الأحد , ديسمبر 22 2024
شام تايمز
لماذا لا نطبع الكثير من الاموال ونصبح جميعا اغنياء

لماذا لا نطبع الكثير من الاموال ونصبح جميعا اغنياء

شام تايمز

لماذا لا نطبع الكثير من الاموال ونصبح جميعا اغنياء

شام تايمز

سؤال رغم بساطته الا ان الاجابة عليه معقدة بشدة و لها العديد من المصطلحات الاقتصادية التي يجب ان نفهمها

شام تايمز

كما قرأت في العنوان سنتكلم اليوم عن المال الفلوس المصاري الخ أطلق عليها ما تشاء من المسميات ولكنها ستبقى كما هي الاداءه التي تحدد قيمة الإنسان بدون الاطاله في المقدمة

دعونا نطرح سؤال في غاية الأهمية من الناحية الاقتصادية لماذا لا تطبع الدوله الكثير من و تعطيها لأفراد الشعب و يصبح الجميع أغنياء

هل عندما ستطبع الكثير من الأموال ستستطيع سداد ديونها الخاريجية و الداخلية و أيضا ستعفي الأفراد من الغرامات و الضرائب و تصبح الحياة وردية أهذا ما تظنة فكر مره أخرى

لانه و على الرغم من سهولة السؤال إلا أن الاجابه عليه معقده بشكل كبير و أيضا ربما تكون ليست منطقية و صعبة الفهم لبعض الأشخاص فإذا اجبتك إجابة قاطعة و مباشرة و التي هي و ان قررت الحكومة طباعة الكثير من الأموال فإن هذا لن يعجل أفراد الشعب أكثر غنى بل العكس تماما أنهم سيصبحوا أكثر فقرا و أيضا هذا سيجعل الدولة أكثر فقرا و من الممكن أن يجعل الدولة تنهار و تعلن إفلاسها هذا دون المشاكل الاقتصادية الاخرى التي من الممكن ان تهدد استقرارها ان لم تنهار الدولة بالفعل

واحد

من أشهر التفسيرات الخاطئة عن تلك المسئلة هو ظننا أن الحكومه اذا قامت بطباعة الكثير من الأموال الجميع سيكونوا أغنياء و لن تجد هناك من يعمل او يزرع ولا أحد ينتج لأن الأمر ببساطه هو ان الأشخاص يقوموا بتلك الأعمال لأنهم يحتاجوا إلى الأموال في مقابل عملهم و لكن الآن أصبح معهم الأموال التي يحتجوها اذا لماذا يعملوا فبالتالي ستتوقف الحياه و بالتأكيد هذا التفسير هزلي تماما و ليس له أي أساس من الصحه الامر ليس بهذا الشكل اطلاقا

اثنين

من التفسيرات الاخرى الخاطئة هو الغطاء الذهبي و ان ما تطبعه الدوله أموال مرتبط بكمية الذهب في خزينتها و حسب مقدار الذهب يكون مقدار الأموال المطبوعة مقابل الذهب و هذا التفسير أيضا خاطئ بالفعل نظام الطباعة مقابل الذهب هو القائم في الماضي ولكن في الوقت الحالي انتهى بالكامل و أصبحت هناك الكثير من المتغيرات مرتبطة بهذا الأمر

ثلاثة

من التفسيرات الشائعة أيضا انه بيكون فيه هيئة عالمية متواجده في كل الدول لمراقبة طباعة الأموال و اللجنه دي وظيفتها تحديد كميه الأموال التي ستطبع في البلد و بتسمح بطباعة كميه معينه و بعد ذلك لا يطبع المزيد و أيضا ذلك التفسير خطأ لأن الدوله ليها الحريه المطلقة لطباعة اي كميه تشاء من الأموال و من الممكن ان تطبع مليارات الأوراق النقدية دون وجود أي حسيب من المؤكد ان أتى بذهن أحد ما ذلك السؤال و هو طالما لدى الدوله الحريه في طباعة الاموال لماذا لا تطبع عددا مهول من الأموال و تنشاء بها المشاريع و تسد بها الديون و تقوم بكل الأشياء الجيدة الاخرى

