تشهد مناطق شرقي سوريا خصوصاً الواقعة تحت نفوذ الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات المثبتة بمرض “الكوليرا”، وذلك نتيجة الظروف الحياتية والصحية السيئة التي تعيشها هذه المناطق مع استمرار انقطاع مياه الشرب من طرف وتلوثها من طرف آخر بسبب سياسة الدولة التركية بقطع مياه نهر الفرات عن تلك المناطق.
وأفاد مراسل”سبوتنيك” شرقي سوريا نقلاً عن مصادر محلية في ريف دير الزور إن أعداد الإصابات بمرض “الكوليرا” في مناطق سيطرة قوات “قسد” في ريف محافظة ديرالزور، ارتفعت بشكل كبير وسط مخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة في ظل تردي الوضع الطبي والصحي وتلوث المياه نتيجة انخفاض منسوب نهر الفرات بسبب قطع مياهه عن المنطقة من قبل الدولة التركية باعتباره المصدر الوحيد للمياه.
وقالت المصادر إن عدد الإصابات بمرض الكوليرا، ارتفع بشكل كبير في مناطق شمالي وشرقي محافظة ديرالزور، حيث سجل مستشفى بلدة الكسرى شمالي دير الزور وحده أكثر من 200 إصابة، حيث لم تعد المستشفى تستوعب مزيداً من الإصابات، حيث بدأت بتحويل المرضى باتجاه مدينتي الرقة والحسكة لتلقي العلاج اللازم.
وكانت منظمة الصحة العالمية، حذّرت في 13 سبتمبر/أيلول الجاري، من أن خطر انتشار مرض الكوليرا في سوريا “مرتفع للغاية” بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
أما في محافظة الحسكة، فقد أكد مدير مديرية الصحة الحكومية في المحافظة الدكتور عيسى خلف لمراسل”سبوتنيك” إن فرق التقصي التابعة للمديرية سجلت حتى الآن 25 حالة إصابة مثبتة بمرض الكوليرا بعد إرسال عينات من المصابين إلى مخابر وزارة الصحة في دمشق، حيث شفيت 15 حالة منها مع تسجيل حالة وفاة واحدة.
وأعلنت وزارة الصحة، يوم الثلاثاء 20 سبتمبر، أن العدد الإجمالي التراكمي لإصابات الكوليرا المثبتة بالاختبار السريع في البلاد ارتفع إلى 253 إصابة توزعت في حلب 180 ودير الزور 29 والحسكة 25 واللاذقية 13 وحمص 4 ودمشق 2.
ووفق بيان للوزارة، بلغ العدد الإجمالي للوفيات بمرض الكوليرا 23 وفاة: في حلب 20، ودير الزور 2 والحسكة 1.
ودعت الوزارة المواطنين إلى ضرورة اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة وشرب المياه من مصدر آمن وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.
وفي هذا الصدد، أقرت محافظة الحسكة جملة من الإجراءات لمنع انتشار مرض الكوليرا بعد تسجيل حالة وفاة وعدة إصابات بالمرض، خلال اجتماع عقد في مبنى المحافظة ضم مديري دوائر ومؤسسات خدمية برئاسة المحافظ لؤي صيوح الذي بين في تصريح لـ”سبوتنيك” أنه تم تشكيل لجان متخصصة برئاسة قائد الشرطة للتأكد من سلامة مياه الصهاريج التي تؤمن مياه الشرب للمواطنين في ظل استمرار الاحتلال التركي بجريمة قطع مياه محطة علوك عن الأهالي لليوم 56 على التوالي.
ولفت المحافظ إلى أنه “تم التشديد على فرق الهلال الأحمر العربي السوري وعلى مديرية التربية والشؤون الاجتماعية متابعة واقع خزانات مياه الشرب المنتشرة في الحدائق والشوارع العامة وتعقيمها وكلورتها بشكل مستمر واتخاذ الإجراءات اللازمة في المدارس من خلال تعقيم مياه الشرب والتأكد من نظافتها وتأمين المياه لها بشكل مستمر”.
وبدورها، دوريات الرقابة الصحية التابعة لمديرية الشؤون الصحية في مجلس مدينة الحسكة وبمؤازرة شرطة مجلس المدينة كثفت من دورياتها اليومية مع تنظيم مجموعة كبيرة من الضبوط الصحية، وتشديد الرقابة على أسواق ومطاعم مدينة الحسكة عبر تسيير دوريات يومية للتأكد من اهتمام الباعة بالنظافة العامة واقتناء بطاقات صحية والالتزام بالتعليمات المحددة ومنها منع تقديم الخضار الورقية / البقدونس -النعناع-البقلة-الجرجير/في المطاعم كافة ونقع الخضروات مع البرمغنات أو الخل والملح وغسلها جيدا قبل التقديم.
حيث قامت دوريات الرقابة بمصادرة 10 عربات لبيع المثلجات خلال وجودها قرب مدارس المدينة لبيع منتجاتها للتلاميذ مع تنظيم ضبوط بحق أصحابها وأخذ تعهد خطي منهم بعدم البيع ثانية.
ويواصل الجيش التركي قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة والتجمعات السكانية على طول خط جر المياه من محطة علوك لليوم الـ 56 على التوالي ما يفاقم معاناة نحو مليون مدني نتيجة نقص المياه.
ويعرف الكوليرا بأنه مرض بكتيري، وعادة ما ينتشر عن طريق الماء الملوث، ويتسبب للمصابين بإسهال حاد وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يكون قاتلا خلال فترة قصيرة.
اقرأ أيضا: سائق الدوار الجنوبي لا زال بالسجن لمدة 45 يوما و اهل حمشو لم يرفعوا دعوى حتى الآن