دمشق تأكيده “أن السّلطات التركيّة لا يُمكن أن تتخلّى عن الائتلاف الوطني السوري المُعارض الذي يحظى باعترافٍ دوليّ، وتُريد استِخدامه ورقة ضغط في المُفاوضات المُتسارعة حالياً مع نظيرتها السوريّة بوساطةٍ روسيّة؛ فالرئيس أردوغان يريد حصّة في أيّ حَلٍّ قادم في سوريا، سياسياً كان أم اقتصادياً، كما يريد فتْح الطُّرقات أمام صادراته إلى الخليج، ولهذا لن يفرّط بهذه الورقة، وكل ما يفعله الآن هو ممارسة ضغوط على الائتلاف وقيادته كعمليّة تدجين أو تطويع لها، وبما يتماشى وينسجم مع السّياسة التركيّة الجديدة تجاه سوريا، والفصل بين الائتلاف والفصائل الأخرى الموضوعة على قائمة الإرهاب”.

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية تقريراً أفادت فيه بأن:
“غالبية التحليلات بشأن الحراك في الاتصالات والحوار بين أنقرة ودمشق، تذهب إلى أن لكل من الطرفين مصالح سياسية واقتصادية وأمنية في عودة العلاقات، لكنّ كلاً منهما لن يتخلى أيضاً عن شروطه وتحفظاته، وأنه ليس من المتصور أن يلتقي الأسد وأردوغان وجهاً لوجه قريباً، ولكن يُتوقع أن يستجيب الطرفان معاً للدفع الروسي باتجاه الوصول إلى درجة معينة من التنسيق والتعاون حتى لو لم يتحقق اللقاء بين رئيسي البلدين”، مشيرة إلى أن “روسيا ترى أن مشكلة تركيا الأمنية في سوريا يمكن حلها بتطوير اتفاقية أضنة”.

وأضافت الصحيفة أن “دوائر الحكم في تركيا، والمعارضة السورية، تتفقان على أنه لن يكون هناك تقارب كامل بين أنقرة ودمشق، وإنما سيجري تذويب الخلافات الحادة وفتح الباب أمام توافقات على ملفات سياسية وأمنية محددة”.

فيما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن الصحافي التركي عبد القادر سيلفي، قوله: “إن عملية إصلاح العلاقات سوف تتسارع بعد اجتماع شنغهاي”، موضحاً أنه “قبل حرب أوكرانيا، لم يكن بوتين يريد أن تكون لتركيا علاقة مباشرة مع سوريا، ومع ذلك، بعد أوكرانيا، بدأ يقترح إقامة اتصال مباشر مع دمشق، إذ يعتبر هذا الوضع مهماً في الدبلوماسية، عندما يعرض بوتين هذه الفرصة، فإن أردوغان لا يدفعها بعيداً، بل يفضّل تقييم العملية بشكل جيد”.

على الرغم من الحديث عن هذه التطورات في المحادثات التركية-السورية، لم يجر نفي التصعيد العسكري التركي شمالي سوريا بعد، إذ يؤكد خبراء ومختصون بالشؤون التركية أنه لا يمكن إلى الآن استبعاد أن تشن أنقرة عملية عسكرية في تلك المنطقة.

أثر برس