بما ان كل الأسباب التي استمعنا لها كانت خاطئة و الدولة في النهاية لها حره اذا لماذا لا تطبع المال في الواقع هناك العديد من الدول التي فكرت في فعل هذه العملية تماما بعد الحرب العالمية الثانية ألمانيا كانت تعاني من انهيار اقتصادي بدرجه عالية و كانت مدانه من قبل عدد كبير من الدول و قد كانت ملزمه بدفع تعويضات لدول الحرب و في ذلك الوقت استخدم الألمان العقل الكبير اللوذعي وقرروا طباعة الكثير من الأموال لحل المشكلات و تسديد الديون و التعويضات و طبعة وقتها ألمانيا 90 ترليون مارك و انا لا أعلم أن كنت متخيل الرقم ام لا و لكن الترليون يساوي 1000 مليار و الذي يساوي المليار الواحد 1000 مليون أعتقد انك عرفت الآن كم يساوي ما طبعتة ألمانيا وهو رقم مهول قادر على تغيير اقتصاد العالم باكملة و ليس ألمانيا فقط و لكن المفاجئة انه و على الرغم من ذلك المبلغ المهول إلا أن اذمة ألمانيا ازدادت سوء و العمله الألمانية لم يعد لها أي قيمة تماما و حدث تضخم شديد في الدوله و انتشر وقتها صور لأطفال تلعب باكوام من الأموال و أيضا صور أخرى لسيدات المانيات يشعلوا أكوام من الأموال للتدفئة لأن ذلك في وقت كهذا اقل تكلفه من شراء الخشب و الذي بدوره آثار العديد من علمات التعجب و الاستفهام و نفس الأمر حدث مع زمبابوي احدي الدول الافريقية الدوله طبعت العديد من الأموال لحل المشكلات الخاصه بها و بعد طباعة الاموال حدث تضخم في الدوله و ازدادت كميه الا مول إلى الحد الذي جعل الأشخاص يلقوا الأموال في الطرقات حتى ان سعر البيضة وصل لمليار ورقة ماليه من العملة الزمبابويه و قد كان الأشخاص يحتاجون لعربة لنقل الأموال لشراء أبسط الحاجيات و حتى انه كان هناك ورقة نقدية كتب عليها عشرة ترليون دولار زمبابوي و رغم الرقم المهول إلا ان تلك الورقة لم يكن لها اي قيمه تذكر و اعلنت زمبابوي إفلاسها رغم ذلك الكم من المال و لكن لماذا أعلنت تلك الدول إفلاسها رغم كمية الأوراق المالية في الواقع السبب في ازمة زمبابوي و ألمانيا و غيرها من الدول اللي قررت تطبع النقود بكميات كبيرة هو التضخم و المقصود به هو كثرة في الأموال مقابل سلع و منتجات ذات كميات محدودة يعيني احنا لو قررنا نطبع فلوس كتير ايه اللي هيحصل طبعا هيزداد

الطلب علي السلع و المنتجات بصورة كبيرة و لنقل ان الموظف الذي مرتبة يساوي 1000 جنية يشتري كيلو واحد من اللحم في الشهر و لكن لو قمنا بطباعة الكثير من الاموال و أصبح مرتبه 10000 جنيه هيشتري 10 كيلو لحم بدل ما كان يشتري كيلو واحد و ليس ببعيد أن يدخر لشهر او شهرين و يشتري البقرة بالكامل بالطبع لن تنتظر عندما يصبح معهم الكثير من الاموال ليرفهوا عن أنفسهم و لهذا سيبدأ الناس بشراء كميات كبيرة من اللحم و غيرة من المنتجات و هنا ستبدأ اللحوم و غيرها من المنتجات ان تقل بشكل سريع التي ما ان تقل في السوق و يصبح الطلب عليها عالي سيرتفع سعرها و هنا تكمن المشكلة طبعة الكثير من الاموال و بدات الأسعار تزداد و لهذا عندنا و كأننا لم نفعل شيء و لكن في الوقع هو أننا قمنا بشيء ما و هو أننا قمنا بتقليل قيمة العملة لأن من الأعراض الجانبية التضخم هو انخفاض قيمة العملة او الاوراق النقدية للدولة و هذا يعني انه لو كان كيلو اللحم ب60 جنية و فجأة صار هناك إقبال على شراء اللحم و كتبتها اصبحت قليلة في الأسواق فإن التجار سيرفعوا من سعرها لتصبح 100 جنية و بما ان كيلو اللحم الذي كنت تشاورية ب60 جنيه هو نفس كيلو اللحم الذي اصبحت تشترية 100 جنيه فهذا تقنين معناه هو ان 100 جنيه اصبحت تسوي في قيماتها ال 60 جنية او بمعنى اصح مساوية لكمية الاشياء التي كانت تشتريها ال 60 جنية او ما يسمى بالقدرة الشرائية و هذا هو المقصود من انخفاض قيمة العملة ان كان الأمر لا يزل مبهم و غير مفهوم دعنا نتخيل أمر ما

