مصادر دبلوماسية غربية في أنقرة : الانتقال من المفاوضات الأمنية إلى السياسية مع دمشق الشهر القادم
بينما أعلنت روسيا عن استعدادها لـ«تهيئة الأجواء» من أجل عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، رأت مصادر دبلوماسية غربية في أنقرة، أن المفاوضات الأمنية الجارية راهناً بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب بين دمشق وأنقرة قد تنتهي قريباً، ويتم الانتقال إلى الشق السياسي في موعد «ليس ببعيد» من الآن.
ورجحت المصادر المطلعة على ما يدور من نقاشات داخل الحكومة التركية بشأن المصالحة مع القيادة السورية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن يبدأ الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق الشهر المقبل على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه، أو قبل نهاية العام الجاري، كحد أقصى، في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي لقواته المحتلة لأجزاء كبيرة من الأراضي السورية.
وبينت، أنه ربما لن يمر وقت طويل قبل لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بنظيره التركي مولود شاويش أوغلو، ولو «بروتوكولياً» في المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن ذلك قد يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين بنيويورك، والتي بدأت أعمالها في الـ١٣ من الشهر الجاري وتستمر حتى الـ٢٧ منه، وقد يرافق ذلك مصافحة بين رئيسي دبلوماسية البلدين، لإذابة الجليد الذي يحكم التوتر بين البلدين منذ أكثر من عقد، على خلفية دعم نظام الرئيس رجب طيب أردوغان عسكرياً وسياسياً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية.
ولفتت المصادر إلى أن الحكومة التركية، التي كثفت جلسات انعقادها أخيراً، رتبت أولويات المرحلة المقبلة المتبقية من عمرها قبل الانتخابات التركية المصيرية في حزيران ٢٠٢٣، بحيث يتصدر ملف استكمال خطوات التقارب والتطبيع مع دمشق سلّم أولوياتها، مع إيلاء أهمية لاتخاذ بوادر ثقة وحسن نية معها، تمهيداً للتوصل إلى حلول وسط مقبولة من الطرفين للمسائل الجوهرية المطروحة والعالقة بينهما في مفاوضات جهازي استخبارات البلدين، والتي كشفت تسريبات عن أنها انتقلت إلى دمشق وبرعاية روسية، ما يدل على عزم الجانب التركي تذليل معوقات تقدمها للانتقال إلى الشق السياسي.
المصادر رأت أن سرعة تواتر التصريحات والتسريبات التركية خلال الأيام الأخيرة حول الملف الإستراتيجي بالنسبة لأردوغان وحزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، يدل على نية الجانب التركي إحراز تقدم سريع في المفاوضات الأمنية والعسكرية، وهو ما يبدو أنه بدأ يؤتي ثماره، للانتقال إلى المجال السياسي المهم في تقرير مستقبل علاقة البلدين وإنهاء القطيعة بينهما.
وأكدت وجود رغبة حقيقية و«جامحة» لدى الحكومة التركية، وفق المداولات والمشاورات التي تدور في كواليس أنقرة، لطي سجل الخلافات الشائكة مع نظيرتها السورية، والتي تحول دون استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ولو احتاج الأمر إلى مزيد من الجهد المضني والوقت الذي لا يمر في مصلحة النظام التركي بسبب ضغط ملفات أمن الحدود والوحدات الكردية واللاجئين السوريين داخل تركيا، على مفاصل الانتخابات التركية.
إلى ذلك، أبدت موسكو أمس نيتها في الزج بثقلها من أجل تحقيق انفراج ملموس وجوهري في علاقات أنقرة بدمشق، وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعرب، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، عن ترحيب الخارجية الروسية باستعداد ورغبة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لبحث عقد لقاء مع الرئيس بشار الأسد، وشدد على أن موسكو «تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق».
وأكد بوغدانوف، في تصريح صحفي، أن موسكو «تدعم فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسورية، ونحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر، ونرى أن الاجتماع سيكون مفيداً، ونشجعهم على ذلك، وإذا أرادوا، فنحن على استعداد دائماً لتهيئة ذلك».
الوطن السورية
اقرأ ايضاً:من هو رجل الأعمال السوري الذي موّل حفلة هاني شاكر بدمشق؟