فيما يتوقع أن تضم روسيا في حفل رسمي، اليوم الجمعة، 4 مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة قواتها، ألا وهي: مدينتا خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتان، بالإضافة إلى ودونيتسك ولوغانسك الواقعتين في إقليم دونباس، شرق أوكرانيا، تطفو إلى السطح التساؤلات حول أهمية تلك المناطق، أو المنافع التي قد تحصلها موسكو منها مقابل الضغط الدولي الذي زاد بعد إجرائها استفتاءات الضم.
لا شك أن السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك شكل منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبريرا الماضي هدفا أساسيا للروس، من أجل ربط المناطق الشرقية تدريجيا مع شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها جنوباً.
أكبر مناجم الفحم والحديد
إلى ذلك، تربط دونيتسك ولوغانسك حدود مشتركة طويلة مع روسيا، وتقطنهما أغلبية ناطقة بالروسية، علما أن عدد السكان من أصول روسية لا يزيد على 40%.
لكن أهمية المنطقتين تبرز على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص، إذ تضمان أكبر مناجم الفحم الحجري والحديد والصلب في أوكرانيا.
كما أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي تعد بين أهم مواني التصدير في البلاد تقع ضمن الحدود الإدارية لدونيتسك، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط.
إلى ذلك، تشير الإحصائيات السابقة إلى أن نحو 70% من ثروات أوكرانيا تتركز في هذا الجزء من البلاد، فضلاً عن أنها تعد عقدة مهمة لشبكة المواصلات البرية والبحرية التي تعبرها صادرات البلاد باتجاه البحر الأسود ومناطق الشرق الأوسط وغيرها.
زابوريجيا وخيرسون
أما منطقتا زابوريجيا وخيرسون، فتقعان داخل سهل أوروبا الشرقية، ولهما حدود مشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، تقع منطقة زابوريجيا على حدود منطقة دنيبروبتروفسك في أوكرانيا، وتحد دونيتسك من جهة الشرق، وفي الجنوب يقع بحر آزوف.
بينما تقع منطقة خيرسون على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف في أوكرانيا، ولها حدود برية مع القرم جنوبا، وفي الجنوب الغربي تطل على البحر الأسود وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.
ولعله انطلاقا من موقعهما يمكن فهم الأهمية الاستراتيجية لهاتين المدينتين، إذ لا يمكن الحديث عن ضمان أمن الحدود الغربية لأوكرانيا من دون توسع جغرافي، يضمن بشكل كامل السيطرة على الممرات البحرية الجنوبية في حوض آزوف والبحر الأسود، وبما يؤمن أيضا إقامة رابط بري مستقر للأراضي الروسية مع شبه جزيرة القرم، التي وإن كانت في السابق عنوانا لاستعادة الأمجاد الماضية، فهي سرعان ما تحولت مع اندلاع النزاع إلى خاصرة ضعيفة ورخوة يسهل الهجوم عليها واستهداف روسيا من خلالها.
إلى ذلك، شكلت خيرسون في الماضي أول قاعدة بحرية روسية لبناء السفن، وكانت تعرف حينها باسم محافظة نيكولاييف حتى سنة 1803.
ولا تزال تلك المدينة المطلة على البحر الأسود حتى الآن مركزا مهما لصناعة السفن.
يشار إلى أن روسيا تسعى بسيطرتها وضمها لتلك المناطق إلى تأمين جسر بري وبحري بين القرم والجزء الشرقي الأوكراني.
العربية نت
اقرأ ايضا: ما هو حجم القوة العسكرية لروسيا والصين معا؟