و هي عبارة عن جزيرة وسط الماء و منعزلة عن كل شيء و كان يسكنها صديقين أحمد و هشام و كل منهم يمتلك 100 جنيه و كل السلع الموجوده على الجزيرة هم اثنين كيلو من القمح ولا شيء آخر و سعر كيلو القمح يساوي 100 جنيه أذى افترضنا أن أحمد و هشام قرروا يطبعوا المال جديدة علشان يزيد مع كل منهم عدد الاموال و اصبح كل شخص منهم يمتلك 200 جنيه والسؤال هنا هل أصبح أحمد و خالد أكثر غنى من ذي قبل طبعا لا اذا لماذا لان الموارد على الجزيرة لم تزداد و ظلت كما هي 2 كيلو من القمح فلو قرر أحمد او هشام شراء كيلو من القمح بعدما زادت عدد الاموال سيكون ثمن كيلو القمح 200 جنيه لأنها موارد محدوده لانهم ببساطه ان أصابهم الجوع لن يأكلوا الأوراق فأذن ما يحدد غنى هؤلاء الأشخاص هو الموارد و ليس المال و أن أردنا جعلهم أغنياء فيجب علينا أن نزرع لهم المزيد من القمح ليس طباعه المال وهنا يأتي سؤال كيف تصبح الدوله غنيه و ذات اقتصاد مرتفع و الاجابه عليه ستصبح الدوله أغنى في حاله زيادة الإنتاج فبالنسبه للمثال السابق ذكره كان الحل زراعة المزيد من القمح في مقابل طباعة المال وهذا ما يجب ان يحدث في نفس الوقت فإن أرادت الحكومه طباعة الكثير من المال يجب أن يكون لها إنتاج كبير لجعل الشعب أغنياء بل من الافضل ان يكون عدد الاوراق النقديه قليل و الانتاج ضخم عندها تصبح العملة ذات قيمه كبير لان تلك الاوراق تعمل معامله السلعه بل هي في الاساس سلعه تخضع لقانون العرض و الطلب كلما كان عدد الاوراق النقديه كبير و متداول بين الناس ستصبح قيمة العملة ضعيفة مقارنة بالعملات الاخر هذا ان لم يكن هناك إنتاج في المقابل و هذا ما يسمى في لغة الاقتصاد عمله بدون غطاء و الغطاء هنا هو شيء يقابل قيمة تلك العملة سواء سلعه او خدمة او زياده في الانتاج و التصدر او الصناعة ام ان كانت عملتك ذات أوراق قليله فإن كل ورقه ستكون ذات قيمه اكبر و قدره شراء اكبر و بتحمل لقب العملة الصعبة و ده نظرا لصعوبة الحصول عليها حتي الفائت الصغيرة منها لان اي فئة بيكون قصدها غطاء ضخم من السلع و الخدمات المقابلة و لك ان تتخيل ان جميع الدول تسعى لتقليل هدد اورقها المالية مش ذيادة الطباعة لان ده بيقدم لهم مستوي اقتصادي افضل في الوقع الحالة الوحيدة التي يمكن ان يكون طباعة الاموال بقدر كبير فيها جيد هو عندما تكون الدوله أنشأت عدد كبير من الشركات و بداء الإنتاج في الزيادة بشكل ملحوظ في فتره وجيزة فنقدر نزود العملات و في نفس الوقت بيزيد الاقتصاد لكن مع مراعاه ان قيمة الورقه الواحده من العملة ستكون قليله مثل الصين و الذي يبلغ سعر عملتهم في وقت كتابة هذا المقال 15 من 100 دولار ولكن الصين بتعمل ده لأن لها غطاء اقتصادي قوي و لكن اذا أردت طباعة الكثير من المال و انت لا تملك إنتاج او غطاء اقتصادي قوي فأنت تعرض دولتك لخطر الافلاس

لؤي_عبدالرحمن – ملهم

اقرأ أيضا: شهية الساحل مفتوحة على «الذهب».. القامشلي في صدارة الاستهلاك

شام تايمز
شام تايمز