ضوء أخضر تركي لدخول مسلـ.ـحي “النـ.ـصرة” إلى ريف حلب الشمالي
كشفت مصادر خاصة لـ “أثر” عن إبرام اتفاق سرّي بين تركيا و”هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)”، يقضي بإدخال مسلحين من “الهيئة” إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل أنقرة وزجّهم في الجبهات الدفاعية المتقدمة بريف حلب الشمالي.
المصادر بيّنت أن اجتماعاً على درجة عالية من السرية، عُقد قبل أيام عدة في مدينة “الأتارب” بريف حلب الغربي، جمع عدداً من ضباط المخابرات التركية مع عدد من القياديين البارزين في “النصرة” ممن أوكل إليهم “أبو محمد الجولاني” متزعم التنظيم، مهمة التفاوض مع الأتراك، تقدمهم القياديان البارزان “أبو محمد الفلسطيني” و”أبو خطاب المغربي”.
وتركزت أهداف الاجتماع على مسألة تقوية الخطوط الدفاعية لمسلحي أنقرة في ريف حلب الشمالي، وتدعيم حماية القواعد التركية في الريف ذاته، بعد سلسلة الضربات المتلاحقة التي كبّدت تركيا وفصائلها خسائر بشرية ومادية كبيرة في الآونة الأخيرة، وخاصة على صعيد الاستهدافات المتكررة للقواعد العسكرية التركية المتمركزة في منطقة أعزاز.
ووفق ما أوردته مصادر “أثر” نقلاً عن مقربين من قيادات فصائل أنقرة، فإن الاجتماع أفضى إلى اتفاق الجانبين على البدء بنقل دفعات من مسلحي “النصرة” الأجانب نحو الخطوط الأمامية في ريف حلب الشمالي الغربي، بدءاً من مطلع شهر تشرين الأول القادم، على أن يبلغ قوام الدفعة الأولى التي سيتم إرسالها نحو /125/ مسلحاً تختارهم قيادة “النصرة”.
وفي المقابل تعهد الضباط الأتراك بتقديم امتيازات لـ “النصرة” تتعلق بالسماح بمعالجة مسلحيها الجرحى داخل المشافي التركية مجاناً، إلى جانب تسهيلات متعلقة بتنقل مسلحي التنظيم عبر الحدود السورية- التركية، بالتوازي مع تقديم الدعم لـ “الجولاني” في سعيه إلى إخراج تنظيمه من قائمة الإرهاب الدولي.
وجاء الاتفاق بعد سنوات عدة حاول فيها “الجولاني” الزج بمسلحيه في مناطق سيطرة فصائل أنقرة بريف حلب الشمالي الغربي، للحصول على موطئ قدم يُمهد له لاحقاً بسط نفوذه على كامل ذلك الريف وضمه إلى مناطق سيطرته في ريفي إدلب وحلب الغربي، فإن محاولاته كافة آنذاك اصطدمت برفض قاطع من تركيا لإدراكها التام بخطورة تلك الخطوة، وما ستنعكس به من آثار سلبية على باقي الفصائل الموالية لها، والتي لطالما جهدت أنقرة في إظهارها كمعارضة معتدلة أمام الرأي العام العالمي.
زاهر طحان – حلب