يقوم المكتب المركزي للإحصاء، بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي، وبرنامج الأمن الغذائي العالمي، بتنفيذ مسح للوقوف على مستوى الأمن الغذائي في سورية، وذلك عبر فريق تقني معني بتكوين قاعدة بيانات، تبنى عليها التوجهات الحكومية والمجتمعية مستقبلاً، بخصوص الأمن الغذائي الذي شهد تراجعاً كبيراً من جراء نتائج الحرب على سورية.
هذا المسح كما يشير مدير عام المكتب المركزي للإحصاء الدكتور عدنان حميدان هو الأول من نوعه الذي ينفذ إلكترونياً، وبدء العمل فيه بعدد من المحافظات، وينفذ عبر “التابات” المقدمة من برنامج الأمن الغذائي، ووصل عددها إلى 400 جهاز، فتم تحويل الاستمارات الورقية المعدة إلى استمارة إلكترونية يسهل التعامل معها في إدخال البيانات، وتمييزها للوصول إلى النتائج المتوخاة من تلك المسوحات.
سوء التغذية عند الأطفال
وأوضح د. حميدان أنه تمت إضافة مسألة أخرى للمسح تتعلق بسوء التغذية عند الأطفال لما دون سن الخامسة، وقد دربنا مجموعة من الشباب العاملين في المكتب المركزي في هذا المجال، وهناك فريق أيضاً من وزارة الصحة للوقوف على طريقة أخذ القياسات عند هذه المرحلة العمرية? وللتعرف هل هي آمنة غذائياً أو غير آمنة ? أو هناك انعدام في الأمن الغذائي؟
وهي من ضمن الأسئلة التي وردت في هذه الاستمارة، وحين ننتهي من المرحلة الميدانية للعمل سنقوم بإدخال البيانات وتحليلها، وصولاً إلى المؤشرات التي نعتمدها كجهاز إحصائي في الجمهورية العربية السورية، أسوة بالأجهزة الإحصائية التي تعمل وفق المعايير الدولية للمنظمات الدولية، وسيتم إجراء المقارنة بين عامٍ وآخر إن كانت هذه الفروقات كبيرة أو صغيرة.
لوضع الخطط
وأشار د. حميدان إلى أهمية تقديم تلك المؤشرات للجهات المختصة، ولاسيما رئاسة مجلس الوزراء، وصناع القرار في سورية، لوضع الخطط اللازمة في هذا الاتجاه، ورسم سياسات مستقبلية يمكن أن تشكل عاملاً أساسياً ضمن التوجهات الحكومية والمجتمع المحلي، وستمكن الباحثين والدارسين في مختلف الجامعات السورية ومراكز الأبحاث من الاستفادة منها.
أيضاً ستكون مفيدة لهيئة التخطيط والتعاون الدولي، والجهات التي تعنى بالمسائل التخطيطية، وأيضاً المسائل الأخرى المتعلقة بالسكان، ومستوى المعيشة لديهم، لأن المسألة الغذائية هي الشغل الشاغل على مستوى العالم.
من اليدوي إلى الإلكتروني
وبيّن مدير عام المكتب المركزي للإحصاء أن مجمل احتياجات المسح تمت تغطيتها من برنامج الغذاء العالمي، من خلال تقديم تجهيزات فنية من سيرفرات وحواسيب وتابات، لتحليل البيانات بطريقة إلكترونية، ما أدى لنقل العمل من المسح اليدوي إلى المسح الإلكتروني والتعاون بين الجهات المتعددة، لنصل إلى مرحلة الشراكة في العمل في التدريب والميدان، سواء من هيئة التخطيط أو من برنامج الأمن الغذائي.
متابعة يومية
وباعتبارنا الجهة المنفذة على الأرض نتابع بشكل لحظي ويومي كل التفاصيل، من خلال تقارير يومية من جميع المحافظات حول ما آلت إليه الدراسات الميدانية، وإن كانت هناك أي صعوبات تواجه العاملين تتم معالجتها فوراً بالتعاون مع السادة المحافظين والإدارات المختلفة، واللافت للنظر أن هناك تعاوناً كبيراً من جميع الجهات لنجاح علميات المسح.
طريقة المسح
ويشرح د. حميدان طريقة المسح من خلال التأكيد أنه يستغرق وقتاً طويلاً وبوشر العمل به منذ ثلاثة أشهر، بعد توقيع اتفاق مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي وبرنامج الغذاء العالمي، وكانت البداية في المرحلة التمهيدية، التي تتضمن اختيار العينة عشوائية أم غير عشوائية، ومن ثم تصميم العينة وسحبها، وتوزيعها على المحافظات والمدن والبلدات والأحياء، تبعاً لتعداد السكان في كل منها، وبالانتقال للمرحلة التحضيرية باتجاه الوصول للأسر المستهدفة، وإجراء مرحلة التدريب والعمل الميداني، وجرى تقسيم مرحلة التدريب لكل محافظة لفترة زمنية محددة، وبعدها يتم الانتقال للعمل الميداني، ولدينا نوعان من المتدربين العاملين في قطاع الإحصاء بالمكتب المركزي وفي المحافظات، والمتعاقدين مع المكتب المركزي للإحصاء خلال فترة المسوحات، مهما كان نوعها؛ اقتصادية أم اجتماعية، وبعد الانتهاء من عمليات المسح في جميع المحافظات سيتم تحليل البيانات بدقة كبيرة، لأن مؤشراتها سيبنى عليها الكثير من الخطط والبرامج المستقبلية على صعيد الأمن الغذائي.
تشرين
اقرأ أيضا: صناعي: صناعتنا تتعافى فمثلا أصبحنا نصدر البسكوت بدل استيراده